صنع في العراق هذه الجملة البسيطة في تركيبتها اللغوية والعميقة المعنى والتي افتقدناها تدريجياً منذ الاحتلال الاميركي في 2003 وما بعده كانت شعارتنسيقية المبادرة الصناعية التي شاركت في الجمعة السادسة للتظاهرات السلمية في ساحة التحرير الداعية رئيس مجلس الوزراء بالعمل السريع والجدي لتنفيذ الاصلاحات التي لايمكن ان تتحقق من دون رسم خارطة طريق لتغيير جذري يضع حداً للتدهور الذي نعاني منه وطن وشعب ..الكثير من جيلنا وما قبله وما بعده بقليل يتذكر هذه الجملة التي كانت تطرز منتجاتنا الصناعية من سجاد و ومعدات وادوات وسلع انشائية وملابس واحذية وسكائر وغيرها وما كانت تبشر به من نهضة وتطور صناعي لم يستطع الحصار الجائر ان يوقفه ، بل زاد من عزيمة الكفاءات الوطنية وهمتها التي ابدعت وانتجت وقدمت الكثير للوطن برغم كل ما واجهته من معوقات وظروف صعبة بل قاهرة .. كانت مكائن المصانع في القطاعين العام والخاص تدور لتستمر بالانتاج وكانت ورش الشيخ عمر والشيخ معروف والحي الصناعي في النجف الاشرف على يساطتها تعمل ليل نهار وابدعت عقول عراقية لتسجل براءات اختراع لخطوط انتاج انتهى عمرها التشغيلي . نجح العراقيون بامتياز بتوفير العديد مما يحتاجه المواطن ربما بمواصفات اقل من نظيرتها لكنها كانت منتجات تحمل اسم العراق وبعضها كان يصدر لينافس بجدارة بضائع مشابهة في دول مجاورة او حتى اجنبية .. ومن اجل هذا كانت هنالك اصوات في الجمعة السادسة تطالب بقوة بـالعمل ( من اجل اعادة تشغيل عشرات ومئات الالاف من معاملنا وورشنا الصغيرة قبل الكبيرة لانها بسيطة المتطلبات سريعة العودة للعمل والانتاج وتشغيل العاطلين .. ).قد تكون المرحلة الصعبة التي نمر بها ومخاطر الافلا س المادي ضرورية ومهمة لسرعة محاسبة السياسيين الفاشلين ممن تسببوا بقصد بتدمير القطاعات الانتاجية الصناعية والزراعية وجعلوا اقتصاد الوطن ريعياً يعتمد على واردات النفط التي لم تسلم هي ايضاً من سرقاتهم ..لذا كانت دعوة المواطنين في تظاهرتهم واعية وهم ينادون بتغيير جذري يأتي على اس الفساد المتمثل بالطبقة السياسية التي تؤكد عجزها وفشلها كل يوم والتي حولت البلد الى ضيعة تقاسموها بما اسموه ومن دون حياء بالمحاصصة فخربوا الصناعة ودمروا الزراعة وسرقوا اموال الشعب وتركوه بين نازح ومهاجر وضائع وجائع وعاطل ..
صنع في العراق صوت عراقي ينادي بالتغييرمع الاخرين بعد كل صبر اصحابه الطويل والمرير وهم يسمعون يومياً عن مبادرات تذهب اموالها في جيوب مافيات الفساد وحيتانه .. انهم المهندسون والعاملون العاطلون او المهددون بقطع ارزاق عوائلهم .. انهم صوت ادانه لما جرى ويجري في بلد قتلت كفاءاته او هجرت كونها تهدد مصالح اصحاب المناصب الرفيعة من حملة الشهادات المزورة ممن جاءت بهم المحاصصة المقيتة ..وعليه فان اولى خطوات التصليح يجب ان تبدأ بمنهج وطني يصحح هيكلية العملية السياسية التي ولدت ميتة بمحاصصة قتلت احلامنا بعراق ديمقراطي جديد ادعوه كذباً .. لن ندعي ان مشوار التغيير الجذري هين او بسيط على رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لكننا ايضاً كشعب نريد منه خطوات جادة تطمننا بانه يمتلك الشجاعة الكافية لمواجهة معرقلي الاصلاحات الجذرية وانه لن يستسلم لضغوطاتهم ..كن مع صوت الشعب على طريق بناء دولة مدنية تكون فيها المواطنة هي الاساس .. مدنية تعود من خلالها للوطن هيبته وللقانون احترامه وللزراعة والصناعة والتجارة وجميع القطاعات مكانتها ..فهل تفعلها ؟ سؤال انت وحدك تملك الاجابة عليه لاننا وبعد كل ما فات من جمع صرنا في حيرة وشك نتمنى ان لايكونا صحيحين ..
مقالات اخرى للكاتب