هكذا عاش الأجداد .. (( في بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ((
وهكذا يعيش الأحفاد .. (( في قصور شيدت من قوت المستضعفين ((
تزاحمت علينا هذه الأيام كلمة خادم وخادم صغير..... لشعب وشعب عظيم ..
ولا أفهم كيف تكون المقاييس وكيف توزن الموازين ؟
عندما أجول بناظري وخاطري على كل من هو حولي وداخل أفكاري لأرسم صورة للواقع الحقيقي بدون رتوش
أرى شعب أغلبه منهك متهالك متذمر من كل شيء حتى من حياته التي يعيشها .. مصاب بالغثيان مما يسمعه من رموز العملية السياسية الموجودة وسط وخارج الدائرة السياسية .. وأصابه الوهن على مايشاهده من إستهانة واضحة بمقدراته الإنسانية فضلاً عن التلاعب بعواطفه الدينية والمذهبية والطائفية والمناطقية .. والخط البياني لإرتفاع معدل الفقر والبطالة واليتم والترمل في إضطراد وكإنما يسير إلى منحدر تصاعدي بالسالب .. واصبحت المصطلحات الأخلاقية والوطنية وحتى الإنسانية مجرد يافطات على الجدران أو تزخر بها المنابر الإعلامية المزيفة والمساقة مع رغبة المتسلطين والمنتفعين وأصبحت كذلك باباً مشرعاً على مصراعيه لعقد المؤتمرات والندوات والمهرجانات .. وكما يقال (وما يزيد الطين بله ) أن الجهل المطبق والعفوية الشعبية جعلت لتلك المصطلحات سوقاً رائجة في التسويق العشوائي لدى البعض مما حدى بالآخرين إستغفالاً تأييدها وترديدها دون معرفة بأبعادها ودوافعها ونتائجها .... وآخر تلك المصطلحات على أبواب الإنتخابات كلمة
خادم صغير !!!!!!
وشعب عظيم !!!!!
لو سلطنا بعض الأضواء أو لنقل بصيصاً من الضوء على الخادم الصغير لرأينا العجب .. فذلك الخادم يعيش في مقاطعة لا بيت فقط .. لايحد مساحتها إلا عبر الأقمار الصناعية وكوكل إرث في قلب العاصمة وأرقى المناطق وأفخم القصور محاطاً باطواق من الحمايات والمتاريس والجدران وأعداد لاحصر لها من القوات الثابتة والمتحركة ... ويمتلك مالايملكه سكان محافظة أو محافظات بكاملها .. لسنا في محل حسد أو بغض لأحد بل في محل تحليل لكلمة خادم ... كيف يكون الخادم هكذا وكيف تصدق عليه كلمة خادم ؟ أستذكر هنا وقفة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما قدم إلى الكوفة وطلب منه أهالي الكوفة أن يسكن في قصر الإمارة ( وهو بالمناسبة قصر للدولة وهو خليفة الدولة ومن باب أولى السكن فيه وهذا حق .. لا من باب الإستحواذ عليه ) أبى رضوان الله عليه تأسياً بفقراء الشعب وبنى له دار لازالت عامرة حتى اليوم يستنشق المارعليها عبير الإيمان والتقوى فيها .. وآثار القصر بائنة كأنها مزبلة لمن أنف إلا العيش فيه ....... واستذكر ذلك الألق الأمجد زعيم الطائفة المخلد .. كيف كان مسكنه لايختلف عن بيوت الآخرين ....
أما الشعب العظيم ..!!!
أتكلم الآن وليس لمن يقول ويزمر ويصرخ كنا وكنا وكنا .... فلا أعرف أي عظمة يعنيها هذا القول فمن أي جانب الآن حقق التعظيم ..؟ وإذا فرضنا جدلاً بعظمته فهي لذاته وليس هناك من هو متفضل عليه بمنحه العظمة ..
فقط أشير إلى لباب العقول :
لو رسمنا خط بياني خلال 10 سنوات مقارنة بين مستوى الدخل للشعب العظيم مع مستوى الدخل الذي هيمن عليه الخدمة من رؤساء الكتل السياسية لنرى الحقيقة ... من هو الخادم ومن هو العظيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كفاكم تلاعباً بمشاعر الناس البسطاء .. عجبي لكم .. كل هذا لغرض المناصب والمكاسب والمنافع ؟؟ وجميعنا يقرأ القرآن :
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) الأحزاب
من اعتز بمنصبه فليتذكر فرعون
ومن اعتز بماله فليتذكر قارون
ومن اعتز بنسبه فليتذكر أبا لهب..