موقف محمد بن الحنفية من ثورة الحسين {ع}
لما هلك يزيد رفض ابنه معاوية تولي الخلافة ,وليها مروان( ) ومن بعده ابنه عبد الملك، وقتها خرج ابن الزبير دعا الناس إلى بيعته، وجرت بينه وبين الأمويين حروب سيطر على البيت الحرام، كان الطرفان يريد كسب ابن عباس وابن الحنفية إلى جانبهما .. لا ليخدعوا الناس بل , بحكم العلاقة القديمة بينهم ,{ وكانت علاقة عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية بالأئمة المعصومين علاقة دم وقرابة , وليس قرابة فكر ومسيرة ثورية .( )..
مرّت المحنة التي أبتلي بها بنو هاشم، مع ابن الزبير منها التحريق والحبس ممّا جعل عبد الملك يتودد إلى بني هاشم، ويدعوهم إلى الوفود عليه....!! {هذه لا بدا ن تكون لها مقدمات , ودليلنا لم تكن علاقة خلفاء بني أمية جيدة مع الإمام زين العابدين{ع} ولا الباقر{ع} ولا من جاء بعدهم ..}
فخرج محمّد بن الحنفية إلى الشام بدعوة من عبد الملك بن مروان إلى الشام , لمّا وصل مدين بلغه غدر عبد الملك بعمرو بن سعيد فندم على إتيانه وخافه، فنزل آيلة... وقد ذكر جمال الدين بن يوسف الشامي من أعلام القرن السابع في كتابه (الدر النظيم) صورة كتاب من ابن عباس إلى عبد الملك بن مروان يوصيه بمحمّد بن الحنفية ورعاية حقه{ هذه الرسالة تبين العلاقة الودية الطبيعية بين هذا التيار الذي وقف موقفا سلبيا من ثورة الحسين {ع} وساندوا الخلفاء الامويين من بعدها .
فقال:عبد الله بن عباس لعبد الملك بن مروان لمّا عزم محمّد بن الحنفية على التوجه إلى بلاد الشام:" أمّا بعد فإنّه توجّه إلى بلادك رجل منّا, لا يَبدأ بالسوء, ولا يكافئ على الظلم, ولا بعجول ولا بجهول, سميع إلى الحقّ أصم عن الباطل, ينوي العدل, ويعاف الحيف، ومعه نفر من أهل بيته وعدّة رجال من شيعته, لا يدخلون داراً إلاّ بإذن, ولا يأكلون شيئاً إلاّ بثمن, رهبان الليل ليوث بالنهار, فاحفظنا فيهم رحمك الله, فإنّ ابن الزبير قد نابذنا بالعداوة ونابذناه والسلام)....
وأي علاقة أكثر من هذه المودة ..؟ والرجال الذين رافقوه من شيعته وليس من شيعة أبيه ..! وهؤلاء شكلوا تيارا عقائديا سموه الكيسانية , ليكون قرينا مقابل التيار ألاثني عشري الذي اعتقد به بعض المسلمين الشيعة , واهم عبارة في الرسالة " توجه أليك رجل منا " ولو قال له توجه لك محمد بن علي بن أبي طالب {ع} فهي كافية ومؤديه للغرض .. ولكن قال : رجل منا ..فمن { انتم } أليس يعني إنهم من التيار المؤيد للدولة الأموية ..؟.
فأجابه عبد الملك بكتاب يقول فيه:أمّا بعد فقد أتاني كتابك توصيني فيه بمن توجّه إلى ما قبلي من أهل بيتك, فما أسرّني بصلة رحمك, وحفظ وصيتك، وكلّما هويت من ذلك فمفعول ومتّبع, فأنزل بي حوائجك رحمك الله كيف أحببت, فلن أتحرج حاجة عرضت لك قبلي, فإنّك قد أصبحت عظيم الحقّ عليَّ, مكيناً لديّ, وفقنا الله وإياك لأفضل الأمور, والسلام عليك ورحمة الله وبركاته)( ) ..
ما دار بينه وبين ابن الزبير من مكاتبة مغاضبة: كان ابن عباس حين أتى الطائف منفياً عن مكة، مغاضباً لابن الزبير، أتخذ من مجلسه الذي يجتمع إليه فيه أهل الطائف، وسيلة للتنديد بابن الزبير يبث فيه ما وعى وحوى من العلم النافع, وكثر عكوف الناس عليه, فصار يخطب فيهم مندداً بابن الزبير من غير أن يسمّيه, ويكنّي عنه كناية أبلغ من التصريح, وبلغ خبره ابن الزبير فغاضه ذلك. فسمي حبر الأمة بأمر من السلطات الأموية ....
وقد حدّث المدائني عن جانب من ذلك، فقال: ومن أسلوبه الذي جعله مقبولا لدى المذاهب الإسلامية انه (كان يحمد الله ويذكر النبيّ{ص}والخلفاء بعده ويقول: ذهبوا فلم يدعوا أمثالهم ولا أشباههم ولا من يدانيهم, ولكن بقي أقوام يطلبون الدنيا بعمل الآخرة, ويلبسون جلود الضأن تحتها قلوب الذئاب والنمور, ليظن الناس أنّهم من الزاهدين في الدنيا, ويراؤون الناس بأعمالهم, ويسخطون الله بسرائرهم, فادعوا الله أن يقضي لهذه الأمّة بالخير والإحسان, فيولّي أمرها خيارها وأبرارها, ويهلك فجّارها وأشرارها. ارفعوا أيديكم إلى ربّكم وسلوه ذلك). فيفعل ذلك أهل الطائف ذلك ويؤمّنون على دعائه.( )..
بذلك تحول ابن عباس ومحمد بن الحنفية إلى الجهاز الإعلامي الأموي من خلال الرسائل والخطب والأماكن المزدحمة بالناس ,ينصحون الناس للتمسك بالسلطة الأموية في وقت تمنع الناس من الوصول للإمام زين العابدين {ع} وولده الباقر{ع} وتقتل شيعتهم شر قتله .. وهذا موقف واضح يبين الميل الذي لعبه الرجلان في الحياة السياسية ..
يقول ابن الزبير:وإنّي أقسم بالله لئن لم تنته عمّا بلغني عنك لتجدنّ جانبي خَشِناً, ولتجدني إلى ما يردعك عني عجلا, فرأيك, فإن أشفى بك شقاؤك على الردى فلا تلم إلاّ نفسك.( ).هذا كتاب ابن الزبير فيه تنديد وفيه تهديد ووعيد... فلننظر ماذا عن ابن عباس في جوابه...
فأجابه ابن عباس: (أمّا بعد، فقد بلغني كتابك، قلت إنّي أفتي الناس بالجهل, وإنّما يفتي بالجهل من لم يعرف من العلم شيئاً, وقد أتاني الله من العلم ما لم يؤتك. وذكرت أنّ حلمك عني واستدامتك فيئي جرأني عليك, ثمّ قلت أكفف من غربك, وأربع على ظلعك, وضربت لي الأمثال, أحاديث الضبع, متى رأيتني لعرامك هائباً, ومن حدك ناكلاً. وقلت: لئن لم تكفف لتجدنّ جانبي خشناً, فلا أبقى الله عليك إن أبقيت, ولا أرعى إليك إن أرعيت, فو الله لا أنتهي عن قول الحقّ, وصفة أهل العدل والفضل, وذم الأخسرين أعمالاً ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً والسلام) ..( ).
وهذا جواب فيه تقريع واستخفاف , وفيه إهانة واستهانة نافت على الغاية. وأيّ غايةٍ بعد قوله: (فلا أبقى الله عليك إن أبقيت, ولا أرعى إليك إن أرعيت)؟.. ولعلّ ابن عباس إنّما أجابه على كتابه لأنّه كان يقول: (إنّي لأرى ردّ جواب الكتاب حقاً عليَّ كردّ السلام) ، ولئلا يظن به الجبن والانهزامية أمام تهديد ووعيد ابن الزبير, وهو هو لا يزال في صلابة موقفه المتماسك, وقوة بسبب حماية السلطة الأموية له , وهذه الحماية مفقودة تماما من قبلهم عن جميع بني هاشم , غير ابن عباس وابن الحنفية ... واليك الدليل على العلاقة الحميمة بين الطرفين ..
روى البلاذري في أنساب الأشراف ..... خبر ذلك بسنده عن أبي مخنف بتفاوت يسير، قال: (لمّا نزل ابن عباس الطائف حين نافره ابن الزبير, كان صلحاء الطائف يجتمعون إليه, ويأتيه أبناء السبيل يسألونه ويستفتونه, فكان يتكلم في كلّ يوم بكلام لا يدعه وهو: الحمد لله الذي هدانا للإسلام, وعلّمنا القرآن, وأكرمنا بمحمّد{ص} فانتاشنا به من الهلكة, وأنقذنا به من الضلالة, .. لاحظ بعد هذا بدقة معنى كلامه ..! فأفضل الأئمة أحسنها لسنّته إتّباعاً, وأعلمهم بما في كتاب الله إحتساباً, وقد عمل بكتاب الله ربّكم وسنّة نبيّكم قوم صالحون، على الله جزاؤهم, وهلكوا فلم يدعوا بعدهم أمثالهم ( ).
هذه الردود والرسائل المتقابلة ما كانت تتم لولا وجود قوة تدعم ابن عباس .. ثم رده يبين توافقه مع رأي السلطة الأموية , وهو غاية ما تتمناه أن يكون رجل معروف من بني هاشم يرتقي منابرهم ويتحدث بالعقيدة التي روجوا لها , وحاربوا عليا وأبناءه {ع} بسببها .. وهذا واضح في قوله : فأفضل الأئمة أحسنها لسنّته إتّباعاً .. ويقول في آخرها : قوم صالحون على الله جزاءهم ... وهلكوا فلم يدعوا بعدهم أمثالهم ..!! أليس هذا طعنا بإمامة الحسن والحسين {ع} والذين من بعدهم والذين سيولدون من صلب أبناء الحسين {ع} .؟.
باعتبار قوله : إن الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي , عملوا بكتاب الله .. نحن نسال ابن عباس في هذه الكلمة ..لماذا لم يقبل علي {ع} بالعمل في سنة الله ورسوله وطريقة الشيخين هذا ابن عباس يقول عنهم : قوم صالحون , وهلكوا ولم يدعوا بعدهم لأمثالهم .. هذا النص يؤكد بلا مجال للشك انه كان منحرفا عن الإمام زين العابدين {ع} وطعنا في إمامته والذي سيأتي من بعده من الأئمة .. ومهما عمل السجاد والباقر والصادق عليهم السلام , لن يصلوا لأعمال الأربعة إيمانا وتطبيقا وورعا وعلما .. على رأي ابن عباس ..
ربما يتهمني البعض إني أتحامل على ابن عباس أو محمد بن الحنفية , فهؤلاء ليسو معصومين بالعصمة التشريعية , يمكن أن يقعوا في خطأ كما وقع غيرهم , هذا التاريخ وفي مصادر عديدة يذكر دورهم المشوه في ثورة أبي عبد الله الحسين {ع} .. لم ينصروه ولم يقفوا موقفا رجوليا مشرفا من القتلة ودولتهم الظالمة .. بل الوقائع تؤكد تواطئهم مع الحكام الاموين حبا بالمال والجاه , ولا مجال للمقارنة بينهم وبين أصحاب الحسين عليهم السلام .. واليك نصا آخر ..
قال المعلّم بطرس البستاني في (دائرة المعارف): (قال ابن مسعود: يعني عبد الله بن مسعود . نعم ترجمان القرآن ابن عباس ..عاش ابن عباس بعد ابن مسعود نحو (٣٥) سنة تُشدّ إليه الرحال، ويُقصد من جميع الأقطار، انظر هنا الغاية {ومشهور في الصحيحين تعظيم عمر بن الخطاب لابن عباس وإعتداده به، وتقديمه مع حداثة سنّه} ، وعاش بعده ابن عباس نحو (٤٧) سنة يُقصد ويُفتي ويُعتمد عليه ( ).. في وقت كان أمير المؤمنين {ع} جليس الدار ...!!!.
ثم يقول البستاني : لا شك في أنّ ابن عباس احتل ( مكانة الصدارة ) بين بقايا الصحابة في عهد معاوية..!! { كيف أصبح في هذه المنزلة .؟ وفي المدينة الحسن والحسين عليهما السلام ..؟}.!!.
ويقول : لكونه أكبر الهاشميين سنّاً وكذلك شأناً من بعد الحسنين عليهما السلام ، فكان المبرّز في المجتمع الإسلامي والمنظور إليه في رأس المعارضين للسلطة، { أين معارضته للسلطة ومواقفه التي تتقاطع معهم .وكيف أصبح اكبر الهاشميين .. وهل يعتد بالسن دون العلم والمنزلة والتقوى.؟.؟}..!!.وله من علمه ما يسمو به إلى أوج العظمة، حيث كان {يحتاج إليه حتى الظلَمة} .انتهى .{ هذا يبين إن ابن عباس حين عينته السلطة بديلا عن أهل البيت الذي أشار أليهم رسول الله {ص} في حديثه المشهور { إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ال بيتي , ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا } فتحول أهل البيت بعنوان آخر .. بدلا من علي والحسن الحسين وأبناءهم عليهم السلام أصبح ابن عباس حبر الأمة وسيدها وعالمها .. وقد دست مئات الفتاوى منه غيرت الواقع الإسلامي إلى متوافقات مع النهج الأموي ( ).. هكذا أصبح ابن عباس مفتيا إلى جانب أبي هريرة وعمر بن العاص واضرابهم ...
خلاصة المبحث الأول
الذي تقدم وضحنا فيه نقاط مهمة لرؤيتنا في تاريخ كربلاء .. أهمها
1- إن الشيعة لم يقتلوا الحسين {ع} ولم يخذلوه , وسيأتي لاحقا كيف هب الشيعة في العراق لنصرة أبي عبد الله {ص} حين قدموا الغالي والنفيس من اجل الفكر الحسيني , ولا زال أبناءهم وأحفادهم على الخط الذي سار عليه الأجداد , وهذا واضح في العراق ...
2- هناك بعض الشخصيات مسئولة عن جريمة ملحمة الطف , شخصيات خططت استخبارياً وتعبوياَ للقضاء على الإسلام المتمثل بالحسين {ع} وخط آل البيت .عليهم السلام ..
3- هناك مؤامرات قديمة في بدايات الدعوة الإسلامية استهدفت النبي محمد {ص} والقران والعقيدة الإسلامية برمتها .وضحنا جزءَ منها . وهي نفس التيار الذي اجبر النبي {ص} والمسلمين على الهجرة وترك الأوطان, وحاربوا المسلمين لعقدين من الزمن .. ثم أكمل أولائك على من تبقى من آل الرسول {ص} في كربلاء .. ما بعدها إلى يومنا هذا ..
4- إزالة الشبهة عن شخصيات حسينية مجاهدة مثل زهير بن القين والحر بن يزيد الرياحي , وشيعة الكوفة عامة .. وغيرهم من أبطال كربلاء , حيث تمكن الإعلام الأموي من تشويه سمعتهم في الوسط الإسلامي وتشويه تاريخهم ..
5- الأدلة التي قدمتها مقرونة بالمصادر التاريخية , فمن يعترض , يجب أن يكون دليله موضوعي يستند على الدراسة الموضوعية للتاريخ , دون حكم مسبق , أو الحديث بلهجة يقولون .., أو هذا ما وجدنا عليه آباءنا .. وهذه غاية رؤيتنا لكربلاء برؤية جديدة.
قادة الجيش الذي قاتل الحسين؟
على رأس القيادة العامة كان عبيد الله بن زياد: وصفه الحسن البصري (غلاماً سفيهاً، سفك الدماء سفكاً شديداً...)( ) تاريخه العائلي معروف عند الناس .. ومن الإشارات المهمَّة في شخصية هذا الرجل تربيته الفارسية المجوسيَّة، فأمُّه (سيرورية كانت بنت بعض ملوك العجم يزدجر أو غيره ... وكان في كلامه شي من كلام العجم) ( ) ــ وقد عُرِف بالحزم والحسم والقوّة والبطش، ولمَّا قُتِل الحسين عليه السلام (كان عمره ثمانية وعشرين سنة) ( ) ــ ولم يُعهَد أنّه تربّى إسلامياً ., كان عامل الإمام {ع} على البصرة. وقيل: إنّ أمير المؤمنين {ع} بعد يوم الجمل، أراد الشخوص إلى الكوفة، فاستخلف عبد الله بن العباس على البصرة، وخطب فأمر أهلها بالسمع والطاعة له، وضم في وقتها إليه زياد بن عبيد، كاتباً. ... ولا زال بعض المهتمين يسالون كيف اخذ موقعا قياديا في زمن الإمام علي{ع} حتى إن الشيخ الطوسي، اعتبره من أصحاب عليًّ {ع} ... لا بد أن نمر على هذه النقطة لتوضيحها .!في سير أعلام النبلاء - في ذكر زياد بن أبيه - : هو زياد بن عبيد الثقفي ، وهو زياد بن سمية الذي استلحقه معاوية بأنه أخوه . المعروف إن سمية كانت مولاة للحارث بن كلدة الثقفي طبيب العرب . وزياد يكنى أبا المغيرة . ولد عام الهجرة ، وأسلم زمن أبي بكر وهو مراهق ، ولكنه كان كاتبا يجيد القراءة والكتابة , فأصبح كاتبا لأبي موسى الأشعري زمن إمرته على البصرة . كان كاتبا بليغا ، ثم أصبح كاتبا للمغيرة بن شعبة ولابن عباس ، وناب عنه بالبصرة . حين وصلت معلومات للإمام علي{ع} عن ابن عباس انه يسرق من بيت المال , أرسل عليه , فجعله ابن عباس على البصرة فترة غيابه ..وكان تاريخه الاول غير مشوب بالهفوات , وله مواقف جهادية زمن عمر بن الخطاب حين اشتد الضغط على الفرس , كان قائدا للمعارضة في البصرة ضد عمر بن الخطاب , ...لما مات علي {ع} استعمله الامام على بعض كور فارس , لانه منهم ولا بد انه دافع عن مصالحهم , وما فكر به الامام انه سيعيد للفرس شيئا من حقوقهم .. وفي الاستيعاب - في ذكر زياد بن أبيه - : كان رجلا عاقلا في دنياه ، داهية خطيبا ، له قدر وجلالة عند أهل الدنيا وفي أسد الغابة : كان عظيم السياسة ، ضابطا لما يتولاه....
وفي تاريخ اليعقوبي : كان [ المغيرة بن شعبة ] يختلف إلى امرأة من بني هلال يقال لها : أم جميل ، زوجة الحجاج بن عتيك الثقفي ، فاستراب به جماعة من المسلمين ، فرصده أبو بكرة ونافع بن الحارث وشبل بن معبد وزياد بن عبيد ، حتى دخل إليها فرفعت الريح الستر فإذا به عليها ، فوفد على عمر ، فسمع عمر صوت أبي بكرة وبينه حجاب ، فقال : أبو بكرة ! قال : نعم . قال : لقد جئت ببشر ؟ قال : إنما جاء به المغيرة . ثم قص عليه القصة . فبعث عمر أبا موسى الأشعري عاملا مكانه ، وأمره أن يشخص المغيرة ، فلما قدم عليه جمع بينه وبين الشهود ، فشهد الثلاثة ، وأقبل زياد ، فلما رآه عمر قال : أرى وجه رجل لا يخزي الله به رجلا من أصحاب محمد ، فلما دنا قال : ما عندك يا سلح العقاب ؟ قال : رأيت أمرا قبيحا ، وسمعت نفسا عاليا ، ورأيت أرجلا مختلفة ، ولم أر الذي مثل الميل في المكحلة . فجلد عمر أبا بكرة ، ونافعا ، وشبل بن معبد ، فقام أبو بكرة وقال : أشهد أن المغيرة زان ، فأراد عمر أن يجلده ثانية ، فقال له : علي إذا توفي صاحبك حجارة . وكان عمر إذا رأى المغيرة قال : يا مغيرة ، ما رأيتك قط إلا خشيت أن يرجمني الله بالحجارة..
في الاستيعاب : بعث عمر بن الخطاب زيادا في إصلاح فساد وقع باليمن ، فرجع من وجهه وخطب خطبة لم يسمع الناس مثلها ، فقال عمرو بن العاص : أما والله لو كان هذا الغلام قرشيا لساق العرب بعصاه . فقال أبو سفيان بن حرب : والله إني لأعرف الذي وضعه في رحم أمه . فقال له علي بن أبي طالب : ومن هو يا أبا سفيان ؟ قال : أنا . قال : مهلا يا أبا سفيان...
في تاريخ دمشق عن الشعبي : أقام علي{ع} بعد وقعة الجمل بالبصرة خمسين ليلة ، ثم سار الى الكوفة واستخلف عبد الله بن عباس على البصرة ،.. فلم يزل ابن عباس على البصرة حتى سار إلى صفين . ثم استخلف أبا الأسود الدؤلي على الصلاة بالبصرة ، واستخلف زيادا على الخراج وبيت المال والديوان ، وقد كان استكتبه قبل ذلك ، فلم يزالا على البصرة .. قال في شرح نهج البلاغة : فأما أول ما ارتفع به زياد فهو استخلاف ابن عباس له على البصرة في خلافة علي {ع} ، وبلغت عليا عنه هنات ، فكتب إليه يلومه ويؤنبه ؛ وكان علي ( عليه السلام ) أخرج إليه سعدا مولاه يحثه على حمل مال البصرة إلى الكوفة ، فحدث بين سعد وزياد ملاحاة ومنازعة ، وعاد سعد وشكاه إلى علي{ع} ، فكتب إليه : أما بعد ، فإن سعدا ذكر أنك شتمته ظلما ، وهددته وجبهته تجبرا وتكبرا ، فما دعاك إلى التكبر وقد قال رسول الله {ص}: الكبر رداء الله ، فمن نازع الله رداءه قصمه . وقد أخبرني أنك تكثر من الألوان المختلفة في الطعام في اليوم الواحد ، وتدهن كل يوم ، فما عليك لو صمت لله أياما ، وتصدقت ببعض ما عندك محتسبا ،... الخ .
في تاريخ الطبري عن الشعبي{ } : لما انتقض أهل الجبال وطمع أهل الخراج في تادية خراجهم ، وأخرجوا سهل بن حنيف من فارس - وكان عاملا عليها لعلي{ع} قال ابن عباس لعلي : أكفيك فارس . فقدم ابن عباس البصرة ، ووجه زيادا إلى فارس في جمع كثير ، فوطئ بهم أهل فارس ، فأدوا الخراج و عن علي بن كثير : إن عليا استشار الناس في رجل يوليه فارس حين امتنعوا من أداء الخراج ، فقال له جارية بن قدامة : ألا أدلك يا أمير المؤمنين على رجل صليب الرأي ، عالم بالسياسة ، كاف لما ولي ؟ قال : من هو ؟ قال : زياد . قال : هو لها . فولاه فارس وكرمان ، ووجهه في أربعة آلاف ، فوطد تلك البلاد حتى استقاموا......
سبب انقلابه على أهل البيت {ع}
بعد شهادة أمير المؤمنين {ع} :...في شرح نهج البلاغة{ } كما ورد في أعيان الشيعة , عن علي بن محمد المدائني : لما كان زمن علي{ع} ولى زيادا فارس أو بعض أعمال فارس ، فضبطها وجبى خراجها وحماها ولما وصل معاوية السلطة كتب إليه : أما بعد ، فإنه غرتك قلاع تأوي إليها ليلا ، كما تأوي الطير إلى وكرها ، وأيم الله ، لولا انتظاري بك ما الله أعلم به لكان لك مني ما قاله العبد الصالح : ( فلتأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولتخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون ) . وكتب في أسفل الكتاب شعرا من جملته : تنسى أباك وقد شالت نعامته إذ يخطب الناس والوالي لهم عمر فلما ورد الكتاب على زياد قام فخطب الناس .{ }...
قال : العجب من ابن آكلة الأكباد ، ورأس النفاق ! يهددني وبيني وبينه ابن عم رسول الله {ع} وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو السبطين ، وصاحب الولاية والمنزلة والإخاء في مائة ألف من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان ! أما والله لو تخطى هؤلاء أجمعين إلي لوجدني أحمر مخشا ضرابا بالسيف{ معنى المخش : الماضي الجريء على هَول الليل} . ثم كتب إلى الإمام علي {ع} ،{ } وبعث بكتاب معاوية في كتابه . فكتب إليه علي{ع} وبعث بكتابه : أما بعد ، فإني قد وليتك ما وليتك وأنا أراك لذلك أهلا ، وإنه قد كانت من أبي سفيان فلتة في أيام عمر من أماني التيه وكذب النفس ، لم تستوجب بها ميراثا ، ولم تستحق بها نسبا ، وإن معاوية كالشيطان الرجيم يأتي المرء من بين يديه وعن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، فاحذره ، ثم احذره ، ثم احذره ، والسلام . فلما قرأ زياد الكتاب قال : شهد بها ورب الكعبة ، لم تزل في نفسه حتى ادعاه معاوية فانضم أليه.
هذا موجز سريع عن زياد بن أبيه, أما تاريخ ولده عبيد الله بن زياد , باعتباره المنفذ السياسي لعملية قتل الإمام الحسين {ع} .. أليك بعضا من تاريخه السياسي ....
.. عبيد الله بن زياد بن أبيه ,أمير العراق زمن معاوية ويزيد , لقبه أبو حفص ، ولي البصرة سنة خمس وخمسين وله اثنتان وعشرون سنة ، وولي خراسان , افتتح بيكند ، وغيرها . وحين مقتل الحسين {ع} كان عمره 27 سبعة وعشرون سنة , كان قبيح السريرة . لم يذكر له جميع الكتاب منقبة او عملا يقربه إلى الله تعالى .. يقال ان أباه تزوج من بنات ملوك الفرس . غير ان جدته سمية أم أبيه كانت معروفة كالنار على علم في الانحراف والزنا , كان بيتها ملوثا بكل ما ينقص المروءة والشرف , وفي تلك الأجواء ولد أبوه زيا د...قال أبو وائل : دخلت عليه بالبصرة وبين يديه ثلاثة آلاف ألف درهم جاءته من خراج أصبهان وهي كالتل ....
روى السري بن يحيى ، عن الحسن البصري .. قال : قدم علينا عبيد الله ، أمره معاوية على البصرة , وكان غلاما سفيها ، سفك الدماء سفكا شديدا ، فدخل عليه عبد الله بن مغفل فقال : انته عما أراك تصنع ؛{ أي انتهي من قتل الناس , فإن شر الرعاء الحطمة . قال : ما أنت وذاك ؟ إنما أنت من حثالة أصحاب محمد {ص} قال : وهل كان فيهم حثالة لا أم لك . قال : فمرض ابن مغفل ، فجاءه عبيد الله عائدا فقال : أتعهد إلينا شيئا ؟ قال : لا تصل علي ، ولا تقم على قبري .
قال الحسن : وكان عبيد الله جبانا ، ركب ، فرأى الناس مجتمعين السكك ، فقال : ما لهؤلاء ؟ قالوا : مات عبد الله بن مغفل . فخاف من المحادثة ان تكون سببا في موته فهرب ورجع إلى قصره وجرت لعبيد الله خطوب ومواقف تندى لها الإنسانية خجلا ,,، وأبغضه المسلمون لما فعل بالحسين {ع} , فما جاء نعي يزيد بن معاوية , قام الشباب في الكوفة بانتفاضة , وكسروا السجون وأطلقوا السجناء, وحرقوا قصر الأمارة .. وقتها كان عبيد الله بن زياد بالبصرة , فهرب بعد أن كاد يؤسر ، حيث ادخله صاحبه قرة بن قيس في قربة وعلقه على ناقة القرب التي تسير مع القافلة كي لا يلقي أهل البصرة عليه القبض ويقتلوه بسبب قتل الحسين {ع} واخترق البرية إلى الشام ، وانضم إلى مروان . ثم سار في جيش كثيف ، إلى الكوفة للسيطرة عليها بعد وصول المختار إلى السلطة , فقتله إبراهيم بن مالك الاشتر في الموصل .
هذا الشخص الرئيس المنفذ لعملية قتل ابن بنت رسول الله {ص} , ولا يمكن لعاقل ان يعتبره من شيعة علي بن أبي طالب {ع} او شيعة ولده الحسين {ع} , لا هو ولا أبوه , غير إن التقارب الذي حصل لأبيه زياد مع الإمام علي{ع} كان لسببين , الأول اعتبر الإمام علي {ع} هذا الرجل مناسبا في تلك الفترة لأمور الرعية , والوقوف ضد الخارجين على الدولة خاصة في جهة ايران , ولإصلاح شان الأمة في رجل حازم لمثل تلك المواقف , بينما { ابن زياد} اعتبرها مغنما ووسيلة يصل بها إلى المراتب الدنيوية , وهذا ظهر واضحا حين دعاه معاوية للوقوف معه , فتحول الرجل مائة وثمانون درجة , وصار ألبا على شيعة علي {ع} لأنه بالأساس ليس منهم ... إضافة انه منافق ومتستر بالدين والموقف..فهو ليس من شيعة علي {ع} ...
عمر بن سعد بن أبي وقاص :الرجل الثاني, قائد الجيش الأموي في كربلاء منه صدرت الأوامر ببدء القتال حين رمى بسهم نحو عسكر الحسين {ع} وقال:.. اشهدوا لي عند الأمير إني أول من رمى , ورمى الناس من بعده.( ). هذا الرجل تاريخه وتاريخ أبيه يبين انه كان بعيدا جدا عن أهل البيت {ع} واليك ما كتبه عنه بعض المؤرخين الذين يمتدحونه ويمتدحون أباه لمواقفهم من علي بن طالب {ع} ..بسبب عدم شتمه حين طلب منه معاوية شتم علي بن أبي طالب{ع} ولكنه بالمقابل لم يبايع عليا عليه السلام لما ولي الخلافة ....
أما ولده عمر بن سعد قاتل الحسين {ع} فانه كان جاسوسا وعينا من عيون بني أمية في الكوفة , وهو أول مكن كتب إلى يزيد يعلمه ببيعة الكوفيين لمسلم بن عقيل {ع} وتخاذل النعمان بن بشير . وقد استعمله عبيد الله بن زياد واليا على الري وهمدان, وخصص له جيشاً , فلما قدم الحسين بن علي {ع} العراق أمر عبيد الله بن زياد عمر بن سعد : أن يسير إليه وبعث معه أربعة الآف من جنده المخصصين للسفر إلى إيران ,وهؤلاء أينهم من شيعة علي {ع} ...؟ ، وقال له : إن هو خرج إلي ووضع يده في يدي وإلاّ فقاتله فأبى عمر عليه في البداية ، فقال : إن لم تفعل عزلتك ، عن عملك وهدمت دارك فأطاع بالخروج إلى الحسين {ع} فقاتله حتى قتل الحسين {ع}، فلما غلب المختار بن أبي عبيد على الكوفة قتل عمر بن سعد وأبنه حفصاً.( )..
وكتب عنه ابن عساكر مطولا في تاريخه انه ثقة , رغم اعترافه انه قاتل الحسين {ع} " وهذا يبين إن ابن سعد موثق عند الاموين وليس عند آل أبي طالب" وهو ليس من شيعتهم ..فقال عنه : {عمر بن سعد بن أبي وقاص كان يروي عن أبيه أحاديث وروى الناس عنه ، وهو الذي قتل الحسين ، وقال في موضع آخر : عمر بن سعد بن مالك تابعه ثقة ، وهو الذي قتل الحسين.( )..
أبوه سعد بن أبي وقاص ويكنى أبا إسحاق ،ويقال انه سادس الإسلام ... واليك شيئا من حياته كما وردت في كتب التاريخ ....أسم أبي وقاص مالك بن أهيب ، بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب . ولكن ..........عبد مناف الذي في نسب بني زهرة أليهم واعتبره بعضهم انه ينتسب لهاشم , هو غير عبد مناف الجد المشترك لبني هاشم وأمية ولكن الكُتاب خلطوا الأسماء لتبييض صورة سعد الذي أنكر الخلافة للإمام أمير المؤمنين حسدا وبغضا , وولده عمر الذي قتل الحسين {ع}... قال رواة السلطة .... لاحظ من الراوي ..!! رواة السلطة ...
إن سعداً أسلم وهو شاب ابن17سنة ( ) .. وقال ابنه محمد: « قلت لأبي: أكان أبو بكر أولكم إسلاماً ؟ فقال: لا ، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين، ولكن كان أفضلنا إسلاماً ». ( ). وقال ابن حجر في الإصابة( ):.. "أمه حمنة بنت سفيان بن أمية ، بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية». وقد عاشت طويلاً في زمن الإسلام ولم تسلم ماتت كافرة ..فأبي سفيان وحمنه ام سعد أبناء عمومة ... والأكثر من هذا .. غضبت على سعد لأنه اسلم , وقالت له: « يا سعد بلغني أنك قد صبأت ، فوالله لا يظلني سقف بيت من الضح والريح ، وإن الطعام والشراب على حرام حتى تكفر بمحمد » . فشكى سعد إلى النبي (ص) فعل أمه، فنزلت آية تأمر ببر الوالدين وعدم طاعتهما في الكفر .( )..
وقد طعن عبد الله بن مسعود في أم سعد ، عندما كان والي بيت المال في الكوفة فاستقرض منه سعد مبلغاً ، وطالبه بعد مدة فلم يسدده ، وأهانه فقال له: يا ابن حمنة ! وهو تشكيك بنسبته إلى أبيه ! وكان التشكيك بأبيه من زمن النبي (ص) ... ويبدو ان سمعة والدته كانت شائعة ومعروفة يذكرها محب الدين الطبري والدار قطني وغيره ... قال سعد:..( ).. قلت للنبي (ص) : «من أنا يا رسول الله ؟ قال أنت سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة ؛ من قال غير ذلك فعليه لعنة الله . أخرجه الضحاك . أمه حمنة بنت سفيان بن أبي أمية بن عبد شمس . قاله ابن قتيبة والدار قطني وغيرهما» . ولكن رواية سعد هذه تزيدنا الشك في الأمر ، ولا ترفعه !خاصة ان الراوي هو الضحاك بن قيس القيادي المعروف للدولة الأموية ...
وقال مفلح بن راشد في إلزام النواصب/171: « وقد نسبوا سعداً إلى غير أبيه وأنه من رجل من بني عذرة كان خدناً لأمه ، ويشهد بذلك قول معاوية له حين قال سعد لمعاوية: أنا أحق بذلك الأمر منك ، فقال له معاوية: يأبى عليك ذلك بنو عذرة ، وضرط له ! ( ) ...
وهناك مشكلة أخرى في نسب سعد بن أبي وقاص ،والد عمر قاتل الحسين {ع} .. فقد قيل إن بني وقاص ليسوا من زهرة بل من بني عذرة ، كما ذكر بعض النسابين ، وقد حكم به عبد الله بن مسعود كما في الرواية السابقة ....
وقول حسان بن ثابت :في عتبة بن أبي وقاص: ثم قال: وإنما قال عبد عذرة ،لأن عتبة بن أبي وقاص وإخوته وأقاربه في نسبهم كلام ، ذكر قوم من أهل النسب أنهم من عذرة ، { وأنهم أدعياء في قريش } ، ولهم خبر معروف ، وقصة مذكورة في كتب النسب..وتنازع عبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص في أيام عثمان في أمر فاختصما ، فقال سعد لعبد الله: أسكت يا عبد هذيل ، فقال له عبد الله: أسكت يا عبد عذرة ». ورووا أن عمر قال إن سعد لا يصلح للخلافة ، لأنه يقال إنه من بني عذرة ، كما أن معاوية حكم بنفي بني وقاص عن بني زهرة وقريش !( )..
، عن ابن إسحاق: «لما حج معاوية طاف بالبيت ومعه سعد ، فلما فرغ انصرف معاوية إلى دار الندرَة ، فأجلسه معه على سريره ، ووَقَعَ معاوية في علي وشَرَعَ في سَبَّه ، فزحف سعد ثم قال: أجلستني معك على سريرك ثم شرعت في سب علي، واللهّ لأن يكون فيَّ خصلة واحدة من خصال كانت لعلي أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس واللّه لأن أكون صهراً لرسول الله (ص) وأن لي من الولد ما لعلي أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، والله لأن يكون رسول الله (ص) قال لي ما قاله يوم خيبر:لأعطيَنَّ الراية غداً رجلاً يحبه اللّه ورسوله ويحب اللهّ ورسوله ليس بِفَرَّار ، يفتح اللهّ على يديه ، أحب إليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، واللهّ لأن يكون رسول الله (ص) قال لي ما قال له في غزوة تبوك:ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، أحبُّ إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس . وأيم الله لا دخلت لك داراً ما بقيت ، ثم نهض...
عنِ ابن عائشة وغيره ، أن سعداً لما قال هذه المقالة لمعاوية ونهض ليقوم ضرَطَ له معاوية وقال له: أقعد حتى تسمع جواب ما قلت: ما كُنْتَ عندي قَطُّ ألأم منك الآن ، فهلا نصرته ، ولمَ قعدت عن بيعته ، فإني لو سمعت من النبي مثل الذي سمعت فيه لكنت خادماً لعلي ما عشت! فقال سعد: واللّه إني لأحق بموضعك منك ، فقال معاوية: يأبى عليك ذلك بنو عذرة ! وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة..( )..
هذه نبذة عن عائلة قاتل الحسين {ع} اللعين عمر بن سعد ... واليك الأسباب ...كان سعد ، وأسامة بن زيد ، وعبد اللّه بن عمر ، ومحمد بن سلمة ، ممن قعد عن علي بن أبي طالب {ع} وأبوا أن يبايعوه هم وغيرهم ممن أنكروا بيعته .ذلك أنهم قالوا: إنها فتنة ، ومنهم من قال لعلي{ع}: أعْطِنا سيوفاً نقاتل بها معك ، فإذا ضربنا بها المؤمنين لم تعمل فيهم ونَبَتْ عن أجسامهم ، وإذا ضربنا بها الكافرين سَرَتْ في أبدانهم ، فأعرض عنهم عليّ وقال:{ وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لاسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ }.
لا بد ان يكون هناك سبب وجيه من خلاله يمكن معرفة كره علي والحسن والحسين عليهم السلام ... نعم هذا هو السبب ... كما ورد نقاتلك بغضا لأبيك ما صنع بأشياخنا يوم بدر وحنين .....واليك السبب والمصدر .. مع معرفة سعد بفضل علي (ع) فقد كان يكرهه ، لأنه{{ قتل من أخواله في بدر}} ( ).. ! ويذكر هذا السبب الشريف المرتضى في رسائله( ).. قال : أراد المائل إلى صهره عبد الرحمن بن عوف الزهري، فإنه كان بينه وبين عثمان مصاهرة معروفة ، فعقد له الأمر ومال إليه بالمصاهرة.{والذي مال إليه لضغنه إنما هو سعد بن أبي وقاص ، فإنه كان منحرفاً عن أمير المؤمنين (ع) وهو أحد من قعد عن بيعته في وقت ولايته».
ولما امتنع سعد عن بيعة علي (ع) تركه علي (ع) ولم يجبره على البيعة . وكان سعد يتقرب أليه ليوليه فلم يوله... ثم أخبره أن ابنه عمر سيقتل ولده الحسين (ع) ! «كان (ع) يخطب الناس وقال: سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالله ما تسألوني عن شئ مضى ولا شئ يكون إلا نبأتكم به . قال فقام إليه سعد بن أبي وقاص وقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة؟فقال له: والله لقد سألتني عن مسألة حدثني أخي رسول الله (ص) أنك ستسألني عنها ! وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس ! وإن في بيتك لسخلاً يقتل الحسين ابني ! وعمر ولده يومئذ شاب يجلس بين يدي أبيه».( )..فكيف يأتي من يقول إنهم من شيعة أهل البيت .؟. وهذه الأدلة تبين إن الذين قتلوا الحسين {ع} ليس فيهم شيعي واحد ... ولو تقول احدُ من الكتاب إن الشيعة قتلوا الحسين {ع} فاني أطالبه بالدليل انه كان فعلا من شيعة علي بن أبي طالب {ع}.
مقالات اخرى للكاتب