السَّلامُ عَلى ابْنِ خَاتَمِ الأنبِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ سَيِّدِ الأوصِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ خَدِيجَة الكُبْرَى ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ سِدْرَة المُنتَهَى ، السَّلامُ عَلى ابْنِ جَنَّة المَأوَى ، السَّلامُ عَلى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفَا .السَّلامُ عَلى المُرَمَّلِ بالدِّمَاءِ ، السَّلامُ عَلى المَهْتُوكِ الخِبَاءِ ، السَّلامُ عَلَى خَامِسِ أصْحَابِ أهْلِ الكِسَاءِ ، السَّلامُ عَلى غَريبِ الغُرَبَاءِ ، السَّلامُ عَلى شَهِيدِ الشُّهَدَاءِ ، السَّلامُ عَلى قَتيلِ الأدْعِيَاءِ ، السَّلامُ عَلى سَاكِنِ كَرْبَلاءِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمَاءِ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ ذُرِّيتُهُ الأزكِيَاءُ .السَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدِّيْنِ ، السَّلامُ عَلى مَنَازِلِ البَرَاهِينِ. (زيارة الناحية المقدسة)
يقول الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في زيارة ابي عبد الله الحسين صلوات الله عليه:
(اَشْهَدُ اَنَّكَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ بَلْ بِرَجاءِ حَياتِكَ حَيِيَتْ قُلُوبُ شيعَتِكَ، وَبِضِياءِ نُورِكَ اهْتَدَى الطّالِبُونَ اِلَيْكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ نُورُ اللهِ الَّذي لَمْ يُطْفَأْ وَلا يُطْفَأُ اَبَداً، وَاَنَّكَ وَجْهُ اللهِ الَّذي لَمْ يَهْلِكْ وَلا يُهْلَكُ اَبَداً).
شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَـع
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرَعِ
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـع
وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ بصومعـةِ المُلْهَـمِ المُبْـدِعِ
كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ حمراءَ " مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ"
(الجواهري)
الحسين (ع) في احاديث جده (ص)
من طرق الاخوة اهل السنة:
اأخرج الترمذي عن ابن عمر: أن النبي (ص) قال: إن الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا.
أخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي بكرة: أن النبي (ص) قال: إن ابني هذين ريحانتاي من الدنيا
أخرج الترمذي وابن حبان عن أسامة بن زيد: أن النبي (ص) قال: هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما وأحب من يحبهما.
أخرج الطبراني عن عقبة بن عامر: أن النبي (ص) قال: الحسن والحسين سيفا العرش وليسا بمعلقينأخرج البخاري في الأدب المنفرد، والترمذي وابن ماجة عن يعلي بن مرة: أن النبي (ص) قال: حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحب حسينا، الحسن والحسين سبطان من الأسباط.
أخرج أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة: أن النبي (ص) قال: من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.
أخرج الطبراني عن عائشة أن النبي (ص) قال: أخبرني جبرئيل، أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه.
أخرج أبو داود والحاكم عن أم الفضل بنت الحرث أن النبي (ص) قال: أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا - يعني الحسين - وأتاني بتربة حمراء.
أخرج البغوي في معجمه من حديث أنس أن النبي (ص) قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزورني فأذن له، وكان في بوم أم سلمة، فقال رسول الله (ص): يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل أحد، فبينما هي على الباب إذ دخل الحسين، فاقتحم فوثب على رسول الله (ص) فجعل رسول الله (ص) يلثمه ويقبله، فقال له الملك: أتحبه؟ قال: نعم، قال الملك: إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريك المكان الذي يقتل فيه، فأراه، فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمه فجعلته في ثوبها. قال ثابت: كنا نقول أنها كربلاء.
وأخرجه أيضاً أبو حاتم في صحيحه وروى أحمد نحوه.
وروى عبد الرحمن بن حميد وابن أحمد نحوه أيضاً، لكن الملك فيه جبريل، فإن صح فهما واقعتان
وزاد التاني أيضاً أنه (ص) شمها وقال: ريح كرب وبلاء. والسهلة بكسر أوله رمل خشن ليس بالدقاق الناعم. وفي رواية الملا وابن أحمد زيادة في المسند ما قالت: ناولني كفاً من تراب أحمر، وقال: هذا من تربة الأرض التي يقتل بها، فمتى صارت دماً فاعلمي أنه قد قتل. قالت أم سلمة: فوضعته في قارورة عندي وكنت أقول: إن يوماً يتحول فيه دماً ليوم عظيم. وفي رواية عنها: فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دماً.
وفي أخرى: ثم قال - يعني جبرئيل -: ألا أريك تربة مقتله؟ فجاء بحصيات فجعلهن رسول الله (ص) في قارورة، ثم قالت أم سلمة: فلما كانت ليلة قتل الحسين سمعت قائلاً يقول: أيها القاتلون جهلاً حسينا أبشروا بالعذاب والتذليل.قد لُعنتم على لسان ابن داو د وموسى وحامل الإنجيل. قال: فبكت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دماً.
وأخرج الترمذي أن أم سلمة رأت النبي (ص) باكياً وبرأسه ولحيته التراب فسألته فقال: قتل الحسين آنفا.ً
وعن الصحابية الجليلة اسماء بنت عميس رضي الله عنها: لما ولد الإمام الحسين ابوعبد الله الحسين (علية السلام)اخذه النبي (صلى الله علية واله وسلم) وقال : يا ابا عبد الله عزيز علي. وأخذت دموعه تجري على خديه. فقالت أسماء : قلت :فداك ابي وامي مم بكائك؟
قال: على ابني هذا. قلت :انه ولد ساعة يا رسول الله (صلى الله علية واله وسلم) فقال : تقتله الفئة الباغية من بعدي لا نالهم الله شفاعتي.
الامام المهدى عليه السلام يصف جده الحسين عليه السلام:
أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالمَعرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ والعُدْوَانِ ، وأطَعْتَ اللهَ وَمَا عَصَيْتَهُ ، وتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبلِهِ ، فأرضَيتَهُ وَخَشيْتَهُ ، وَرَاقبتَهُ واسْتَجَبْتَهُ ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ ، وأطفَأْتَ الفِتَنَ .وَدَعَوْتَ إلَى الرَّشَادِ ، وَأوْضَحْتَ سُبُل السَّدَادِ ، وجَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ الجِّهَادِ ، وكُنْتَ لله طَائِعاً ، وَلِجَدِّك مُحمَّدٍ ( صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه ) تَابِعاً ، وَلِقُولِ أبِيكَ سَامِعاً ، وَإِلَى وَصِيَّةِ أخيكَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً ، وَللطُّغْيَانِ قَامِعاً ، وَللطُّغَاةِ مُقَارِعاً ، وللأمَّة نَاصِحاً ، وفِي غَمَرَاتِ المَوتِ سَابِحاً ، ولِلفُسَّاقِ مُكَافِحاً ، وبِحُجَجِ اللهِ قَائِماً ، وللإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ رَاحِماً ، وَلِلحَقِّ نَاصِراً ، وَعِنْدَ البَلاءِ صَابِراً ، وَلِلدِّينِ كَالِئاً ، وَعَنْ حَوزَتِه مُرامِياً . تَحُوطُ الهُدَى وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ العَدْلَ وَتنْشُرُهُ ، وتنْصُرُ الدِّينَ وتُظْهِرُهُ ، وَتَكُفُّ العَابِثَ وتَزجُرُهُ ، وتأخُذُ للدَّنيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وتُسَاوي فِي الحُكْم بَينَ القَويِّ والضَّعِيفِ . كُنْتَ رَبيعَ الأيْتَامِ ، وَعِصْمَةَ الأنَامِ ، وَعِزَّ الإِسْلامِ ، وَمَعْدِنَ الأَحْكَامِ ، وَحَلِيفَ الإِنْعَامِ ، سَالِكاً طَرائِقَ جَدِّكَ وَأبِيكَ ، مُشَبِّهاً في الوَصيَّةِ لأخِيكَ ، وَفِيَّ الذِّمَمِ ، رَضِيَّ الشِّيَمِ ، ظَاهِرَ الكَرَمِ ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ ، قَويمَ الطَّرَائِقِ ، كَرِيمَ الخَلائِقِ ، عَظِيمَ السَّوابِقِ ، شَرِيفَ النَّسَبِ ، مُنِيفَ الحَسَبِ ، رَفِيعَ الرُّتَبِ ، كَثيرَ المَنَاقِبِ ، مَحْمُودَ الضَّرَائِبِ ، جَزيلَ المَوَاهِبِ . حَلِيمٌ ، رَشِيدٌ ، مُنِيبٌ ، جَوادٌ ، عَلِيمٌ ، شَدِيدٌ ، إِمَامٌ ، شَهِيدٌ ، أوَّاهٌ ، مُنِيبُ ، حَبِيبٌ ، مُهِيبٌ . كُنْتَ للرَّسُولِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) وَلَداً ، وَللقُرآنِ سَنَداً ، وَلِلأمَّةِ عَضُداً ، وفي الطَّاعَةِ مُجتَهِداً ، حَافِظاً للعَهدِ والمِيثَاقِ ، نَاكِباً عَن سُبُل الفُسَّاقِ ، وبَاذلاً للمَجْهُودِ ، طَويلَ الرُّكُوعِ والسُّجُودِ ، زاهِداً في الدُّنيَا زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْها ، نَاظِراً إِلَيها بِعَينِ المُسْتَوحِشِينَ مِنْها . آمَالُكَ عَنْها مَكفُوفَةٌ ، وهِمَّتُكَ عَنْ زِينَتِهَا مَصْرُوفَةٌ ، وَأَلحَاظِكَ عَن بَهْجَتِهَا مَطْرُوفَةٌ ، وَرَغْبَتِكَ فِي الآخِرَة مَعرُوفَةٌ ، حَتَّى إِذَا الجَورُ مَدَّ بَاعَهُ ، وأسْفَرَ الظُّلْمُ قِنَاعَهُ ، وَدَعَا الغَيُّ أتْبَاعَهُ. ( زيارة الناحية المقدسة).
دروس من الشعائر الحسينية المباركة
من اهم طرق تخليد الثورة الحسينية المباركة هي اقامة الشعائر كما وردت عن ائمة اهل البيت عليهم السلام وبشكل لايؤدي الى هتك حرمة مذهب اهل البيت عليهم السلام وتشويه الاسلام او تشويه مبادئ الثورة الحسينية الذي خطوه بكل عناية مسددة من قبل الله سبحانه وتعالى الرسول الاعظم (ص) واهل بيته الكرام عليهم السلام. الشعائر الحسينية المباركة تخاطب عقل الانسان وعاطفته. الشعائر الحسينية المباركة هي مقدمة لنتيجة مهمة وهي ان يتعلم الانسان من عطاء الحسين ومنهج الحسين واخلاق الحسين وحب الحسين لله وتوكله عليه وتضحية الحسين للاسلام . ولذا يفترض ان تنقى من كل مايسئ الى قضية الحسين والاسلام. اذن يجب ان تهدف الشعائر الحسينية الى ابراز مظلومية الحسين واهل البيت عليهم الصلاة والسلام وشيعتهم وتعليم الناس الفكر الاسلامي الحسيني. فالانسان الحسيني يطيع الله ويخشاه و يتبع منهج الحسين (ع) وتعاليم اهل البيت (ع) ويتحلى بمكارم الاخلاق ومعالي الصفات الانسانية ، ابي الضيم ، كريما، حرا، وعزيزا. وعن الامام الصادق (ع): ( انما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه ، واشتد جهاده ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، وخاف عقابه ، فاإذا رأيت اولئك فأولئك شيعة جعفر).ان اهمية اتباع الحسين (ع) والمشي على خطاه والتسنن بسننه تتجلى في زيارات ائمة اهل البيت (ع). مثلافي زيارة الناحية المقدسة المنسوبة للامام المهدي (ع) يقول:
(أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالمَعرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ والعُدْوَانِ ، وأطَعْتَ اللهَ وَمَا عَصَيْتَهُ ، وتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبلِهِ ، فأرضَيتَهُ وَخَشيْتَهُ ، وَرَاقبتَهُ واسْتَجَبْتَهُ ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ ، وأطفَأْتَ الفِتَنَ .وَدَعَوْتَ إلَى الرَّشَادِ ، وَأوْضَحْتَ سُبُل السَّدَادِ ، وجَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ الجِّهَادِ ، وكُنْتَ لله طَائِعاً ، وَلِجَدِّك مُحمَّدٍ ( صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه ) تَابِعاً ، وَلِقُولِ أبِيكَ سَامِعاً ، وَإِلَى وَصِيَّةِ أخيكَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً ، وَللطُّغْيَانِ قَامِعاً ، وَللطُّغَاةِ مُقَارِعاً ، وللأمَّة نَاصِحاً ، وفِي غَمَرَاتِ المَوتِ سَابِحاً ، ولِلفُسَّاقِ مُكَافِحاً ، وبِحُجَجِ اللهِ قَائِماً ، وللإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ رَاحِماً ، وَلِلحَقِّ نَاصِراً ، وَعِنْدَ البَلاءِ صَابِراً ، وَلِلدِّينِ كَالِئاً ، وَعَنْ حَوزَتِه مُرامِياً . تَحُوطُ الهُدَى وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ العَدْلَ وَتنْشُرُهُ ، وتنْصُرُ الدِّينَ وتُظْهِرُهُ ، وَتَكُفُّ العَابِثَ وتَزجُرُهُ ، وتأخُذُ للدَّنيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وتُسَاوي فِي الحُكْم بَينَ القَويِّ والضَّعِيفِ ).
وهذا النص الشريف يشير الى بعضا من صفات الحسين (ع). فعلينا كمسلمين اتباعه في هذه الصفات الكريمة مثل طاعة الله والتمسك بحبله والتوكل عليه والاعتصام به والنصيحة للناس والرحمة بهم والصبر والعدالة ومخافة الله وطاعته والتسنن بسننه والغيرة على الاسلام ونبيه (ص) واهل بيته (ع) ومقارعة الظالمين والطغاة وفضحهم ، الى اخره مما دلت عليه الزيارة.
فلانمر على الزيارة والدعاء مرور الكرام دون ان نستفيد منها في تهذيب نفوسنا والتخلق باخلاقهم عليهم السلام. نسال الله تعالى السداد والتاييد. والحمد لله رب العالمين.
بعضا من مواقف اصحاب الحسين (ع)
1. شهادة مسلم بن عوسجة و بطولته في أرض كربلاء
مُسّلِمُ بْنُ عَوْسَجَة رضي الله عنه من أصحاب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) واصحاب امير المؤمنين والحسن صلوات الله عليهما.، هو الشيخ القاري للقرآن ومعلمه في مسجد الكوفة و فقيه أهل الكوفة، و كان رجلاً شجاعاً و فاضلاً فقيهاً قارئاً. وله دور كبير في حركة مسلم بن عقيل (رضوان الله وسلامه عليه)، وكان أحد أقطابها. و كان مواليا لرسول الله ولاهل بيته عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام، فأعطي روحه و كلّ ما لديه لهذه المدرسة المباركة. و كان يوم عاشوراء أحد أبطال جيش الحسين بن عليّ سيّد الشهداء عليه السلام. تروي كتب المقاتل: ثمّ يستشهد الحُرُّ بْنُ يَزِيدِ الرِّيَاحِيّ، وَ عَبْدُ اللَهِ بن وَهَبْ، و بُرَيْر بن خُضَيْر و رجلان آخران، فيتقدّم أحد أصحاب سيّد الشهداء إلی الميدان، و اسمه نَافِعُ بنُ هِلاَل، و كان رجلاً شجاعاً، فخرج لمبارزته أحد قادة جيش عمربن سعد، و اسمه مزاحم بن حريث، فأرداه نافع بضربة واحدة من سيفه. و عندما شاهد هذا المنظر عَمْرو بنُ الحَجَّاج الزُبَيْدِيّ، و هو أحد قادة جيش عمر بن سعد، و كان مأموراً مع أربعة آلاف نفر بالمحافظة علی شريعة الفرات، صرخ بأعلی صوته، لايبرزن إلی هؤلاء أحد، فهم ليوث الآجام الشجعان، و قد وضعوا قلوبهم علی أكفّهم و وطنّوا أنفسهم علی الموت. أولم تروا كيف قضي هذا علی صاحبنا بضربةٍ واحدة؟ إنـّكم لو بارزتموهم رجلاً لرجل لافنوكم جميعاً، ولكن إذا كنتم عليهم يداً واحدة فأحطتم بهم فإنـّكم ستقتلونهم جميعاً بغير قتالٍ بسيف أو برمح ولكن رمياً بالحجارة. فكونوا يداً واحدة و حاصروهم من كلّ صوب! فقال عُمَرُ بنُ سعد: صدقت! الرأيُ ما رأيت. و أرسلَ إلی الناس يعزم عليهم: ألاّ يبارزنّ رجلٌ منكم رجلاً منهم. ثمّ دنا عمرو بن الحجّاج في أربعة آلاف فارس من ميمنة سيّد الشهداء، و تقدّم عمر بن سعد بقلب جيشه، فصار متعيّناً علی أصحاب الإمام أن يواجهوا هجوم ثلاثين ألف نفر؛ و حسب قولهم فإنـّهم لو رموا بالحجارة لسحقوا جميع الانصار.
نعم لقد دافع أصحاب الإمام دفاعاً مقدسا لا نعلم كثيرا عن خصوصياته، إلاّ أنـّهم إجمالاً في بعض مواقفهم المشرفة ترجّلوا عن جيادهم فصاروا صفّاً مرصوصاً فأوقعوا برماحهم فقط الفزع و الرعب في نفوس الاعداء. ثمّ إنـّهم اقتتلوا ساعة، فثارت لشدّة الجِلاد غبرة طبّقت الآفاق فلا يري فيها أحدٌ أحداً، ثمّ عاد قائد جيش الامويين عمر بن سعد إلی مقرّه و رجع عمرو بن الحجّاج، فما انجلت الغبرة إلاّ و مُسْلِم بنْ عَوْسَجَة صريعاً علی الارض و به رمق، فأسرع الحسين إليه و التفت إليه و قال له: فَمِنْهُم مَّن قَضَي' نَحْبَهُ و وَ مِنْهُم مَّن يَنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً.
عظمة العباس عليه السلام
العباس كان من الرجال المميزين في التاريخ الاسلامي والانساني على حد سواء لموقفه العظيم الذي عز نظيره. حيث عرض عليه المنصب والمال والجاه لقاء تركه الحسين (ع) في تلكم الظروف الرهيبة التي يعلم فيها ان تحقيق النصر العسكري على جيش يزيد مستحيل، ولكنه تمسك بامامه وفداه بروحه وآثره على نفسه وهو في عز شبابه وفي ذلك الوقت المهول. لذلك كان للعباس عليه السلام منزلة يغبطه فيها الشهداء يوم القيامة كما في حديث للامام الصادق عليه السلام.وفي زيارة ابي الفضل العباس عليه السلام يقول الامام الصادق عليه السلام مشيرا الى المقام السامي للعباس عليه السلام:
(السَّلامُ عَلَيكَ أيَّها العَبـدُ الصالِحِ المُطيعُ لله ولرسُولِهِ ولأَميرِ المؤمِنين والحَسَن والحُسـينِ صَلّـى اللهُ عَلَيهم وسَلَّم ، السلامُ عليكَ ورَحَمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ ومَغفرَتُهُ ورضوانُهُ وعلى رُوحِك وبَدَنِكَ ، أشهدُ وأشهِدُ الله أَنَّك مَضيتَ على ما مَضى بهِ البدريّونَ والمجاهدونَ في سَبيل الله ، المناصِحوُن لَهُ في جِهادِ أعِدائهِ المُبالِغونَ في نُصرَةِ أوليائهِ الذّابّونَ عن أحبّائهِ ، فجزاكَ اللهُ أفضل الجزاء وأكثرَ الجزاء وأوفرَ الجزاء وأوفى جزاء أحـد ممِّن وفى ببيعَتِهِ واستَجابَ لهُ دَعوَتَهُ وأطاعَ ولاةَ أمِرِه ، أشَهِدُ أنّكَ قد بالغَتَ في النصيحَةِ وأعطيتَ غايَةَ المجهُودِ فبَعثَك اللهُ فـي الشُهِدِاء وجَعَلَ رُوحَك مَع أرواحِ السُّعداء وأعطاك من جنانهِ أفسحَها منـزلاً وأفضَلها غُرَفاً ورفَـعَ ذِكرَكِ فـي عليين وحَشَرَك مع النبييّن والصدّيقين والشهداءِ والصالِحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً ، أشهدُ أنّك لـم تَهن ولم تنكُل وأنَّكَ مَضِيتَ علـى بصيرَةٍ من أمرِك مقتدياً بالصالحين ومُتَّبعاً للنبييّن، فَجَمَعَ اللهُ بينَنا وبينَك وبين رسُوله وأوليائهِ في منازِل المخُبتين ، فإنّه أرحم الراحمين).
كيفيّة استشهاد الحسين عليه السلام
لمّا ضعف الحسين عليه السلام عن القتال وقف يستريح ، فرماه رجلٌ بحجر علي جبهته، فسال الدم علي وجهه ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه فرماه آخر بسهمٍ مُحدَّد له ثلاث شعب وقع علي قلبه ؛ فقال :
بِسْمِ اللَهِ وَ بِاللَهِ وَ عَلَي مِلَّةِ رَسُولِ اللَهِ . وَرَفَعَ رَأْسَهُ إلَي السَّمَاءِ وَقَالَ : إلَهِي إنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَ رَجُلاً لَيْسَ عَلي وَجْهِ الاْرْضِ ابْنُ نَبِيٍّ غَيْرُهُ ! ثمّ أخرج السهم من قفاه وانبعث الدم كالميزاب ؛ فوضع يده تحت الجرح فلمّا امتلات رمي به نحو السماء وقال : هَوَّنَ عَلَيَّ ما نَزَلَ بي أنَّهُ بِعَيْنِ اللَهِ. فلم يسقط منذلك الدمِ قطرةٌ إلي الارضِ ! ثُمّ وَضَعها ثانياً فلمّا امتلات لطّخ به رأسَه ووجهَه ولحيته وقال : هكذا أكونُ حتّي أَلقي اللهَ وَجدِّي رَسُولَ اللهِ. وأعياه نزفُ الدمِ ؛ فجلسَ علي الارض ينوءُ برقبته ، فانتهي إليه في هذا الحالِ مالكُ بنُ النسر ، فشتمه ثُمَّ ضربه بالسَّيفِ علي رأسه ، وكان عليه بُرْنُسٌ فامتلاَ البرنس دماً ، فألقي البرنسَ واعتمَّ علي القَلَنسُوَةِ . وروي البعض أنّه استدعي بخرقةٍ فشَدَّ بها رأسَهُ . وضربه زُرعة بن شَريك علي كتفه اليُسري ، ورماه الحُصين في حلقه ، وضربه آخرُ علي عاتِقه، وطعنه سِنان بن أنس في ترقوته ثُمّ في بواني صدرهِ ثُمّ رماه بسهم في نَحْره ، وطعَنَه صالح بن وهب فيجنبه. قال هلال بن نافع : كنتُ واقفاً نحوَ الحسينِ وهو يجودُ بنفسه ، فواللهِ ما رأيتُ قتيلاً قطّ مُضمَّخاً بدمه أحسنَ منه وجهاً ولا أنور ! ولقد شغلني نورُ وجهه عنالفكرة في قتله ! ولمّا اشتدّ به الحالُ رفعَ طرفَهُ إلي السماء وتضرَّع إلي ساحة الربِّ ذي الجلال قائلاً : صَبْراً عَلَي قَضَائِكَ يَارَبِّ ، لاَ إلَهَ سِوَاكَ ، يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ! وأقبل فرسُه يدور حوله ويمرّغ ناصيتَه بدمه ويشمّه ويصهَل صهيلاً عالياً ، ورُوي عن الإمام أبيجعفر محمّد بن عليؤالباقر عليه السلام أنّه كان يقول : الظَّلِيمَةَ الظَّلِيمَةَ مِنْ أُمَّةٍ قَتَلَتِ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّهَا . وتوجّه نحو المخيّم .
ونادت أمّ كلثوم :
وَا مُحَمَّدَاهْ ، وَا أَبَتَاهْ ، وَا عَلِيَّاهْ ، وَا جَعْفَرَاهْ ، وَاحَمْزَتَاهْ ! هَذَا حُسَيْنٌ بِالعَرَاءِ صَرِيعٌ بِكَرْبَلاءَ .
ونادت زينب : وَا أَخَاهْ ، وَا سَيِّدَاهْ ، وَا أَهْلَ بَيْتَاهْ ، لَيْتَ السَّمَاءَ أَطْبَقَتْ عَلَي الاْرْضِ ؛ وَلَيْتَ الْجِبَالَ تَدَكْدَكَتْ عَلَيالسَّهْلِ . وانتهت نحو الحسين وقد دنا منه عمر بن سعد فيجماعة من أصحابه ، والحُسين يجود بنفسه ! فصاحت : أَيْ عُمَرُ! أَيُقْتَلُ أَبُو عَبْدِ اللَهِ وَأَنْتَ تَنْظُرُ إلَيْهِ؟!
فصرفَ اللعين بوجهه عنها ودموعُه تسيلُ علي لحيته .
فصاحت : وَيْحَكُمْ أَمَا فِيكُمْ مُسْلِمٌ ؟!
فلم يجبها أحد ! ثمّ صاح عمر بن سعد بالناس : انزلوا إليه وأريحوه! فبدر إليه الشقي اللعين شمربن الجوشن فرفسه برجله وجلس علي صدره ، وقبض علي شيبته المقدّسة ، وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة ، واحتزّ رأسه المقدّس ! فانا لله وانا اليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
اقول ان هذه اللحظات الحاسمة من حياة سيد الشهداء يصورها الامام المهدى عليه السلام في زيارة الناحية المقدسة:
(فَلمَّا رَأوْكَ ثَابِتَ الجَأْشِ ، غَيْرَ خَائِفٍ وَلا خَاشٍ ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمُ ، وقَاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمُ وَشَرِّهِمُ ، وأمَرَ اللَّعِينُ جُنودَهُ ، فَمَنَعُوكَ المَاءَ وَوُرُودَهُ ، ونَاجَزُوكَ القِتَالَ ، وَعَاجَلُوكَ النِّزَالَ ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهَامِ وَالنِّبَالِ ، وبَسَطُوا إِلَيكَ أَكُفَّ الاِصْطِلاَمِ ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِمَاماً ، وَلا رَاقَبُوا فِيْكَ أثَاماً ، فِي قَتْلِهِمُ أوْلِيَاءَكَ ، وَنَهْبِهِمُ رِحَالَكَ . وَأنْتَ مُقْدَّمٌ في الهَبَوَاتِ ، ومُحْتَمِلٌ للأذِيَّاتِ ، قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ ، فَأحْدَقُوا بِكَ مِنْ كِلِّ الجِّهَاتِ ، وأثْخَنُوكَ بِالجِّرَاحِ ، وَحَالُوا بَيْنَكَ وَبَينَ الرَّوَاحِ ، وَلَمْ يَبْقَ لَكَ نَاصِرٌ ، وَأنْتَ مُحْتَسِبٌ صَابِرٌ . تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَأوْلادِكَ ، حَتَّى نَكَّسُوكَ عَنْ جَوَادِكَ ، فَهَوَيْتَ إِلَى الأرْضِ جَرِيْحاً ، تَطَأُكَ الخُيولُ بِحَوَافِرِهَا ، وَتَعْلُوكَ الطُّغَاةُ بِبَوَاتِرِها ، قَدْ رَشَحَ لِلمَوْتِ جَبِيْنُكَ ، واخْتَلَفَتَ بالاِنْقِبَاضِ والاِنْبِسَاطِ شِمَالُكَ وَيَمِينُكَ ، تُدِيرُ طَرَفاً خَفِيّاً إلى رَحْلِكَ وَبَيْتِكَ ، وَقَدْ شُغِلْتَ بِنَفسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأهَالِيكَ . وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شَارِداً إِلَى خِيَامِكَ ، قَاصِداً مُحَمْحِماً بَاكِياً ، فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّسَاءُ جَوَادَكَ مَخْزِيّاً ، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيهِ مَلْوِيّاً ، بَرَزْنَ مِنَ الخُدُورِ ، نَاشِرَات الشُّعُورِ عَلى الخُدُودِ ، لاطِمَاتُ الوُجُوه سَافِرَات ، وبالعَوِيلِ دَاعِيَات ، وبَعْدَ العِزِّ مُذَلَّلاَت ، وإِلَى مَصْرَعِكَ مُبَادِرَات ، والشِّمْرُ جَالِسٌ عَلى صَدْرِكَ ، وَمُولِغٌ سَيْفَهُ عَلى نَحْرِكَ ، قَابِضٌ عَلى شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذَابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، قَدْ سَكَنَتْ حَوَاسُّكَ ، وَخفِيَتْ أنْفَاسُكَ ، وَرُفِع عَلى القَنَاةِ رَأسُكَ . وَسُبِيَ أهْلُكَ كَالعَبِيدِ ، وَصُفِّدُوا فِي الحَدِيْدِ ، فَوقَ أقْتَابِ المطِيَّاتِ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ حَرُّ الهَاجِرَات ، يُسَاقُونَ فِي البَرَارِي وَالفَلَوَاتِ ، أيْدِيهُمُ مَغْلُولَةٌ إِلَى الأعْنَاقِ ، يُطَافُ بِهِم فِي الأسْوَاقِ ، فالوَيْلُ للعُصَاةِ الفُسَّاقِ . لَقَد قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلامَ ، وَعَطَّلوا الصَّلاةَ وَالصِّيَامَ ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالأحْكَامَ ، وَهَدَّمُوا قَوَاعِدَ الإيْمَانِ ، وحَرَّفُوا آيَاتَ القُرْآنِ ، وَهَمْلَجُوا فِي البَغْيِ وَالعُدْوَانِ . لَقَدْ أصْبَحَ رَسُولُ اللهِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) مَوتُوراً ، وَعَادَ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَهْجُوراً ، وَغُودِرَ الحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً ، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكبِيرُ وَالتهْلِيلُ ، وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحِليلُ ، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأوِيلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْيِيرُ وَالتَّبدِيلُ ، والإِلْحَادُ وَالتَّعطِيلُ ، وَالأهْوَاءُ وَالأضَالِيلُ ، وَالفِتَنُ وَالأَبَاطِيلُ . فَقَامَ نَاعِيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) ، فَنَعَاكَ إِلَيهِ بِالدَّمْعِ الهَطُولِ ، قَائِلاً : يَا رَسُولَ اللهِ ، قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتَاكَ ، واسْتُبِيحَ أهْلُكَ وَحِمَاكَ ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَرَارِيكَ ، وَوَقَعَ المَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَويكَ . فانْزَعَجَ الرَّسُولُ ، وَبَكَى قَلْبُهُ المَهُولُ ، وَعَزَّاهُ بِكَ المَلائِكَةُ وَالأنْبِيَاءُ ، وَفُجِعَتْ بِكَ أُمُّكَ الزَّهْرَاءُ ، وَاخْتَلَفَ جُنُودُ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ ، تُعَزِّي أبَاكَ أمِيرَ المُؤْمِنينَ ، وأُقِيمَتْ لَكَ المَآتِمُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، وَلَطَمَتْ عَلَيكَ الحُورُ العِينُ . وَبَكَتِ السَّمَاءُ وَسُكَّانُهَا ، وَالجِنَانُ وَخُزَّانُهَا ، وَالهِضَابُ وَأقْطَارُهَا ، وَالبِحَارُ وَحِيتَانُها ، وَالجِنَانُ وَولْدَانُهَا ، وَالبَيتُ وَالمَقَامُ ، وَالمَشْعَرُ الحَرَام ، وَالحِلُّ والإِحْرَامُ ).
السلام على الحسين
(السَّلامُ عَلى الأئِمَّةِ السَّادَاتِ ، السَّلامُ عَلى الجُيوبِ المُضَرَّجَاتِ ، السَّلامُ عَلى الشِّفَاهِ الذَّابِلاتِ ، السَّلامُ عَلى النُّفوسِ المُصْطَلِمَاتِ ، السَّلامُ عَلَى الأروَاحِ المُختَلسَاتِ. السَّلامُ عَلى الأجْسَادِ العَاريَاتِ ، السَّلامُ عَلى الجُسُومِ الشَّاحِبَاتِ ، السَّلامُ عَلى الدِّمَاءِ السَّائِلاتِ ، السَّلامُ عَلى الأعْضَاءِ المُقطَّعَاتِ ، السَّلامُ عَلى الرُّؤوسِ المُشَالاَتِ ، السَّلامُ عَلى النُّسْوَةِ البَارِزَاتِ. السَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ العَالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى آبَائِكَ الطَّاهِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وعَلى أبْنَائِكَ المُسْتَشْهَدِينَ ، السَّلامُ عَليكَ وعَلى ذُرِّيَّتِك النَّاصِرِينَ ، السَّلامُ عَليكَ وعَلى المَلائِكَةِ المُضَاجِعِينَ. السَّلامُ عَلى القَتيلِ المَظلُومِ ، السَّلامُ عَلى أخِيْهِ المَسمُومِ.
السَّلامُ عَلى عَليٍّ الكَبِيرِ ، السَّلامُ عَلى الرَّضِيعِ الصَّغِيرِ ، السَّلامُ عَلَى الأبْدَانِ السَّلِيبَةِ ، السَّلامُ عَلى العِتْرَةِ القَريْبَةِ ، السَّلامُ عَلى المُجدَّلِينَ في الفَلَوَاتِ ، السَّلامُ عَلى النَّازِحِينَ عَن الأوطَانِ ، السَّلامُ عَلى المَدْفُونِينَ بِلا أكْفَانِ ، السَّلامُ عَلى الرُّؤوسِ المُفَرَّقَةِ عَن الأبْدانِ.السَّلامُ عَلى المُحتَسِبِ الصَّابِرِ ، السَّلامُ عَلى المَظْلُومِ بِلا نَاصِرِ ، السَّلامُ عَلَى سَاكِنِ التُّربَةِ الزَّاكِيَةِ ، السَّلامُ عَلى صَاحِبِ القُبَّة السَّامِيَةِ . السَّلامُ عَلى مَن طَهَّرَهُ الجَلِيلُ ، السَّلامُ عَلى مَنِ افْتَخَرَ بِهِ جِبرائِيلُ ، السَّلامُ عَلى مَنْ نَاغَاهُ فِي المَهْدِ مِيكَائيلُ. السَّلامُ عَلى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ ، السَّلامُ عَلى مَن هُتِكَتْ حُرْمَتُهُ ، السَّلامُ عَلى مَنْ أُرِيقَ بِالظُّلْمِ دَمُهُ.
السَّلامُ عَلى المُغسَّلِ بِدَمِ الجِرَاحِ ، السَّلامُ عَلى المُجَرَّعِ بِكاسَاتِ الرِّمَاحِ ، السَّلامُ عَلى المُضَامِ المُستَبَاحِ
السَّلامُ عَلى المَنْحُورِ في الوَرَى ، السَّلامُ عَلى مَن دَفنَهُ أهْلُ القُرَى ، السَّلامُ عَلى المَقْطُوعِ الوَتِينِ ، السَّلامُ عَلى المُحَامي بِلا مُعِينٍ. السَّلامُ عَلى الشَّيْبِ الخَضِيبِ ، السَّلامُ عَلى الخَدِّ التَّرِيْبِ ، السَّلامُ عَلى البَدَنِ السَّلِيْبِ ، السَّلامُ عَلى الثَّغْرِ المَقْرُوعِ بالقَضِيبِ ، السَّلامُ عَلى الرَّأسِ المَرفُوعِ. السَّلامُ عَلى الأجْسَامِ العَارِيَةِ في الفَلَوَاتِ ، تَنْهَشُهَا الذِّئَابُ العَادِيَاتُ ، وتَخْتَلِفُ إِلَيها السِّباعُ الضَّارِيَاتُ. السَّلامُ عَليْكَ يَا مَولاَيَ وعَلى المَلائِكَةِ المَرْفُوفينَ حَولَ قُبَّتِكَ ، الحَافِّينَ بِتُربَتِكَ ، الطَّائِفِين بِعَرَصَتِكَ ، الوَاردِينَ لِزَيَارَتِكَ.
السَّلامُ عَليكَ فَإنِّي قَصَدْتُ إِلَيكَ ، ورَجَوتُ الفَوزَ لَدَيكَ. السَّلامُ عَليكَ سَلامُ العَارِفِ بِحُرمَتِكَ ، المُخْلِصِ في وِلايَتِكَ ، المُتَقرِّبِ إِلى اللهِ بِمَحَبَّتِكَ ، البريءِ مِن أعَدَائِكَ ، سَلامُ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِك مَقرُوحٌ ، وَدَمْعُهُ عِندَ ذِكرِكَ مَسْفُوحٌ ، سَلامُ المَفْجُوعِ الحَزِينِ ، الوَالِهِ المُستَكِينِ. سَلامُ مَن لَو كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ ، وبَذَلَ حَشَاشَتَهُ دُونَك لِلحُتُوف ، وجَاهَد بَينَ يَدَيكَ ، ونَصَرَكَ عَلى مَن بَغَى عَلَيكَ ، وَفَدَاك بِرُوحِه وَجَسَدِهِ ، وَمَالِهِ وَولْدِهِ ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ فِدَاءٌ ، وَأهْلُهُ لأهلِكَ وِقَاءٌ). (زيارة الناحية المقدسة للامام المهدي (ع ).
ختامها مسك
اعظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيدنا الإمام الحسين سلام الله عليه وجعلنا من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي صلوات الله عليه وعجل الله تعالى فرجه الشريف.
واسال الله العلي الاعلى وبحق اشرف خلقه من الاولين الاخرين محمدا واله الطيبين الطاهرين ان ينصر المجاهدين المظلومين الحوثيين في اليمن وهم يقارعون امريكا والصهاينة واتباعهم من ال سعود وشذاذ الافاق من بقايا بني امية. وان ينصر مجاهدي حزب الله والحشد الشعبي وهم يقارعون داعش والتكفيريين من الوهابيه والسلفيه (خذلهم الله واخزاهم) . وان ينصر ابطال البحرين. (سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة ادهى وامر. صدق الله العلي العظيم)
اللهم ازل هذه الغمة عن هذه الامة وعجل الفرج والعافية والنصر لوليك الامام المهدي عليه السلام.
رَبَّنَا احْشُرْنَا مَعَ الْحُسَيْنِ وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ ؛ رَبَّنَا وَتَقَبَّلِ دُّعَاءَ. والحمد لله رب العالمين.
مقالات اخرى للكاتب