في مثل هذا اليوم (15 تشرين الاول 2000) قبل 16 سنة غادرنا مكرها الاب الروحي لي ولالاف الشباب والشابات والشياب مثلي يوسف (فاروق) حَبي ، كان الاب والاخ والصديق والمعلم لنا جميعا الذين له بصمة اولى في تاسيس ورفد معهد التعليم المسيحي (تخرجنا الوجبة الاولى 1995 بعد ان اكملنا 4 سنوات دراسة) وكذلك كلية بابل للفلسفة واللاهوت التي اكملنا فيها ثلاث سنوات فلسفة وسنتين لاهوت واربع سنوات علم الاباء وخمس سنوات دورة لاهوتية / السنتر عندها غادرنا الى امريكا قبل سقوط بغداد والعراق، كان هذا بفضل العلامة يوسف حَبي
ما ادراك ما حَبي؟
ولد في الموصل 23/12/1938 - درس في مدرسة القلعة والطاهرة في الموصل - دخل معهد شمعون الصفا عام 1950 اي بعمر 11 / 12 سنة، وبالنظر لاجتهاده في دروسه ارسل الى روما عام 1954 واكمل دراسة الفلسفة واللاهوت في الجامعة الاوربانية وحاز على شهادة الليسانس فيها - رسم كاهنا في 20/12/1961
اهم تحصيله العلمي
دكتوراه في القانون الكنسي - دبلوم في تاريخ الالحاد - دبلوم في المريميات - دبلوم في علم الاجتماع - دبلوم في وسائل الاتصال، كان له 84 مؤلفا + مئات البحوث + الاف المقالات + الاشراف على رسائل طلبة الدراسات العليا
كل هذه تم ارشيفها عن طريق المكتبة الوطنية الرسمية وتسليمها الى الاب بشار وردة (مطران اربيل حاليا) ولا نعرف مصيرها لحد اليوم؟؟؟؟
مؤسس الدورة اللاهوتية في الموصل - من مؤسسي مجلة بين النهرين 1972ورئيس تحريرها - انتقل الى دهوك وقاد نشاطات السبيبة ولقاءات ثقافية 1986 - 1990 خدم في كنيسة الصليخ - ثم كنيسة مار كوركيس / الغدير - عينه غبطة البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد نائبا بطريركيا عاما - اول عميد لكلية بابل للفلسفة واللاهوت ! يشرفنا ان نكون من اول طلابه وحسب رغبة المرحوم ورغبتنا في تلقي العلم لاخر يوم في حياتنا
وافاه الاجل اثر حادث مؤسف يوم الاحد 15/10/2000 بعد ان منعناه من الالتحاق بسينودس لبنان ولكنه قال بالحرف الواحد : انا جندي في كنيستي/ يبقى حيا في ضمائرنا وافكارنا المتطورة دائما
كان يؤكد على انسانية الانسان ويعتبره كائنا غير كامل! يكمل بالوعي والحرية والحب والاحترام لانه نفس وجسد ولكل منهما قيمته الخاصة، ويعتبر ان الروح مكونة من مادة ونفس - جسد لا فصل ولا تفريق بينهما! بل اتحاد وانسجام وتكامل
كان ل حبي نظرة منفتحة على الارادة والحرية ، له ضميرا اخلاقيا متحررا من فوقية النظم وقسرية الدوافع "يؤكد: ان الضمير ليس كشريعة تهبط من السماء (فوقية النظم) وليس عفويا طبيعيا يظهر بمولد الانسان؟؟ بل هو نضوج خلقي انساني مكتسب عن طريق النمو والتكامل من خلال خبرة وتجربة الحياة بالتزام وابداع مع الحب
عند قراءة ملزمة الدكتور يوسف حبي حول الاخلاق نحتفظ بنسخة منها طبعا! يؤكد بوجود ثلاثة مبادئ اساسية ترسم طريقنا كبشر:
الاول : تحرير الانسان من سائر النظم اللاانسانية
الثاني: التأكيد على العفوية الطبيعية
الثالث: التسامي بهذه العفوية حتى بلوغ علو انساني بشرط ان لا ياخذ الانسان كفرد منعزل بل في مجموع المجتمع
والعامل الاساسي في هذه الحياة هو "الحب" بعد فسح المجال امام هذا الحب بحيث يبدو مختلفا عني وعن الاخر الذي يستحثني، هذا الاختلاف هو الذي يتيح لي ان اتحسس ذاتي عندها اعرف نفسي كشخص، عليه وجب المقارنة بين الشخص وبين الاخرين من اجل التغلب على الفردية والانانية والعزلة !!! هذا كان فكر عميد كليتنا الاول يوسف حبي! وهكذا تعلمنا منه ثقافتنا وكيفية شق طريق حياتنا كحبة حنطة بين انياب الوحوش
عينكاوا في 15/10/2016
مقالات اخرى للكاتب