لست من هواة التربع في خيمة من خيام التاريخ لاترك الحاضر للاخرين كي يتحكموا به وبي كيف يشاؤون . لكنني لا استطيع ان استوعب تعامل ثلاثمئة مليون وازيد من اشباه الرجال تمر عليهم ذكرى حدث جلل كمقتل الامام الحسين وهم منشغلون بالسرطان الذي استهدف انجلينا جولي في رمانتي جمالها الساحر . لا استطيع ان افهم كيف لامة انشقت نصفين بعد مقتل الامام الحسين بن علي "عليهما اعطر التحية والسلام" وهي مشغولة حتى العظم بآخر انتاجات شركات الادوية من عقارات التخسيس للتخلص من الشحوم الزائدة في ارداف ليلى علوي . فاذا ورد ذكر للذكرى في شيء فانما في سياق خبر عن سقوط زائرين وهم في طريقهم الى سماوات كربلاء على يد وحوش جهاد النكاح . و صاحب هذه الذكرى هو الحسين بن فاطمة سيدة نساء العالمين بنت محمد "ص" الذي يفترض الا يختلف عليهما مسلمان . لقد بلغت هذه الامة من السقوط في وحل الرذيلة حدا اصبح فيه الحديث عن خصائص علي الكرار تهمة قد ترسل مرتكبها الى اشنع قتلة . وبلغ هذا السقوط حدا ان يتهم من يبدي ولاءه للحسين او يذرف دمعة حرى حزنا على مصرعه الفجيع ، بالانتماء الى الايرانيين . متى سيعلم هؤلاء الموتى انهم بهذه التهمة يلبسون الايرانيين تاجا من الشرف الرفيع لا يضاهيه شرف . تشعر وانت ترصد هذا التعتيم على ذكرى مقتل ريحانة رسول الله في وسائل الاعلام ، وكان هذه الامة المفككة المنحطة امام جريمة شرف ضربت اعراض رجالها وهم في المخادع فتستروا عليها خشية الفضيحة . هبوا ان الشيعة بقضهم وقضيضهم كفرة مجوس مشركون يعبدون الحسين واباه ويخونون جبرائيل ومحمدا "عليهما السلام" ، هل هذا يعفيكم من احياء هذا الحدث الجلل واستخلاص العبر والتجارب منه وقد اوصاكم الله بصريح العبارة " قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى" . كل لحظة من لحظات عمر الحسين منذ كان طفلا يسرح ويمرح على اشرف كتفين خلقهما الله ، كانت ولما تزل درسا بليغا في الخلق المحمدي الرفيع والاباء والشهادة لأمة تريد ان تدرس امسها لتصنع غدها . اخوه ابو الفضل العباس "عليه السلام" سجل خلال حياته الشريفة اسطورة في الايمان بالله و اطاعة اخويه الحسنين ، كيف لا وهو شبل ذلك الاسد الهاشمي الكرار ، وعندما جد الجد حمل روحه على راحته في ساحة الحرية الحمراء التي دق بابها بيد مقطوعة وليست مضرجة . اخته عقيلة الهاشميين "زينب" معجزة فاطمة وعلي "عليهم السلام" ابدت من الشجاعة والبطولة ما لا تقاس بها عضلات ثلاثمئة مليون متآمر على ذكر محمد وآل محمد . ما سطره الانصار في يوم الطف العظيم كان التجلي الاسمى للبطولة لو كانت ثمة امة تحتفي بابطالها . هل اذل من ان يسال الطفل الايراني عن اسماء ضحايا الطف فيعدد اكثر من سبعين شهيدا كما يردد اسمه الثلاثي ، في حين يعجز رجالات العرب "ان وجدوا" عن معرفة معلومة عن الحر بن يزيد الرياحي ، ذاك الفتى الذي التمع حق اهل البيت امام عينيه في لحظة تاريخية فهان كل شيء امامه بدءا من روحه التي اسالها رخيصة بين يدي ابي عبد الله . لماذا يجب ان يجند نصف مليون عسكري لتامين قوافل زائري كبد الرسول المقطعة بسنابك خيل الطغاة التي جالت عليه ولم يخشع ، وانتم تنظرون وتتشفون بمشهد نزيف العراقيين القاني . فاي جواب اعددتم لرسول الله يوم الورود ؟ وحتى يحين موعد ذلك السؤال المرير ، خوضوا في مستنقع الذل والصغار الذي اوغلكم و يوغلكم فيه كل لحظة السرطان الذي زرعتموه بين نثيلكم ومعتلفكم ، فذوقوا وبال اعمالكم وبؤس صنيعكم . انه ثمن العزوف عن محمد والنصب لذريته الطاهرة وهو لعمري ثمن ليس بالبخس ستتجرعونه غصة بعد غصة ولتعلمن نبأه بعد حين . وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ...
مقالات اخرى للكاتب