مؤسسة إعلامية، في العقد السادس الهجري، تحرر الخبر، وتعلنه ببلاغة تشد السامعين، بلغة رصينة، عالمة بكل حرف، كيف تلفظه، وتصوغ الجمل مع شدة حرقتها، فتطلق حروفها الذهبية، وتشعل فتيل الثورة، وتطرق باب الحرية، وتجعل كلماتها، سيوف بتارة، على أعدائها، تنطق بصوت هادر، كبرق مصحوبا برعد، يهز مضاجع الطغاة، والولاة المتكبرين.
عالية الهمة؛ تحذر وتنذر الطاغية، استمدت العزم والقوة بروح ثورية، وجهاد بطولي، رفضت الظلم وأعلنت عنه، أمام الملأ، سارت على طريق الإعلام الحر، لتصل الصورة الحقيقية، بدون تزيف، أو تلميع، قدمت الريحانة قربانا، لشريعة الحق، قدمته لرب العزة، بكل فخر تنشد الرضا، من الخالق، تضحية تتضرع بها إلى وجه الباري، قالتها وهي تحمل قلب الحسين( عليه السلام).
امتداد محمدي؛ أللبوة الطالبية، أثبتت للعالم، أنها تحملت أثقال الرسالة، لهذا كان الأمام الحسين (عليه السلام)، مطمئننا مادامت راية الحق، بيد أخته، فهي معقل العصمة، والذخيرة الحيدرية، فكانت مجدده لثورة الحسين، ورسمت طريق ديمومتها، تلك الإعلامية، عرفت الملأ بكربلاء، بصلابة المواقف، في كل محفل ومجلس، تدخل عليه، كان صوتها رسالة، وصلت ألينا ، تقف وهي طود شامخ، يقارع الظالمين في قعر دارهم، وتفضحهم.
قلب مترع بالإيمان، يرى القتل جميلا، فصنع الخالق، ما هو إلا رحمة في كل الأحوال، وهذا الأمر لا يدركه إلا ذو حظا عظيم، وهم أهل البيت(عليهم السلام)، على النساء في أي عصر، المطالبة بأن لا تسكت على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، وعلى المرأة، مسؤوليات جمة لنصرة الحق، وأن تكون مع الرجل، في أشد المواقف، فهي مكملة للمسيرة، في كل المجالات، وزينب (عليها السلام)، لم تبق حجة للنساء، على مر العصور.
في الختام؛ زينب( عليها السلام) لبست جلباب أمها، فكانت إعلامية بارعة، لنشر ثورة الحسين، كما وقفت أمها( عليها السلام)، بوجه من سلبوا الخلافة عن زوجها(عليه السلام).
مقالات اخرى للكاتب