في الحقيقة ان العراق يمرحالياً بمرحلة مفصلية، و هناك مخاطر جمة في مقدمتها الطائفية السياسية وإرهاب بشع يستغل المناخ السياسي السلبي ليوسع نشاطاته ضد شعبنا لضعف المؤسسات المهنية الكفء التي تبنى عليها الدولة القادرة والمتمكنة من تقديم الأمان والخدمات اللائقة، ومفرق للمجتمع بدلاً من بناء دولة مواطنة كاملة وحقيقية،
والعملية السياسية في العراق يجب ان تكون من اجل اعطاء الفرصة لنمو القوى الديمقراطية وتحقيق المفاهيم الانسانية لما جاءت في مواثيق الامم المتحدة واعطاء الحق الكامل للفرد ان يكون مؤثراً لقرارات السلطة السياسية على اسس وقواعد تحترم وتصون حق الفرد او المجتمع مهما كان صغيراً او كبيراً في تنمية ثقافته وحضارته وصياغة الماكنة الادارية في مناطقه بصورة سليمة . الحركة السياسية في مجتمعنا ممكن ان تكون اداة ايجاية وفعالة اذا اخذت دروساً من الماضي ودروساً من تحالفات الحركة السياسية العراقية والكردستانية. يجب ان تكون اليوم افضل من غداً.اذا عرفنا ان القضاء على الارهاب وداعش يتطلب درجة قوية من الوحدة الوطنية و هو الواقع الآن و هذا ما تؤكده الإنتصارات التي تحققها القوات العراقية بكل فصائله ، من ذلك نرى ان قوات البيشمركة وقوات العشائروالايزدية تمكنت من تطهير مساحات واسعة من سيطرة ارهابيي "داعش" اثر هجوم شنته ضد الارهابيين على محاور عديدة في قضاء سنجار وسيطرتعلى مساحات شاسعة منها وتم طرد هذه العصابات. ان الانتصارات تدل على وحدة شعبنا وتتوالى في مختلف قواطع العمليات كل يوم و تستمر القوات العراقية المشتركة على استعادة الكثير من الاراضي والمدن من ايد عصابات الغدر تؤيدها زمرخبيثة لفلول حزب البعث والتي يحاول البعض من تقليل اهميتها وخاصة من هم في داخل العملية السياسية في اثارة المواقف الغير واقعية ووضع العصي في عجلة هذه الانتصارات .
وللحقيقة ان هذا التقدم على الأرض يعود ، بحسب محللين عسكريين وسياسيين ، إلى ضربات القوة الجوية العراقية المتتالية التي اصبحت اكثر فعالية والتي بدأت بقطع الاتصال الإلكتروني بين المقاتلين المتطرفين وعصابات التكفير ، حتى لم يعد بإمكانهم استخدام الهواتف المتحركة ، كما تم قطع التواصل اللوجستي بينهم وتركيز الضربات على أرتالهم العسكرية ومخازن عتادهم، يضاف إلى ذلك ما نتج عن جرائمهم بحق أبناء العشائر، المختلفة في الرمادي ومدن اخرى ، الأمر الذي انقلبت ضدهم هذه الشريحة و بتحالف أبناء العشائر في الأنبار وصلاح الدين وديالى مع القوات العراقية. وان مشاركة قوات الحشد وابناء العشائر جنبا الى جنب مع الطوائف العراقية الاخرى في مواجهة جماعة داعش الارهابية ، وهي ضربة قوية بوجه تصريحات بعض السياسيين الرافضة لمشاركة قوات الحشد الشعبي في عمليات تحرير الانبار والموصل ، و ان مثل هذه الدعوات تصطبغ بالصبغة الطائفية كون الحشد ضحى ولازال يضحي في كافة مناطق البلاد .
ان الاتهامات التي نسبت الى الحشد الشعبي من قبل بعض الطائفيين والقنوات الماجورة بريء منها فهم اصحاب قضية وعقيدة اصيلة، والغرض منها مصادرة انتصاراتهم من خلال اتهامهم بالطائفية التي تريد تمزيق اللحمة بين ابناء الشعب العراقي مع انها تضم من كل اطيافه ، "السني والشيعي والمسيحي والصابئي".
وذهبوا لحماية ارض العراق الحبيب من دنس الجماعات التكفيرية ومن وباء جرذان داعش، وهو انتصار للشعب العراقي ووحدته الوطنية عامة، ، وهزيمة شنعاء لداعش ومن يقف وراءه. وهذه الانتصارات هي الرد العملي الحاسم على الطائفية المقيتة، التي خططوا لها لسنوات وصرفوا عليها المليارات من البترودولار، و ضحى هؤلاء الابطال بارواحهم وتركوا كل شي ورائهم وذهبوا للدفاع عن المقدسات والوطن. وأثبت المقاتل العراقي بسالته وشجاعته وتفانيه في الدفاع عن بلاده. وفي ظل هذه الانتصارات الكبيرة التي تحققت تستحق كل القوات المشاركة من الجيش والشرطة والحشد المبارك وقوات البيشمركة والعشائر الحرة وقفة اجلال واحترام من جميع اطياف الشعب العراقي وخاصة السياسيين اذ لولاهم لما استطاع احد منهم الجلوس على الكراسي.
ومع الاسف الشديد ان بعض القنوات الاعلامية لم تكتفِ بتجاهل هذه الانتصارات، بل أخذت تشوه سمعة هؤلاء الذين لبوا نداء الوطن، وتركوا الأهل والأحبة من أجل هدف نبيل لا يدركه إلا الذين التصقت بأرواحهم محبة العراق. الأمر الآخر الملفت للانتباه ، هو ان هذه القنوات، وكلما توالت انتصارات القوات المشتركة في اي بقعة من ارض المقدسات ، كلما تمادت في غيها وبغضها، حيث تقوم بتجنيد كل ما تمتلك من إمكانيات ووسائل لمواجهة هذه الانتصارات، بل اخذت تشوه الحقائق و تجند كل ما تمتلك من إمكانيات ووسائل لمواجهة هذه المسيرة ، وتحاول تحريف الوقائع مع الاسف سواء أكان تخطيطاً أو تنفيذا أو تجهيزاً أو تسليحا أو تمويلاً أو تثقيفاً أو تنظيراً وإفتاءً ويبدو أن الصمت العالمي والاستكباري عن الطغاة الجناة رغم انكشاف ادوارهم دليل دامغ على شراكة فعلية معهم من لدن الكبار وقوى الاستكبار، ولذلك فالرهان عليهم في مكافحة الارهاب رهان بائس يائس لا جدوى من الارتكاز عليه، وهذا ما يحتاج الى اعادة قراءة للواقع والتحديات والتهديدات المستقبلية بحذرويقظة .
مقالات اخرى للكاتب