كنت من الجيل الذي درس اللغه الكردية ابان مرحلة الدراسة الاعدادية ورغم اني درستها لسنتين متتاليتين فان اقوى ما اعرفه لايزال لبن اربيل وكباب السليمانية! العيب قطعا في طريقة التدريس وواضعي المناهج فكيف تفسر ان الطالب العراقي يدرس اللغة الانكليزية على الاقل تسع سنوات كشرط للنجاح في أي مرحلة وبالتالي وبعد كل هذا يتخرج الطالب وهو يعرف سمير وليلى وهو ار يو!
عموما هذا ليس موضوعي تذكرت اليوم كلمتين بالكردية وهي هره ووره وتعني حسبما اتذكر اذهب وتعال! وبالتالي روحوا تعالوا وهو مااريد الحديث عنه اليوم! بعد التخبط الكبير في القرارات الحكومية العراقية في موضوع الانبار! اعتقد ان هاتين الكلمتين تلخص حال الوضع العراقي وقرارات الحكومة العراقية ازاء واحد من اهم الملفات الشائكة التي تواجه العراق.
قد يتفق معي الكثير ان الارهاب اٌفة تنخر الجسد العراقي ولابد من مواجهة حازمه لها تعيد للدولة هيبتها وتنهي وجودها في المجتمع. هذا الامر ليس صعب نهائيا لو كانت الاراده الحقيقية للقضاء على الارهاب موجوده ولو طبقت القوانين دون تمييز على الجميع. الامر يحتاج الى قرار حازم.... مع الاسف حازم نايم؟؟
القرار بمحاربة الارهاب يجب ان يكون قرارا مدروسا من جميع الجوانب العسكرية والمجتمعية وعلى ان يتم تحليل كل الاحتمالات وفقا لكل خطوة وبالتالي يصدر القرار لا لبس فيه وعلى ان يتحمل متخذه المسؤولية القانونية والاخلاقية كاملة امام الجميع وامام التاريخ الذي لايرحم!!
هذا الكلام العلمي لو طبقناه على الحال العراقي نعرف مدى التخبط الذي يعيشه صانعوا القرار في العراق فبماذا تفسرون اتخاذ قرار مواجهة الارهاب وتحرك الجيش للقتال!! طبعا الجميع دعم الجيش وهذا الجزء الاول من المقال (( هره )) روحوا قاتلوهم!!
ولكن بعد يومين جاء الجزء الثاني بقرار ثاني (( وره )) تعالوا اني غيرت رايي؟؟؟؟؟ طبعا مثل هذه القرارات تؤثر على الجيش وحالته ومدى جاهزيته والسبب ان الذين يعيشون في خضم المعركة تنفيذا لامر بالقتال قد تركز في عقليتهم وذهنهم ان عليهم بذل الغالي والنفيس في سبيل تنفيذ الامر (( نحن نتكلم بصورة عامه متخيلين انه جيش مهني احترافي )) وبالتالي صدور امر يلغي الامر الاول في اقل من يومين هو لعب واستهزاء بارواح المقاتلين. ولا اعرف لماذا لا يستفيد صانع القرار من اخطاء الماضي والعراق كان مسرح للحروب منذ عام 1980 وبالتالي فان الاف الاخطاء والقرارات الصحيحة والقاتلة قد اتخذت ودفع ثمنها ارواحا طاهرة كان همها وطنها والدفاع عنه! الخبرة المتراكمه في المجال العسكري في العراق يمكنها ان تعلم من لايمكن ان يتعلم ابدا (( حتى ال)) بشرط ان يقرا ويستفاد من اخطاء الماضي ليقلبها الى نجاحات وباعتقادي فان هذا مايميز العراق عن سائر بلدان العالم وهو التجارب والحالات التي عاشها العراقيون والتي اعطتهم ميزه ليست موجوده في الكثير من بلدان العالم وهي الخبرة في شتى المجالات (( حتى لو جائت هذه الخبرة نتيجة العوز او الفقر او القتال)) لكنها جائت وعلينا ان نستغلها!
بالتاكيد لا حياء ولاحياة لمن انادي ولكن رسالتي التي علي ان اوصلها للجميع ان الموضوع ليس مواجهة الارهاب! ان الارهاب ومن معه يسرحون ويمرحون في العراق منذ عشر سنوات ولم يفكر احد بشن العملية القاتله التي يطبلون لها الان! وان كانت كذلك لكنت اول من دعمكم ولكنكم ادركتم ان الانتخابات على الابواب (( ان حصلت )) ولذلك فانكم تبحثون عن رصيد انتخابي تخدعون به المساكين الذين يصدقونكم كل مرة دون جدوى!
وعلى الواهس كما يقول العراقيون فقد قررتم ضرب مئه عصفور بحجر واحد عصفور الانتخابات وعصفور اسقاط الخصوم السياسيين وعصفور اضاعة الاموال التي صرفت على خصومكم كما حدث مع احمد العلواني (( ليس دفاعا عنه )) ولكن احد عرابي اهم القوائم ماليا تخلى عنها وقرر دعم العلواني وبالتالي ضرب العلواني يعني اضاعة الاموال التي تم صرفها وضرب العراب في مقتل وهو عصفور اخر, عصفور اخر بخلط الاوراق السياسية واخر بتهييج نعرات طائفية هم المستفيدون الوحيدون منها!! ولنا في الانتخابات السابقه والتي قبلها دليل حيث يزداد الصراع الطائفي قبل كل انتخابات (( هل نسيتم كيف تم تجيير خطا على السيد السستاني من قبل شخص لايمثل الا نفسه لمصلحة سياسيين بعينهم بحجة انهم ينصرون اهلهم والله انكم كاذبون)) وعصفور اخر ,,, هاي شنو شو انكَلبت سوق الغزل كله عصافير.
اخيرا وللمرة المليون لا استثني منكم احدا!
مقالات اخرى للكاتب