كانت جارتنا الحاجة "أم يحيى" احدى كبيرات السن في محلة "الجديدة" قرب الصحن العلوي الشريف، في النجف، ذو هيبة عند نساء المنطقة بما تتمتع بكبر السن والاقدمية في الشارع وغزارة الاحفاد والأولاد. وقولها سيفٌ قاطعٌ في الشهادةِ والحكم على غيرها. وصولا الى حكمها على الفنان الراحل "فريد الأطرش" على انهُ أبكم "أطرش" بعيدا عن اللقب طبعا، وذلك لما ترتئيه من خلال ملامحه الجامدة. وقناعتها المطلقة بذلك جعلت نساء المنطقة تؤيدها جميعا ان فريد "أطرش". علما ان ابنها الأصغر كان أبكماً فعلا لكن رأيها به انهٌ " بعده زعطوط ومحجي".
تذكرني "ام يحيى" الآن بموجه النيّل من الخصوم السياسيين وعمليات الفضح المباشر بين المتخاصمين، حيث استخدمت " ام يحيى" في مقرها الكائن حاليا، بالمنطقة الخضراء، وسائل التشهير والقذف على من يختلف معه في توجهاته.
قد أٌعطي مثلاٌ لشخصِ ما، وليس بالضرورة مثلي هذا يعتبر تبرؤه من جريمته، وقد يتهمني البعض بمناصرتهِ، ما التمسه بقضية "محمد تميم" وزير التربية العراقي قد أصبح ضحية كــ"فريد الأطرش" على لسان "ام يحيى".
ومتناسين جميع الشخصيات الامعة في الفساد الإداري، وكل الصفقات المشبوه التي وُقعّت تحت أنظار المسؤولين، ودفاتر الشيكات المصروفة من خزانة البرلمان لعمليات التجميل !!. والتستر على قضايا التحقيق وحرق الملفات واتلافها.
رغم الاهتمام الإعلامي وتأجيج الرأي العام على قضية " البسكويت"، وفرحتنا الكبرى بأننا مسكنا رمز من رموز الفساد، والنصر لجمهوريتنا الديمقراطية، قد نسينا مئات من "البُكم" يجولون في شوارع ودوائر ومفاصل دولة "ام يحيى".
مقالات اخرى للكاتب