لسنوات خلت، أشيعت أكاذيب كبيرة تلقفها المجتمع العراقي وكأنها حقائق ومسلمات لا يرقى إليها الشك ولا الطعن ولا التمييز ، وتحول بعض منها إلى ما يشبه المآثر و المناقب ، تلهج بها الألسن ويتغنى بها الجمهور ويصفق لها العامة ، لقد بيض الكذب السياسي وجوها سوداء،ورسم حولها هالة من القدسية والنورانية حيث لفقت هذة الوجوه أكاذيب رخيصة وافتراءات تافهه نمقها وزوقها السياسيون الفاشلون بالتباكي على حال العراق وشعبة وماذا يؤول مصير الناس لو أن خطبا قد حل بهم ,وعليهم التصديق بل الإذعان لتحذيراتهم ونصائحهم وإرشادهم مغلفين ذلك بلوعة وحرقة بل بدموع تماسيح تسيل على وجوههم الكالحة .
فقد تصدرت بالثلاثة سنوات الماضية أخبار سد الموصل اغلب نشرات الإخبار والمراكز الإعلامية , واستأثرت مخاطره باهتمام شعبي وحكومي وقفز الاهتمام الشعبي إلى مستويات غير مسبوقة دون تقديم دليل واحد على إن وضع السد وسلامته قد تدهورت عما كان علية في السنوات السابقة بما يبرر كل هذه الضجة والفبركة الإعلامية المهولة بهذا الأمر. فقد شمر سياسيون قوالون و كتّاب وصحفيون مأجورون لرسم سيناريو قاتم ووضع نهاية مأساوية كارثية لحال سكان بغداد وسكان حوض دجلة في حال انهيار السد.بل تعدى الأمر إلى أن الدجال (أبو علي الشيباني ) روج نبؤءة مضحكة من أن فيضان السد المرتقب هو من علامات الساعة وطوفان نوح جديد .و وصل الأمر إلى حد التلفيق والاستهداف الشخصي للوزير السابق محسن ألشمري والذي عرف بمهنيته وأمانته ، و اتخد منحى سياسيا وحزبيا وأضيفت اليه توابل ومقبلات من صنف الأعيب الطائفية والمؤامرات المذهبية.
لقد نفى ألشمري خلال استيازرة مرارا وتكرار وعبر فريق علمي واختصاصي مخاطر السد ,وحذر من إن أجندات محلية و خارجية معادية للعراق بنشر تلك الأكاذيب، ودعت الجميع إلى توخي الحذر وعدم الانجراف وراء تلك المعلومات التي تهدف إلى زرع الفتنة والرعب في المجتمع العراقي .ولايزال قولة هو القول الفصل والبرهان الجلي الذي ألجم أفواه الكثيرون .وحال مغادرته الوزارة هدأت هذه الموجه الصفراء المحمومة وتحولت مساحة السد إلى واحة خضراء أمنة تعج بالمصطافين والمتنزهين وتراجع الاهتمام بها إلى تحت الاهتمام بأسعار الطماطم والبصل .ويا للأسف فان هذه الأجندات المحلية والدولية والمعادية ،ٍكانت لاتستهدف الوزير محسن الشمري بل تستهدف العراق وشعبة وليست وزارة الموارد المائية وطاقمها.
هذا المخاوف نفيت جملة وتفصيلا ومن اعلي المستويات الحكومية ومنها تأكيد السيد رئيس الوزراء قبل خمسة أيام من إن نسبة الخطر قليلة جدا ولكننا سائرون في اتخاذ التحوطات .ويبدو جليا من ان مافيات واذرع أخطبوطية كانت تترجم هذه المخاوف لواقع عملي شرير و تلتف للحصول على عقود ومقاولات بمليارات الدولارات ومنها شركات أمريكية عملاقة كانت تخطط للعبة شيطانية للفوز بعقود ضخمة و بخلق حالة من الخوف مستديمة وقائمة لمخاطر السد..الأمر الذي دعى الوزير محسن الشمري للوقوف بوجهها وفضح مخططاتها والإطاحة بسيناريو اسود شاركت به قوى سياسية تبحث عن نفخ الجيوب وتقويم منهجها الخبيث.
جراء ماحدث فليس بالمستغرب في بلد متخم بإراقة الدماء اليومية، والتناحر والتسقيط السياسي ظهور مثل هذه الهجمة والاستهداف فهو جائز وطبيعي خصوصا وأنها تأتي أغلبها من الجانب الأمريكي والذي حذرت منه شخصيات سياسية ومرجعية ومؤثرة و أشارت مرارا وتكرار عن النوايا الخبيثة لأذرعهم وألاعيبهم في تحريك الرأي العام ومعاداة الشعب العراقي والإطاحة بالشرفاء والنزيهين وإبعادهم عن مقاليد الوزارات والأماكن الحساسة . .
إن المبالغة والتهويل تختلف عن الحكمة والروية في إدارة الأزمات فتضخيم الإحداث التي تتعلق بمصير وحياة الشعوب وجعلها شماعة تؤدي إلى الهاوية ولن يتضرر منها سوى الجمهور وان قول خيرة الناس الحكماء والوطنيين كأمثال وزير الموارد المائية السابق ،ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ وستكتب بماء الذهب لان الإخلاص وحب الوطن هو ديدنها ودينها ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ).
مقالات اخرى للكاتب