عندما كنت أستمع للدكتور حيدر العبادي عندما يتكلم عن مكافحة الفساد كنت أصدقه وأقول إنه ينوي مكافحة الفساد ولكنه بصفته رئيس السلطة التنفيذية ينتظر الظروف الملائمة لضرب الفاسدين وهو أعلم وأخبر منا لانه يمتلك المعلومات ويبني على الشيء مقتضاه ولكن ثبت لي وللملايين من العراقيين أن الدكتور العبادي لايستطيع أن يحاسب فاسدا واحدا لانه بكل صراحة يخاف منهم فتارة يتحدث عن الفاسدين وكأنهم بعبع عندما يقول أنه لايخاف أن يغتاله الفاسدين وتارة يقول عنهم أن الفاسدين أقوياء ويمتلكون الاعلام وكل شيء ولكن يادكتور حيدر اليوم وانا أكتب هذا المقال تذكرت جيدا الرسالة التلفونية التي بعثها السيد عمار الحكيم لاحد الزعماء السياسيين أثناء فترة تشكيل الحكومة وكان نصها (إننا قد نقبل بحيدر العبادي رئيسا للوزراء لانه ضعيف) ولاأريد أن أكمل باقي الرسالة التي كانت جوابا على رسالة الزعيم السياسي الذي يسأله إن كان يقبل بحسين الشهرستاني أو حيدر العبادي كبديل للمالكي وثبت للجميع أنها كانت حقيقة حيدر العبادي
وبصراحة أكثر لوكان حيدر العبادي مع حفظ ألالقاب جادا في محاربة الفساد لحاسب المالكي وبهاء الاعرجي وصالح المطلك وأحمد المالكي وأزواج بنات المالكي ومحمد تميم وسعدون الدليمي وجمال الكربولي ومشتقاته وأبراهيم الجعفري وقائمة طويلة جدا تتضمن ألاف الاسماء وقد يقول من يدافع عن العبادي أنه ينتظر المحاسبة من هيئة النزاهة وهي المختصة بمحاسبة الفاسدين ولكن عن أي هيئة نزاهة نتكلم وعن أي قضاء نتكلم وهو القضاء الذي يتحكم به مدحت المحمود والذي كان يتلاعب بالقضايا القضائية مثلما يتلاعب لاعبو الشطرنج ببيادقهم وسوف أعطيكم مثالا بسيطا كيف كان يتم التحكم بالقضاء فالجميع يتذكر اللواء نعمان داخل الخفاجي الذي ضبط متلبسا بقضية رشوة ووقتها هرب من الكمين الذي نصبه له محققي هيئة النزاهة عندما أعتدى حمايته على المحققين وهذا الفيلم موثق ويستطيع الجميع مشاهدته على اليوتيوب وعندما سلم السيد اللواء المرتشي نفسه للقضاء بعد هروبه طلب السيد المالكي من القاضي مدحت المحمود مساعدة اللواء نعمان داخل الى أقصى حد ممكن ولكن القضاء لايستطيع مساعدة شخص متلبس بأخذ الرشوة وقضيته موثقة تصويرا فتم الحكم على السيد اللواء المحترم بسنتين سجن قضاهما وهو يأكل القوزي والدجاج وسجنه خمسة نجوم بل ويفتخر زواره بنشر صور زيارتهم له على الفيس بوك وأتحدى من يقول لي أن هذا الكلام غير صحيح وخرج اللواء المرتشي من السجن ولااعرف كيف تمت أعادته الى الجيش إلا الله وقد يأخذ الرشوة هذه المرة من الدواعش ولن أطيل أكثر من ذلك فهناك عشرات ألاف الحالات المشابهة لحالة نعمان داخل الذي ضبط متلبس بالرشوة
وأنا هنا أقول للدكتور حيدر العبادي أنه بدلا من الوفود التي تذهب لواشنطن وبروكسل وغيرها من العواصم لكي تقترض ألاموال للعراق سأوفر للعبادي وحكومته حلا بسيطا وهو حل يستطيع العبادي ومجلس وزرائه الموقر الموافقة عليه في جلسة واحدة ويستطيع أن يرتبه خلال شهر واحد والحل بكل بساطة هو التعاقد مع شركة تدقيق حسابات دولية بريطانية أو سويسرية أو فرنسية والمهم ليس عراقية كي لاتتأثر بالضغوطات من أي جهة كانت ولايهددها قادة المليشيات المعروفين وهذه الشركة تحقق وتدقق في المصرف العراقي للتجارة والذي ترئسه السيدة المليونيرة حمدية الجاف والتي يقال أن ثروتها وصلت لمبلغ 300 مليون دولار وتحقق أيضا مع هيئة ألاستثمار وانا متاكدة كل التأكيد أن الشركة المدققة ستكتشف خللا يصل الى عشرات المليارات من الدولارات وأذا تم التوسع بالتحقيق وتم تخيير الذين سترد أسمائهم من خلال لجنة التدقيق بين دفع المبالغ الواضح أنهم سرقوها أو أختلسوها أو أخذوها بشكل أو أخر فإن مجموع المبالغ سيصل الى أكثر من 10 مليار دولار لكن على شرط منع سفر كل من يرد أسمه في تقرير الشركة المدققة وعلى رأسهم حمدية الجاف وسامي ألاعرجي ولانريد أن نذكر وزارات الصناعة عندما كان جمال الكربولي ومشتقاته يسيطرون عليها ووزارة التربية خلال السنوات العشرة الماضية ووزارة الكهرباء وخصوصا في عهد حكومتي المالكي والتي كانت تبيض ذهبا ببلاش للسراق والمرتشين والفاسدين وهنا أتذكر أن وزير الكهرباء الحالي قاسم الفهداوي طلب التدقيق في كافة عقود وزارة الكهرباء منذ عام 2003 ولغاية توليه الوزارة وهذا ألاجراء أتخذه وزير الكهرباء لكي يثبت للشعب العراقي أنه ليس مسؤولا عن الكهرباء والخلل فيها وإنما الوزراء السابقين ولكن الشخص الاول المطلوب محاسبته هو المالكي لانه كان يتلاعب بالمال العام خدمة لمصالحه الشخصية والسياسية ولكي يثبت نفسه للولاية الرابعة وليست الثالثة كما كان يقول صهره أبو رحاب وماكان أبو رحاب يعرف أن الثالثة كانت مستحيلة حتى لوفاز المالكي بأغلبية ألاصوات في مجلس النواب وياللهول أنهم لايزالون يعتبرون أبو أسراء هو الذي يستحق حكم العراق وليس غيره
أيها العراقيون أقسم بالله العظيم أن ماذكرته لكم هو قطرة في بحر وأن المخفي والمستور يحتاج لملايين الصفحات لكي نكشفه ونوثقه وكل ذلك يعرفه حيدر العبادي ويعرفه جميع المشتركين في العملية السياسية ولكن من يحاسب من والجميع مشتركين في سرقة الشعب العراقي والضحك عليه وخصوصا جماعة ألاسلام السياسي شيعة وسنة وأكرادا وعربا وتركمان
أنا أنتظر من الدكتور العبادي موقفا يعزز ماكتبته ولكني واثقة من أنه لن يستجيب لان من لايستطيع محاسبة حمدية الجاف وأحمد المالكي والمالكي نفسه وجمال الكربولي ومشتقاته فهل يستطيع أن يحاسب غيرهم
هنا أعود وأكرر القول أن شيعة أبا ألايتام أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب عليه السلام سيقومون بثورة حسينية تقتلع الفاسدين من كراسيهم وسيقوم سنة عمر أبن الخطاب بردم سياسييهم السراق والخونة والذين لم يكتفوا بسرقة العراق وشعبه بل سلموه للدواعش حتى لوبالتمني والدعاء وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وحمى الله العراق والعراقيين
haidaalamery@yahoo.com
مقالات اخرى للكاتب