لاشك ، ان لكل شئ مخلفات ونواتج عرضية منها النافع ومنها الضار،وفي جميع مناحي الحياة وفي كافة المجالات سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو صناعية أو تجارية أوانتاجية أو عمرانية أو زراعية أوسياسية...الخ
والأمثلة والأدلة كثيرة لاتعد ولاتحصى أدلها النفايات النووية التي كان لها الدور الكبير في خلق أزمات وصراعات ومشاكل دولية عديدة يعرفها القاصي والداني.
ماجعلني اسوق هذه المقدمة للوصول إلى قناعة مشتركة ان حقيقة وجود سياسيين في التجربة السياسية الحالية شئ طبيعي ونسلم جميعا بأن هولاء هم مخلفات سياسية أو ناتج عرضي لعملية الأنقلاب السياسي التي حدثت في العراق بالقضاء على نظام الطاغية.
بعد ان سلمنا بوجودهم لابد من التعامل معهم وأحتوائهم بما لايلحق ضررا فادحا بالعملية السياسية الفتية في العراق.لأن السياسي الذي ينساق تحت طائلة هذا الوصف يكون سلاح ذي حدين وعلينا ان لانبعدهم عن ساحة العملية السياسية لأن هذا الاجراء سيقوض العملية السياسية برمتها على قدر امتلاكهم من مقومات مادية مؤثرة وقاعدة شعبية فاعلة أكتسبوها بفعل غفلة الجماهير وبساطتها وقلة خبرتها في التجربة الديموقراطية والسياسية.
أقول؛اذن لابد ان يركب هؤلاء وامثالهم من المنتفعين والانتهازيين والوصوليين والزمكانيين في سفينة العراق السياسية(مع تحيدهم وتحجيم ادوارهم وأغداقهم بالأموال) وان عدم ركوبهم فيها يعني خرقها وبالتالي غرقها بمن فيها وسط امواج البحر المتلاطمة .وضياع العملية السياسية برمتها.
ما أدل على ذلك دعاء نبينا محمد صلى الله عليه واله قصة دعاؤه في إسلام عمر بن الخطاب لما دعا ربه بإسلام أحد العمرين .رغبة منه (ص)في اضعاف جبهة مناوئيه القرشيون ومن تحالف معهم.
والدليل الاخر مضاعفة عطاء أبوسفيان ومن معه لغرض تأليف قلوبهم في الإسلام والتخلص من شرورهم ومكائدهم ،وكما ورد في أية التأليف (.....والمؤلفة قلوبهم) ولما تولى الحكم عمر اوقف هذا العطاء اجتهادا منه.وقد أعاده الامام علي (ع) لعلمه بعاقبة صلاح الأمة.
اما من تلطخت يداه بدماء العراقيين ، فلا مكان له في هذه السفينة ، إن مكانه الطبيعي هو قفص الاتهام لينال جزاءه العادل ، وأن أي محاولة لغض الطرف عنهم أو لشمول مثل هؤلاء المجرمين بالعفو ، هو استهانة بدماء العراقيين وحقوقهم وعدم احترام مشاعرهم ، ومخالفة صريحة لشرع الله الذي قال في كتابه العزيز : (ولكم في القصاص حياة ياأولي الالباب ......)
مقالات اخرى للكاتب