لم يعد نوري المالكي مريضا أو به علة.. والاقوياء في زمن الغفلة لا يمرضون.. وكان مرضه في ذلك اليوم حاجة في نفس المالكي لم يرغب أقامتها عن كره.. لماذا يمرض نوري المالكي, فالمرض يخشى جبروته وسطوته عن بعد.. وهل سمعتم يوما أن متسلطا دمويا مرض ثم مات..الموت يأتي على الفقراء والبسطاء الذين يفترشون الارض الرطبة ثم ينخر عظامهم ويتجول في أجسادهم الرخوة والعفنه ثم يتحولون الى فقاعات نتنة ويتبخرون في فضاءات ما زالت رياح الفسفور والعنقودية واليورانيوم النشط تلعب في سماء قرانا ومدننا التي خلفت أجيالا مشوهة وأمراضا كانت الى وقت قريب بعيدة عنا على الرغم من أننا خضنا حروبا ضروسا, ألا أن حرب تحرير العراق من أجل ديمقراطية ملعونة ,كانت بركانا من القذارة والجراثيم والبكتريا التي رمتها راعية الشعوب الفقيرة والمحبة للسلام في أرض الرافدين..
لماذا يمرض نوري المالكي وهو محاط بالمناعة من كل جانب.. هو يأكل غير ما نأكل نحن..ويشرب ما تم فحصه, ويشربون حتى قبل أن يشرب للامان ليس ألا.. ويخضع لفحوصات أسبوعية وشهرية وسنوية على أيدي أطباء كرام برره.. ولان الرجل تجاوز الستين عاما يخضع لفحوصات البواسير والناسور والقولون.. يحب المشويات الخالية من الدهون..تكه وكباب وسمك مسكوف ويكثر في تناول الخضروات فهو عاشق لها.. ولا يشرب شاي الحصة الذي نتجرعه نحن الشعب كالسم الزعاف ,وقبله عصير البرتقال الطبيعي الذي يداوم عليه في كل وجبة.. فهو رئيس وزراء العراق بلا منازع.. كيف يمرض والمرض لا يراه أطلاقا.. فهو لا يقترب من البيوتات التي تحاصرها أكوام الزبالة وماء المجاري الطافحة والتي صارت جزءا من عائلة كل عراقي .. وهل يدري أن قواتا من أفواج الفئران والجرذان الحقيقية بدأت تغزو بغداد عاصمة اللصوص وأكلي السحت الحرام وهي تشبه الى حد ما تلك الفئران التي تتمتع بسلطة حكومة نوري المالكي..تخمط وتلغف ثم تحال على التقاعد ثم ترى مخرجا أخر للعودة وبأسماء وعناوين جميلة..
لماذا يمرض نوري المالكي وهو يغسل جسمه ثلاث مرات يوميا بغير ماء صابر الذي فقئ عيون المها وتركها تعيش على الماطورات لسحب المياه.. ولماذا يمرض وهناك الجواري الحسان يحطن به يمرخن عضلاته المشدودة أثر الازمات التي لا تنقطع ويحافظن على أناقته وصبغ شعيراته الباقيات.. أنه في جنة الارض فكيف تريدون منه الابتعاد عنها وفاقد الشئ لا يعطيه يا سادتي.. كيف يمرض وهو يسكن منطقة خضراء على ضفاف دجلة كل شئ فيها مختلف حتى الهواء غير هواء بغداد والناصرية والعمارة والديوانية والبصرة.. فهو القائد العام للقوات المسلحة بلا منازع..
كيف لمستبد أن يمرض وهو من أطلق الاوبئة بين العراقيين.. قذارة الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. جراثيم المليشيات المدعومة التي تهتك العصم وتنزل النقم وتغير النعم.. بكتريا الفتنة التي تنتشر بسرعة البرق في الدم العراقي .. كيف يمرض وقد لجم أفواه الاحرار بفوطة الارهاب وأستحوذ على القضاء للنيل من الوطنيين.. فالمرض يركع عند قدميه ويطلب الرحمة منه..فكيف يمرض نوري المالكي وما زال العراقي يدفع فاتورة سياسة حاكم فشل في أدارة بلد كبير كالعراق ولا يزال يتحدث عن أنجازات مريضة في مخيلته.. ولكن الحقيقة وأن طال أخفاؤها فلا بد لها أن تظهر يوما..
وما خفي كان أعظم
مقالات اخرى للكاتب