تزامنت الانتخابات العراقية مع الانتخابات المصرية وكنا نتابع من خلال وسائل الاعلام وقد لا حظت فارق كبير بين الاثنين مما جعلني انفر من وسائل الاعلام العراقية واقرر عدم مشاهدتها وافر نحو متابعة الاعلام المصري المشوق والذي يمتاز بالمهنية العالية الشفافية والموثوقية والشرفية والاتزان المهني والفهم السياسي الاكاديمي والحيادية التي تتمتع بها جميع قنواته الفضائية ، وهذه الصفات تنحسر بشكل تام من قسم من القنوات الاعلامية العراقية فتبدو وكانها ثوب عتيق مهلهل من جميع الجوانب فهي تفتقد الشفافية والموثوقية والمصداقية واسس التشويق والجمال و تمتاز بالسطحية والجهل الاعلامي والسياسي والشخصنة والانحياز حتى اتجه الحال به نحو المهاترات والالفاظ السوقية احيانا .....!؟
درس كل من المرشحين المصرين ، الصباحي والسيسي برنامجه السياسي بشكل كامل وظهر امام شعبه كسياسي متكامل يستنهض الشعب المصري ويوضح تفصيلات برنامجه بكل ثقة و فهم ودراية مشيرا الى نقاط الضعف والخلل التي سيقوم بتصحيحها حين فوزه بالانتخابات وحاول ان يكسب مصداقية الشعب لكونه يتحلى بالمواطنة الحقة ويحب وطنه وشعبه بشكل حقيقي خالي من الفئوية والمصالح الشخصية ونجح بتقديم نفسه بصدق واخلاص وحرص مسبق ولاحق وبدأ في الحال في حملته الانتخابية ، يستنهض كل الجهات الفعالة الرسمية وغير الرسمية على سبيل المثال طلب السيسي من الشعب المصري اثناء مقابلة تلفزيونية ، ترشيد استهلاك الكهرباء وخاطب الامهات وربات البيوت على مساعدته في ذلك وقامت البيوت المصرية فعلا باطفاء ما مقداره ثلاثة مصابيح زائدة في كل ليلة مع الانتباه الى حالة الاسراف في الطاقة بشكل دقيق...استنهض الاعلام المحايد وطلب منهم البدء بتعليم الشعب وتوعيته عن الاخطاء قبل ان يقع فيها وبدا الاعلام في الحال التصرف بمهنية وشفافية وادراك سياسي ووطني ناضج....فهل فعل مرشحينا ذلك بحملاتهم الانتخابية وهل سيتجاوب الشعب والاعلام معهم.....اعتقد كلا.....!؟
اما مرشحينا بدأوا بالوعود الكاذبة والمصطلحات الرنانة وقسم منهم بدا باختراق المواطن وخصوصا الفقراء واستغلالهم عن طريق شراء اصواتهم باثمان بخسة مثل توزيع البطانيات وكارتات ارصدة الموبايل والهيترات وغير ذلك من الطرق الرخيصة...! تلك الممارسات الغير مسؤولة والساذجة و اللا انسانية جعلت الشعب العراقي يشمئز وينفر منهم ويحاول مقاطعة الانتخابات لولا دعوة المرجعية التي انقذت الموقف ومع ذلك قاطع الانتخابات تقريبا نصف الشعب العراقي وذلك لانعدام الثقة بينه والمرشحين الذين لا يعرف القسم الكبير منهم ابجدية السياسة والقسم الاخر خاب ظن الشعب العراقي فيه لغيابه عن المشهد و لم يقدم شيئا يذكر سوى الوعود الكاذبة والايغال بايذاء الشعب العراقي ، وعدم اقرار الموازنة خير دليل على ذلك الفشل الذي لا يستطيع الشعب العراقي نسيانه.....وسيبقى عدم اقرار الموازنة ابرز عار سياسي وشبح مخيف يطاردهم دوما و يذكره التاريخ بحروف بارزة....!
قبل اعلان نتائج الانتخابات بدأت الكتل السياسية كالعادة تتقاذف الاتهامات وكل يعلن الاولوية بالفوز واذا لم يفز يتهم الجانب الاخر بتزوير الانتخابات ...! وبدا مصطلح حكومة الاغلبية يطفو على السطح كحل امثل للخروج من المأزق السياسي العراقي ، كما هم يقولون ، وفرح الشعب العراقي بذلك لكن الذي حصل فعلا ان كل كتلة تطمع بمنصب رئاسة الوزراء وتروم وتلهث نحو استلام السلطة بحق او بدون حق لذلك تركوا اقرار الموازنة والقوانين الاخرى التي تهم الشعب وهرعوا نحو الاجتماعات والمزايدات و والمبايعات السياسية والشروط وعن طريق المحاصصة...!...كيف اذا ستتحقق حكومة الاغلبية اذا كان الطريق الوحيد نحو الاتفاق على تشكيل الحكومة هو المحاصصة .....!؟ وتبدو تلك مزحة غريبة ام لغز معقد لا يستطيع حله الا الله.....!؟
ادعو جادا كانسان عراقي ذاق الظلم ، جميع سياسينا المخلصين وخصوصا الشباب على الاقل والاعلام العراقي المهني الشريف ان يشاهدوا الفضائيات المصرية ليتعلم البعض منهم معنى المواطنة الصحيحة والتفاني في حب الوطن والانتماء الحقيقي النقي للشعب والخالي من الجشع ....وليس عندي سوى صرخة صامتة اصرح بها ..... اخجلووووووووووا....!!؟؟
مقالات اخرى للكاتب