Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قراءة في كتاب (تاريخ التعذيب في الإسلام)
الأحد, حزيران 16, 2013
عادل سعيد

 

القِ نظرةً الى ماضيك ، و انت تشقُّ طريقك نحو المستقبل ، و لكن عليك ان تأخذ من هذا الماضي ما يساعدك على بناء الصورة التي تحلم بها . و في ماضي كل امة ما هو بنّاء و صالح للإمتداد مضيئا، و ماهو هدام قاذف في مهاوي التخلف و الهمجية .و التراث هو جزء من هذا الماضي ، و ينطبق عليه تماما ما تقدم من كلام ، و كان لنا من الكتّاب من تسلح بالعلم و النظرة الإيجابية الواثقة ، و هو يسلط الضوء على تفاصيله و احداثه و شخوصه ، و يبرز المضيء فيه ، و المعتم ، دون تحامل من موقف فكري مسبق ، او مناوئ . و من هؤلاء الكتاب كان لنا علمان كبيران ممن خاضوا في هذا المضمار ، و اولهما هو الدكتور حسين مروة في كتابه الشهير ( النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية) ، و الذي اغتالته يد الظلام الآثمة منتصف الثمانينات ، و كذلك الباحث و المفكر هادي العلوي في كتاباته ، و بحوثه الكثيرة ، و منها كتاب ( تاريخ التعذيب في الإسلام ) و الذي منع في معظم الدول العربية ، و كأن الرجل قد ابتدع هذا التعذيب من عندياته ، او اخترعه ، و لكنه في الواقع لم يفعل غير ان يتقصى ما ورد في كتب التاريخ و البحث المعتبرة في هذا الشأن ، ساردا و مبوّبا و عارضا. ومن خلال ما عرضه لنا في كتابه هذا ، يتضح لنا ، بأننا نمتلك ( تراثاعارما !! ) في التعذيب و اساليب هتك الإنسان و آدميته ، ما يفسر استمرار هذا الجانب من التراث المقيت ،في حياتنا السياسية و الإجتماعية المعاصرة ، و تجسده في اقبية التعذيب في دوائر ( الأمن و المخابرت ) و ( ورشها ) ، خصوصا في العراق و سوريا و مصر ، و المغرب …. . في البدء ، يعرف العلوي التعذيب على انه : العذاب و البسط و المثَلة ( اي التمثيل بالميت ) ، و في العراق ، دون غيره ، تستخدم مفردة ( البسط ) بمعنى الضرب ، عكس معنى الإنشراح في مصر و الشام ، و لكن يجب تعديتها بعلى ، و ليس الهاء ( بسطه ) . و في الجاهلية ، لم يكن التعذيب معروفا ، لتنافيه مع قيم البداوة . و لكن التجار كانوا يعمدون الى تعذيب عبيدهم ( بالتشميس ) اي عرضهم مقيدين تحت الشمس الحارة ، و اتُّبع هذا الأسلوب مع العبيد الذين انضموا الى الدعوة الإسلامية ، كما حصل مع عمار بن ياسر و بلال الحبشي .

و لكن بالتدرج من البداوة الى الحضارة ، و نشوء الدولة و تعقيد مؤسساتها و طلاقها البائن مع مُثل البداوة ، ظهرت و تعقدت اساليب التعذيب و تطورت . و اول صورة للتعذيب ، هو التعذيب الأخروي ،كما ورد في القرآن ، و يكون بالنار ، و شي الجلود . و لكن في الحياة العادية ، استُخدم الكيُّ و سقي الصديد ( القيح ) و سقي المُهل ( المعادن المصهورة ) و الخنق بجراب النورة ، اضافة الى الضرب بالآلات الحديدية و العصي .. و الخ . و التعذيب مورس لأسباب عديدة ، و ابرزها الأسباب السياسية ( حيث ان التعذيب السياسي موجه ضد الطبقات المنتجة ، لمصلحة الطبقات السائدة) ، ثم التعذيب من اجل اشاعة الخوف و الإرهاب ، و كذلك التعذيب لأسباب دينية او فكرية ، او التعذيب من اجل نزع الإعتراف في السرقات ، او معاقبة المتخلفين عن دفع الضرائب .. و غيرها . و اول من مارس التعذيب ، معاوية بن ابي سفيان ، حين اقام سلطته المطلقة ، ( رغم ان العرب لقاحيون ، اي يرفضون الخضوع للسلطة الإستبدادية ) ، و مارسه ضد العراقيين الموالين لعلي ، فولى المغيرة بن شُعبة ، الذي لم ينفع دهاؤه ، فعزله ، و عين زياد بن ابيه ، الذي شرّع منع التجوّل و القتل على الظن ، و قتل البريء لإخافة المذنب ( اتبع هذا نظاما صدام و الأسد) ، و قد اُعدِم الصحابي ( سمرة بن جندب ) والي زياد على البصرة ثمانيةَ آلاف انسان ، تطبيقا لمبدأ زياد ( القتل على التهمة ) ، كما اورد الطبري ، و كذلك اساليب قطع اللسان و صلم الآذان ( مارسها صدام ) . و لعمر بن عبد العزيز مقولة شهيرة ( تشبّهَ زيادُ بعمر ( التشدّد ) فأفرطَ ، و تشبّه الحجاجُ بزياد ، فأَهلَك ) . و لكن عمر لم يُعذِّب ، و كان يستخدم ( الدرّة ) و هي عصاة خفيفة ، يضرب بها المخالفين في الأسواق . اما الحجاج ، فقد انشأ سجن الديماس الشهير ، و مارس فيه التعذيب و الصلب . و فيه قُتل ميثم التمار صاحب علي .

و ممن عُذبوا و قُتلوا لأسباب فكرية ، ( غيلان الدمشقي ) ، لأنه قال بالقدر ، و قد اعدمه هشام بن عبد الملك ، و الذي عَذّب و اعدَم ايضا ، الداعيةَ الشيعي ( المغيرة بن سعيد العجلي ) ، و تم كذلك اعدام ( الجعد بن درهم ) على يد والي هشام خالد القسري ، الذي ( ضحّى ) به في يوم العيد !! . و قد هدد القسري من يتناول الخليفة بالسوء ( يحجي على الرئيس !! ) ، بالإعدام في الحرم ( الذي لا تُقتل فيه حتى الحيوانات ) . اما العباسيون ، فقد واصلوا اساليب التعذيب ، فقَتَل ابو مسلم الخراساني ستمئة الف ، بينهم ( نساء و شيوخ و اطفال ) بأمر من ( ابراهيم الإمام ) زعيم الدعوة .

و المعارضون في زمن العباسيين ، هم انفسهم المعارضون في زمن الأمويين ، اي الشيعة ـ الإمامية و الزيدية ـ و الخوارج ، و ظهر ايضا المعتزلة و الإسماعيلية . و المنصور قام بدفن العلويين احياء ( فعلها صدام مع المنتفضين عليه مطلع التسعينات )، في منطقة الهاشمية في الحلة حاليا .

و القمعُ المنفلت لإسكات المعارضة هذا ، ادى الى ظهور معارضة متطرفة ، كالقرامطة مثلا .

و السلطة صارت تطلب لذاتها ، بما توفره من مزايا ، بما يقتضي التصدي لتعذيب و صدّ المناوئين و الطامعين . و لكن التعذيب تطور ليصبح عُصابا ، او جزءا من السلوك اليومي للحاكم ، كما تبدى لدى نيرون و هتلر و صدام . و من مقتضيات التعذيب ، اقامة الحدود ، كجلد السكران ، و قطع يد السارق و رجم الزانية . وقد مورس التعذيب من اجل جباية الضرائب ، لإثراء السلطة و الحاكم . فخطب ابو حمزة الخارجي ( المعارض ) في جمهرة من الناس ، ذاكرا ان الخليفة الأموي لبسَ بُردين ، اُخذت اموال حياكتهما من الناس ( الف دينار ! ) . و قد كان تعذيب المختلسين من اموال الخراج شائعا . و لدينا امثلة على تعذيب الجناة قبل قتلهم ، كما حدث مع عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي ، و كذلك تعذيب الخادم الذي قتل زعيم القرامطة ( ابو سعيد الجنابي ) قبل قتله .

و الأمويون هم اول من بدأوا ( المثلة ) بالميت ،رغم الأحاديث الكثيرة التي رويت عن نهي النبي عن المثلة . و اول رأس حُمِل ، هو رأس ( عمرو بن الحمق ) احد اتباع علي ، على يد زياد بن ابيه ، و بعده حمل رأس الحسين و اصحابه على يد عمر بن سعد بن ابي وقاص ، زمن يزيد بن معاوية . و قد خفّت هذه الظاهرة لدى العباسيين ، و لكنها ظهرت لدى الأندلسيين ، كما عند الحاكم الشاعر المعتمد بن عباد ، و كانت في قصره حديقة لزرع الرؤوس المقطوعة . و ( الدِرّة ) التي استخدمها عمر بن الخطاب لقرع المخالفين ، تطورت لدى عثمان بن عفان ، الى السوط و الجلد. و فيما بعد جُلِدَ مالك بن انس ، لإفتائه بأن البيعة للمنصور قد اُخذت بالإكراه . كما جُلد ابو حنيفة ، لرفضه العمل لدى حاكم الأمويين على العراق ، كما جُلِد بعد ذلك زمن المنصور لمناصرته العلويين . و من اساليب التعذيب ، تقطيعُ الأوصال ، كقطع اليدين و الرجلين و اللسان ، و صلم الآذان و جدع الأنف و جَبّ المذاكير ( الأعضاء التناسلية ! ) . و كان هناك القتل بسلخ الجلد ثم حشوه تِبنا ، و عرضه على الناس . و حدث هذا حين سلَخ السلاجقةُ جلدَ ( عبد الملك بن عطاش ) الإسماعيلي ، و كذلك ما حصل للفقيه الدمشقي ( ابو بكر النابلسي ) على يد المعز الفاطمي . وذُكِر ان الخليفة ابا بكر الصديق امر بحرق رجل مأبون (يؤتى من الخلف ) ، و امر قواده بحرق المرتدين ، و هذا ما فعله خالد بن الوليد ، و حين احتج الصحابة ، فال ابو بكر (لا اشيم سيفا سلّه الله على الكفار! ) . و كذلك الحرق و الشي بالنار ، و ادارةُ المُعذَّبِ كما يُدار الشواء ، و قد عُذب بهذه الطريقة احدُ قادة الزنج زمن المعتضد . و من الأساليب ايضا ، خلع الأضراس و تقطيع الأيدي قبل الصلب ، كما فُعِلَ مع القرمطي ( الحسين بن زكرويه ) في بغداد ، و الذي خاطب العراقيين المتجمهرين حوله ( يا قتلة الحسين !) و كُبِّرَ حين قطع رأسه ، كما كُبّرَ حين قُطعَ رأسُ الحسين . و من اساليب التعذيب ( الأدبي ) السقاية بالمُسهل ، حيث يُصاب مَن يُسقى بالإسهال ، و قصُّ الشَعر ، حيث ذكر ابن الجوزي ، انه تم في يوم واحد قصُّ جدائل عشرة آلاف فتى من المراهقين العابثين ، ( وهذا الأسلوب مارسه خير الله طلفاح ، خال صدام ، حين كان محافظا على بغداد ) . و كذلك الطواف بالشخص على ظهر حمار ، في الأسواق . و من طريف ما يَذكر الجاحظ في كتاب ( مفاخرة الجواري و الغلمان ) ـ و للجاحظ دكان في السوق يعتاش منه ـ ان جارية بغدادية ماجنة ، قُبضَ عليها و هي تجامع ( هي الفاعل ! ) مُخنثا بكنديج ( قضيب اصطناعي ) ، فأركبوها على حمار و طيف بها في اسواق بغداد ، و كانت تخاطب الرجال المتجمهرين حولها ( انكم تَ ….. ننا ، طيلة الدهر ، فلما نِ... نا واحدا منكم قتلتمونا!!!!) .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.444
Total : 101