(لو يعلم الشعب العراقي على ماذا وقع صدام في اتفاقية خيمة صفوان لبكى بدموع من دم ) ، هكذا أستهلت مراسلة أذاعة ( بي بي سي) البريطانية تقريرها الخاص باتفاقية وقف إطلاق النار بين العراق وقوات التحالف الدولي ، بزعامة الولايات المتحدة الامريكية في مارس اذار عام 1991، هذه الاتفاقية التي تمت في حرب الخليج الثانية او حرب تحرير الكويت ، وحقيقة الشعب العراقي لم يكن يريد سوى شيء واحد وهو نهاية هذه الحرب المدمرة التي أحرقت الاخضر واليابس ، والتي حصدت ارواح الاف الابرياء هذا من جانب ، اما الجانب الثاني المهم فهو ان الشعب العراقي ليس لديه اي حق حتى ولو في التفكير للأطلاع على ماذا وقع العراق ، حتى ان تقرير الأذاعة البريطانية لم يجد من يهتم به من قبل الشعب العراقي سوى النفر القليل من اصحاب الأختصاص ، الذين عرفوا ماذا سوف يحصل للعراق خلال عقد من الزمن القادم ، وفعلا حصل الذي حصل ، على العموم انا هنا ليس بصدد الحديث عن خيمة صفوان او غيرها ولكن بصدد الحديث عن الاتفاق العراقي الكويتي الحالي ، او بالحقيقة اتفاق بعض رجال حكومة الاربع او الثمان سنوات مع امراء الكويت ، فاذا كان الشعب العراقي يعيب على نظام صدام بانه نظام دكتاتوري ومستبد ويضرب بيد من فولاذ كل صوت شريف يحاول معرفة الحقيقة ومعرفة ماذا جرى ويجري مستقبلا ، وما هي النتائج المترتبة على اتفاقية صفوان ، فأعتقد انه من المعيب على حكومتنا المنتخبة الوطنية ، وكذلك من المعيب على مجلس النواب ان لا يطلعوا الشعب العراقي على تفاصيل الاتفاق العراقي الكويتي وماهي التنازلات التي قدمتها الحكومة العراقية من اموال الشعب العراقي .
ان عقد الاتفاقيات (الشخصية!!) على حساب المواطن وعلى حساب الوطن أمر بحاجة الى وقفة ، وبحاجة الى تفكير وبحاجة الى تبصير وتفصيل ، وبحاجة الى ان تعرف الجماهير،لأنه لايجوز عقد اتفاقيات خلف الابواب المغلقة ، هذه الاتفاقيات هي التي تقرر مصير شعب كامل وتقرر مصير وطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه مع التحفظ على تقرير المصير فيما يخص شمال الوطن الحبيب !!، ان الايفادات الشخصية والرسمية اصبحت متداخلة لا يعرف لها وجه محدد ، لإنه اصبحنا لا نعرف الزيارة التي يقوم بها هذا السياسي او ذاك ، هل هي زيارة شخصية بريئة !! ام انها زيارة لخدمة كتلة سياسية معينة ، ام انها زيارة لتحقيق مصالح فئوية ضيقة على حساب الملايين من أبناء الشعب واعتقد ان الزيارة الاولى مستبعدة تماما لايقبل اي شك .
ان المعاهدات التي وقعها ( العراق !!) مع دولة الكويت وعودة الصفاء و( المحبة !!) والسلام بين البلدين ، هو أمر رائع لأن الكويت بلد شقيق ولها تقدير كبير،لكن واه من لكن هذه أليس من حقنا ان نعرف مضمون هذه الاتفاقيات ؟! فهي (الاتفاقيات) وأقولها بكل قوة وثقة ليست من اختصاص السيد هو شيار زيباري او رئيسه! واعتقد كلمة رئيسه تحمل عدة تأويلات فمن هو رئيس السيد زيباري ؟ !
من حق الشعب العراقي ان يعرف ماذا وقع بعض الاشخاص نيابة عن العراق مع الكويت ؟!.لقد كثرت التنازلات بداية من تنازلات الشعب عن ابسط حقوقه ( الأمان والعيش بسلام وخدمات صحية وتعليمية و ضمان أجتماعي ) مع عدم ذكر الحق البسيط جدا وهو حق ( الكهرباء) .
ان بعض رجال دولة العرق يعملون وللأسف على انحدار دولة العراق نحو الهاوية ، وانحدار الدولة يبدأ عندما لاتحترم الدولة مواطنيها ، ولا تعير لهم أهمية ولا تجعل لهم أي قيمة وهذا الذي يحدث اليوم وللأسف لأبناء العراق .
تشير بعض التقارير الاعلامية والرسمية الى ان دولة الكويت تسلمت من العراق لحد الآن أكثر من 40$ مليار دولار على شكل تعويضات حرب ، وهذا الرقم الصعب اكيد أستفاد منه بعض من يمثلون الشعب العراقي !!، يأتي هذا في وقت اعلن فيه عن توقيع العراق مع الجانب الكويتي 6 مذكرات تفاهم تخص الإقتصاد والنقل والتخطيط ، هذا الظاهر لكن المخفي والذي لم يعلن عنه فلا يعلمه الا ألله والزيباريين .
كان وزير الخارجية هوشيار زيباري قد زار الكويت في 28 أيار الماضي ووقع مع نظيره الكويتي مذكرتي تفاهم بشأن ترتيبات عملية صيانة الدعامات الحدودية وتمويل مشروع انشاء مجمع سكني في ام قصر في محافظة البصرة ، وكان أهل البصرة يستبشرون خيرا بأن تكون مدينتهم الفيحاء مثل شقيقاتها ( اربيل والسليمانية ودهوك) ، لكن لم يتم ذلك للبصرة والسبب انها شقيقة من جهة الام وليس الأب !!.
فرطت الاتفاقيات مع الشقيق الحبيب الكويت !! باراضي شاسعة من حدودنا المتاخمة لأمارة الكويت وقبل ذلك تم التفريط بمقدرات الشعب وثرواته وقبل كل ذاك وهذا تم التفريط بالدم العراقي الطاهر رغم انف كل حكومة وأنف كل جار شقيق حاقد .
في النهاية اود ان أبريء ذمتي امام أجيالنا القادمة وأقول لهم اذا لعنتم اجدادكم فلا تلعنوني لأني قمت بواجبي ، وكتبت عن مصائبكم قبل ان تولدوا ، ولكن حدث الذي حدث يا احفادي ، وأطلب منكم ان تترحموا على روحي وعلى روح كل عراقي شريف ينادي من اجل وحدة الوطن وترابه وتوزيع ثرواته على اهله بالتساوي .
انتهى المقال لكن مسلسل الاتفاقيات مع الجارة الكويت لم ينته حيث دخلنا الفصل السادس وما أن ننتهي من هذا الفصل سوف نعود ثانية الى بعض ملابسات الفصل السابع !!.
مقالات اخرى للكاتب