Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حاجتـنا لبناء ثقافة مجتمعية رصينة
الخميس, حزيران 16, 2016
نهاد الحديثي

 

 لكل مجتمع مهما كان شكله أو طعمه أو رائحته ثقافة يمكن من خلالها تحديد ملامح هذا المجتمع، أما المقصود بالثقافة ،هنا ليس الفنون المكتوبة والآداب ولكن المقصود الحياة نفسها وكيف يعيش ذلك المجتمع حياته و ماهي أدواته للعيش وكيف يستخدمها. في كثير من المجتمعات يسهل عليك أن تجد الملامح الرئيسة لثقافة ذلك المجتمع وذلك في عدة مواقع فمثلا قدتذهب إلى الشارع أو تستمع إلى الراديو أو تشاهد التلفزيون أو تشاهد مسرحية أو فيلما في ذلك المجتمع عندها سوف تجد انك تستطيع أن تحدد أركان هذه ثقافة هذا المجتمع ببساطة، مثل هذه الثقافات سوف تكتشف بسرعة أنها تتفق على قضايا مشتركة،بين أفرادها بينما تترك ما تختلف عليه بعيدا عن واقعها لذلك أصبحت سهلة الفهم امام الاخرين والسؤال الذي حيرنا جميعا وحير غيرنا هو: أين يمكن أن توجد ثقافتنا المجتمعية…؟ وبطريقة أخرى كيف يمكن أن نبني ثقافة مشتركة بيننا بعيدا عن الدوران فقط حول مجتمعنا بثقافات متعددة..؟ لنكن صريحين حول ثقافتنا المجتمعية نحن كما يبدو من المشهد الاجتماعي لا نملك ثقافة متفقاً عليها من الجميع وهذا لب المشكلة، عندما نذهب إلى المسجد يوم الجمعة نجد ثقافة قد تتعارض كثيرا مع مقتنيات منازلنا وقد نجد من يصادر محتويات منازل الكثير من أفراد المجتمع

يتفق الباحثين والمختصين في مجال بناء المجتمع المدني وغرس الافكار الحديثة، الخطوة الرئيسية لنشر اية مفاهيم جديدة تتمثل في زيادة المعرفــــــــة في عقولهم،وان تكون الثقافة هي التقليد اليومي وجزءاً من مفردات الحياة عمليا وسلوكيا، ولنشر ثقافة السلام كي تصبح ثقافة مجتمعية لابد من الاخذ بنظر الاعتبارالافراد قبل القيادات، وان تصبح هذه الثقافة جزءا من الموروث الحياتي اليومي ،وتلعب مؤسسات الاعلام دورا مهما في ترسيخ القيم التربوية والتعليمية لثقافة مجتمعية واعية ومن خلال ما تبثه وسائل الاعلام فهي تتطلب قدرة ومهارات معرفية كبيرة للعاملين في وسائل الاعلام بخصوص اسس بناء السلام ونشر وترسيخ السلام عبر برامج ومواد اعلامية مختلفة ومنوعة وهادفة ،دون اغفال دور الاسرة والمؤسسات المدنية بهذا الشأن او بما ينفذه من برامج وفعاليات في عدة ، تستند الى قبول التعددية والتنوع والاختلافوالاستعداد للعمل من اجل تعلم وممارسة اسس السلام من العائلة وطبيعي ان هذاالامر يحتاج الى كميات هائلة من المعرفة لان الموجودة حاليا لدى الافراد،قليلة جدا بهذا الخصوص.

وبخصوص المؤسسات التربوية لابد ان ترافقها بحوث ودراسات وموادة معرفية تضخ باستمرار في عقول الاجيال حتى يتم تغير الموروث الرفضي لقبول هذه الثقافة بأعتبارها دخيلة كما يصفها البعض احيانا او بسبب قلة المعرفة حولها مع التأكيد على دور تأهيل المدرسين والمربين بهذا الشأن وزيادة مهاراتهم في مجال هذه الثقافة وادخالهم دورات وفعاليات يتدربون على اليات نشر وترسيخ ثقافة السلام، هذا الامر ليس من الصعوبة تحقيقه اذا ما وضعت الخطط وخصصت ميزانية وتم تأهيل قادة و مسؤولين لادارة هذا الملف ، ايضا لابد من الاخذ بنظر الاعتبارتوظيف المعنيين وقادة المجتمع لكي يقوموا بمبادرات حول اهمية هذا الامر واعداد دراسات ميدانية عن حلقات الضعف والتحديات اتلتي تواجه نشر هذه الافكار وايجاد الحلول لها وصولا الى ان تصبح ثقافة السلام ثقافة مجتمعية وجزءاً من الموروث اليومي لحياة الافراد.

كتب الأستاذ فهمي هويدي عن واقعة الرئيس الألماني كريستيان فولف الذي انتخب لمنصبه حديثا واضطر للإنتقال من موطنه في مدينة هانوفر إلى برلين العاصمة ، وفي برلين فشل في إلحاق ابنه بدار حضانة حكومية تتقاضى أسعارارمزية حيث لم يجد مكانا شاغرا لأن الأماكن المتوفرة في الحضانات أو المدارس الحكومية لا تستوعب سوى 43 بالمئة من أطفال مدينة برلين، فاضطر السيد الرئيس إلى تسجيل ابنه في قائمة الانتظار التي تضم كل عام عشرات الأطفال لحين خلو أحد الأماكن ، وقال الرئيس لبعض أجهزة الإعلام أن منصبه يحظى باحترام كبير حقا، لكن ذلك لا يعني أن يغير من نمط حياته هو وعائلته،أو أن يعاملوا معاملة خاصة تميزهم عن غيرهم من المواطنين. وقال الأستاذ فهمي “إن الرؤساء الذين نعرفهم ما إن يقبض الواحد منهم على منصبه حتى ينتقل من مصاف البشر إلى مصاف الآلهة” ولذلك كان طبيعيا أن يعجز المستشار عن حجز مكان لابنه في الحضانة “في حين أن الآلهة في أقطارنا يحجزون الأوطان كلها لأبنائهم”.

هي في الحقيقة ثقافة مجتمعية أكثر من كونها مسلكاً شخصياً لمسؤول بعينه في بلدمعين من بلدان العالم، سواء كان الحاكم في مصاف البشر العاديين أو في مقام أعلى منهم. كلا الحاكمين سليل ثقافة مجتمعية معينة هي التي تشكل تصرفاته. حكى لي قبل سنوات أحد معارفي أنه كان مسافرا بالقطار في عطلة نهاية الأسبوع في السويد وتصادف أن كان مسافرا معه على نفس القمرة رئيس وزراء السويد الراحل أولف بالمة ، استغرب صاحبنا من تلك المفارقة، كيف لرجل ذ يمكانة عالمية مرموقة وحاكم دولة بمكانة السويد أن يسافر معه كراكب عادي على نفس الدرجة ونفس القمرة بهذه البساطة. وفوق ذلك كان بالمة هو الذي ابتدرمعه الحوار ثم أخذ يصغي باهتمام شديد ويطرح بعض الأسئلة حينما كان صاحبنا يحدثه عن السودان، وردا على تساؤل تحرج صاحبنا من طرحه بشكل مباشر ولكنه لم يفت على حصافة بالمة، قال إنه في عطلة قصيرة خاصة وليس هناك ما يمنعه منركوب القطار ويفعل مثلما يفعل الآخرون. المهم أن الرحلة انتهت وترجل الإثنان من القطار ثم ذهب كل واحد منهما في سبيله، ولم يكن هناك من مستقبل لأولف بالمة، ليس ذلك فحسب، كما لاحظ صاحبنا، ولكن أولف بالمة تسلل خارجامن المحطة في هدوء كغيره من المسافرين.

كريستيان فولف الذي أثار إعجاب الأستاذ فهمي هويدي، ومن قبله أولف بالمة،وكثيرون غيرهما،لم يأتوا من فراغ، ولم يكن مسلكهم مجرد اجتهادات وقناعات شخصية ومناعة خلقية معزولة عن المجتمع، ولكنهم حصاد تراكمات حضارية وتجار بطويلة امتدت عبر قرون وعقود من الزمان لم تكن خالية من الدماء والصعودوالسقوط، وهم أيضا تجسيد لثقافة اجتماعية اتخذت شكل المؤسسية الثابتة من قيمة العقل وقيمة الانسان، ونقولها للاسف إن مجتمعاتنا أصبحت غير قابلة للتحرك بل وترفض كثيراً من التحرك إلى الأمام نتيجة تزاحم الثقافات الجزئية السائدة فيه بحجة أن ذلك مختلف مع الماضي، نحن بحاجة إلى أن ندرك أين نحن وأين ثقافتنا لنشترك جميعا في بناء ثقافة مشتركة لا ترى أهمية إلا للمجتمع وحده ولحياته الفكرية والاجتماعية والسياسة والاقتصادية

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.34983
Total : 101