التاريخ يعاد صياغته من جديدة ولكن باشكال مختلفة ففي تسعينات القرن المنصرم تم توريط نظام صدام بدخول الكويت واحتلالها ووصل جيش العراق على الحدود السعودية ولا احد استطاع ردعه واعادة ما تم الاستيلاء عليه من قبل الجيش العراقي الا بعد عدد من محاولات الاستغاثة من قبل الدول الاتحاد الخليجي للمنقذ الامريكي.. اليوم يعاد مرة اخرى لكن بصيغة جديدة اكثر بشاعة واكثر ظلما ودمارا امريكا اليوم تعلن مشاركتها رسميا في عمليات تحرير الموصل من ايادي تنظيم داعش بعد اكثر من عام ونصف من احتلالها وما حصل فيها لا يقل عن ماحصل في الكويت اذ ما تمت المقارنة القوات الامريكه توفر الدعم والحماية وتدخل اذا لزم الامر في عمليات التحرير وتلعب دور المنقذ كما لعبته سابقا مرارا وتكرار القرار الامريكي المفاجأ بالتدخل البري جاء بعد الاحداث الاخيرة في بروكسل في المطار والمترو وقتل وجرح عدد من المدنيين واحداث سقوط عدد من طائرات التي لم يبين حتى هذه لحظة اذ ما كان ذلك اثر عمل ارهابي ام نتيجة خلل وهل هي صدفة تتزامن الحوادث واحدة تلو الاخرى. والكثير من التهديدات التي حذرت منها امريكا فيما يخص فرنسا حول كأس الامم الاوربية واستهدافات محتملة لمنتجعات سياحية وفنادق ومطاعم والطرود التي تلقتها امريكا ووجدوها في البيت الابيض وغير ذلك الكثير. ممكن ان نقول قد توسعت ساحة اللعبة وزاد الخطر وبدأت تنتقل الحرب من بلداننا اليهم وحتى يبعدوا غمارها عنهم انضم مشاركون جدد وتغيرت موازين القوى ولكن ليس على حساب المنقذ فمازال هو المسيطر على كل تفاصيل اللعبة وهو من يضع القوانيين ،المانيا تثير الان قضية الارمن او ما تسمى بمجزرة الارمن التي قامت بها الدولة العثمانية قبل اكثر من مئة عام وهذا ليس صحوة الضمير للغرب في ارجاع الحق لاهله وانما خطط مدروسة بشكل دقيق فهذه القضية ستأجل مطالبة تركيا بالانضمام للاتحاد الاوربي والغاء اتفاقيات ابرمتها حكومة اردوغان مع المانيا برفع الشنغن عن المواطنين الاتراك مقابيل ان تمنع تدفق اللاجئين من اراضيها وفعلا قامت تركيا بتنفيذ الكثير من الاجراءات لمنع الهجرة واصدار الكثير من القوانيين التي تحد من الهجرة الى تركيا ووضعت شروط اشبه بالمستحيلة لمنح الفيزة وخصوصا للعراقيين لكن الاخيرة تراجعت عن قرارها واعادت اصدار قوانيين جديدة وتسهيلات اكثر بسبب ماتمر به من حالة اقتصادية واسباب اخرى منها وهو يعتبر الاهم رفض الاتحاد الاوربي على رفع تأشيرة الشنغن عن الاتراك صراعات تدور والكل يعمل لمصلحته ولا يهمه تلك الشعوب الفقيرة التي لا حول ولا قوة لها غير ان تبقى تشاهد وتستمع لما يدور من احداث حولها وتنتظر مصيرها المحتم .
مقالات اخرى للكاتب