تتناقل وسائل الإعلام الدولية الأخبار المحزنة عما يتعرض له الشعب العراقي من ابادة منظمة، يؤكدها مسؤولي الأمم المتحدة، ودبلوماسيي الدول الكبرى، حيث يتحدث الجميع عن رؤوس تقطع، وأجساد بشرية تمزق بمتفجرات الأرهاب، والتقصير، واللامبالات معاً، وأصبح الكذب عنواناً واضحاً لأحاديث الأفاكين الذين يتحدثون عن غير ذلك، والذين أهتزت مصداقيتهم أمام دوي الانفجارات، ورائحة البارود المنبعثة ماسور الكواتم المميتة، والسيارات المفخخة التي يسقط بسببها ضحايا لاذنب لهم، ولكنهم يُقتلون بالنيابة عن المهرجين، والكذابين، المتاجرين بأرواح الأبرياء، الذين لجأوا ألى دور العبادة، وساحات الرياضة، أو المقاهي للهروب بأحزانهم من هذا الواقع المتردي والمتأزم، الذي يقابله صمت مطبق من الذين المفروض بهم أن يتكلموا في هذه الظروف المشحونة بالغضب، ونزيف الدماء، الذي تحول الى سيل جارف يسيح في كل الأتجاهات وبلا رحمة، فتحولت المسؤولية وضرورة الشعور بها الى مجرد أقتناص للمنافع، في الوقت الذي ينشغل فيه الشعب بالمآتم والفواجع، لقد اصبحت أحاديث الساسة مجرد هراء لن يجد له أذناً صاغية كما كانت الناس تفعل مع ثرثرة الطاغية . أن البلد يمر اليوم بأسوأ أيامه، فالأخبار المتواترة من الموصل وحتى البصرة، لا تنقل غير لنا غير صوت النحيب على الاموات، الذي يقطع أنياط القلب، وصراخ الأطفال وعويل الارامل، وما يحز بالنفس أكثر هو عدم الأكتراث الغالب على سلوك المسؤولين، الذين ما برحوا يرددون بزيف عبارة ( كل شيء تحت السيطرة ) . صحيح أن هناك حرباً ضارية تدور مع قوى الظلام وأقطاب الجريمة السوداء، لا مفر منها ولكن أن يكون الابرياء وقودها، وعنوان حريقها، فهذا في أبسط المقاييس جريمة أكبر، خاصة وأن القائمين على أمور القوم من المتنعمين، في حالة بطر وسفر، وبعيدين تماماً عن نار المحرقة المشتعلة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، من دون أن نسمع كلمة تُشفي الغليل وتهدأ من روع العليل وإلى الله شكوانا في هذا الشهر الفضيل .
مقالات اخرى للكاتب