تصوروا "مجرد تصور لاغير" لو اننا اصدقاءَ الفيسبوك اجتمعنا في يوم لا ريب فيه وسط ساحة عرضات واسعة تشخص فيها الابصار ، كل منا يحمل على صدره دلالة على اسمه الفيسبوكي "يوزر نيم". لا شك ان الفضول سيقود الكثيرين الى التوجه بالدرجة الاساس لاكتشاف الوجوه المليحة الصبوحة من المخدَرات وخاصة اذا كن من المشاهير(ات) من امثال صديقتي الحميمة انجلينا جولي التي عرضت هي عليالصداقة ... ياتي بعد ذلك في سلم اولويات البحث ، المشاهير من الرجال والولدان المخلدون ومن بعدهما تاتي طبقة المسحوقين - من امثال خادمكم - الذين لا يُقصدون من قبل احد الا امم امثالهم او يجري التعارف من خلال حادث اصطدام يتألق فيه الكذب المموسق . هذا يقول له كتاباتك روعة ، وذاك يرد عليه بان تعليقاته المهنية اصبحت مصدر الهام لمقالاته . اقول قولي هذا لان هذه الصورة ترتسم في مخيلتي منذ ان وقعت في حبائل الفيسبوك كالموقوذة او ما اكل السبع ... يا الهي كيف سيتعامل معي اولئك الشباب العراقيون الذين كانوا يتفاخرون بالغيرة التي خصهم الله بها من دون العالمين !!! بكل سذاجة علقت قائلا بان العراقي عموما غيور ، وغيور جدا لكن حاشا لله ان ينزل الغيرة في اطار حدود جغرافية بلد واحد فقط فالغيرة موجودة في كل زمان ومكان ، و هذا اجحاف لا يليق بطه ياسين رمضان "ابو الطوط سابقا" فكيف يليق برب العزة وعدالته المعهودة بالتوزيع . ما تشوف عينك الا النور ... (الگاي يضرب والرايح يضرب والعيال تعمل حاگات ورايه وتگري )... والحمد لله انه كان اشتباكا مفسبكا ، والا فاني كنت الان في عالم لا يتاح لي فيه استخدام اي عضو من اعضاء جسدي بكفاءة ... خسائري المنظورة في تلك الخناءة حامية الوطيس "لا ادري ماهو الوطيس " كانت تلقي سباب مقذع تحمل ابي المرحوم جزءا كبيرا منه عني ، الى جانب فقدان ثلاثة اصدقاء الكترونيين ، غير ماسوف عليهم ، بتهمة التحامل على الغيرة العراقية النازلة خصيصا من السماء . مطلع هذا العام اكتشف شحاذ اسود "هوملس" في واشنطن دي سي "العاصمة" وهو يجرد محتويات كده اليومي خاتما نسويا يتلألأ في منتصف اناء العمل فاحتمل ان يكون شيئا ثمينا ، ترك صاحبنا مصدر قوته وتوجه الى صحيفة الـ "واشنطن بوست" القريبة نسبيا داعيا نشر الحادث كخبر وليس اعلانا لانه لا يقوى على دفع الثمن في هذه الصحيفة العريقة التي اودع الخاتم لديها . ماهي الا ايام حتى تطل سيدة على جانب من الاناقة والبذخ وهي تطالب بالخاتم بكل لهفة بعد ان قدمت اوصافه بدقة ، لانه بالاضافة الى ثمنه الغالي فهو - حسب زعمها - توارثته من كذا جد او جدة الى اربعمئة سنة ماضية فاصبح جزءا من ماضيها وحاضرها . وفي تتمة الخبر ان صاحبتنا صاحبة الحظ العظيم توجهت الى "مكتب" الهوملس الدائم العضوية ومنحته تعويضا وفق البند السابع يقال انه اغناه عن مهنته المدرة الى حين . منتخب شباب العراق انهى البطولة العالمية قبل ايام بانجاز نادر وكان من الممكن ان يكون "اندر" لو انهم استقاموا على الطريقة دقائق اخرى في مباراة الاورغواي المصيرية ... المهم ، لعلك لا تجد في تعليقات جماعتنا على اداء لاعبينا سوى انهم يلعبون بغيرة بطمغتها العراقية "تريد مارك" . طبعا لا يفوت هؤلاء ان يستشهدوا بعلي عدنان والحارس محمد حميد المضحيين اللذين كان واحدهما "يلعب و ايده عله جرحه" ، وهو امر فعلا يستحق الاشادة لان الاصابة كانت غائرة . لكن وجه الغرابة هنا ان امثال هذه الاصابات بل وامر منها وانكى يحدث بكثرة للاعبين اجانب "غيره سزية" وهم يرفضون الاخلاء ، ولنا عام ٦٦ اسوة حسنة في قيصر المانيا فرانس بكنباور كسير الكتف الذي رفض الاخلاء وواصل اللعب برباط قيد نصف جسمه الاعلى . لكن مشكلة القيصر الوحيدة انه مسكين الماني ولم يكن ضمن كتيبة "اسود الرافدين" لنلصق عليه ستيكر الغيرة الخالصة . والامثلة على ذلك لا تحصر ولا تقصر في تاريخ الكرة . نحن نمارس العنصرية التي حذر منها القران الكريم ومحمد العظيم "ص" في كل فقرة من فقرات حياته المعطاء ، في كل فقرة من فقرات حياتنا . لكن حب الوطن والمواطنين احيانا يعمي ويصم ، فيوقعنا هذا الحب في ما لو وقع فيه الاخرون لقطعنا ارجلهم وايديهم من خلاف . والذين اتيحت لهم فرصة التغرب اقرب الى فهمي من الاخرين لان كل واحد من المتغربين واجه قصة واحدة مماثلة على الاقل في منفاه.. الاصلاح يبدأ من هنا ، فلا تستهينوا بما عندنا فهو كبير الا على النائمين . ( تجنبوا اللايك فهو من مبطلات الصوم حسب فتواي التي الزم بها من يقلدني و من لا يقلدني - طاب صومكم وتبارك رمضاكم - اذا اعجبك المقال فاشرك به من تحب، وان لم يعجبك فاستغفر لي فذلك اقرب للتقوى).
مقالات اخرى للكاتب