يبدو ان النحس او اللعنة مازالا يطاردان منصب نائب رئيس الجمهورية او من يتبوء هذا المكان , فالتاريخ أعاد نفسه وبقوة هذه المرة كما يقال والصور والاحداث تجتر حالها واحداثها , فبالامس وليس ببعيدغادرت وبطريقة مفاجاة طائرة نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي من مطار بغداد هرباً الى اربيل بسبب الملاحقات والاوامر القضائية التي صدرت بحقه من قبل القضاء العراقي بتهم الارهاب واعترافات الحمايات ومنتسبي مكتبه التي قيل عنها اغتيالات وتصفيات وتفجيرات فاستطاع ان ينفد بجلده الى الاقليم .
اليوم ذات السيناريو يتكرر مع نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي مع فارق كبير فبعد كان هو من يطارد اصبح مطارداً وطريداً ومطلوباً , فقد اختلفت وسائل الاعلام في طريقة تسويق الخبر الى الشارع العراقي فمنها من قال ان طهران بعثت دعوة رسمية نائب رئيس الجمهورية لحضور مؤتمر اهل البيت المقام هناك , ومنها من قالت قد هرب الى طهران في ظروف غامضة ومفاجأة لانه المطلوب رقم واحد للجماهير المتظاهرة والغاضبة .
لكن خروج السيد المالكي في هذا التوقيت اثار والهب الشارع العراقي ومواقع التواصل الاجتماعي وطالبوا العبادي ببيان حقيقة هروب المالكي وكيفية خروجه اذا كان من الاسماء المطلوبة على الاقل للتحقيق معهم بقضايا كثيرة ؟ .
الكثير من المراقبين يتسائلون لماذا المالكي دون غيره من نواب رئيس الجمهورية تمت دعوته الى المؤتمر ولماذا ايران بالذات هل هي محض صدفة ليس الا ؟ ولماذا الدعوة جاءت في هذا التوقيت الذي خرجت الجماهير تطالب بإعدامه ؟ وما حقيقة الغاء منصب نواب رئيس الجمهورية ولماذا لم يفعل القرار اذا كان العبادي جاداً في قراره ؟ ام ان خروج السيد المالكي هو تحدي للجميع في عدم قدرة احد على منعه من الخروج في اي وقت يشاء ويختار ؟
ولكن سبحان مغير الاحوال وكما تدين تدان , والايام نداولها بين الناس , فمن الهاشمي الى المالكي التأريخ لا يقبل الا ان يذكر اهل الالباب ان لا ظلم يدوم ولا كرسي يرفع شأن صاحبه بقدر ما يذله , فيبدو ان لعنة نائب رئيس المجمهورية ستكون حاضرة في كل وقت , وان الهاشمي والمالكي سيكونان ضيفين دائمين في احلام من يفكر بهذا الكرسي المنحوس .
اللهم لا تجعلنا من الشامتين .
مقالات اخرى للكاتب