قبل يومين، زجت تركيا 600 مقاتل، من حدودها الى سوريا، مدعية بوقاحة، أنهم معارضة سورية، قادمين لمقاتلة نظام بشار الاسد،... نشك بأنهم معارضة؛ إذ ربما يكونون مرتزقة، أو إرهابيين إستأجرهم أردوغان لتدمير سوريا، لكن ألا يعد ذلك تدخلا في الشأن الخاص لسوريا وخرقا للشرعية الدولية، المكفولة من الامم المتحدة، بموجب قانونها "الكوزموبليتاني - الدولي".
إنه مساس تركي صريح بالشرعية الدولية لسوريا، كدولة مستقلة، عضو كامل الاهلية في الامم المتحدة، وهو بالتالي نفاذ غير شرعي، الى شأن سوري داخلي؟
اين الاسرة الدولية والامم المتحدة، من إقحام تركيا نفسها في قضية بين الحكومة السورية وشعبها.. متطفلة على كيان منتظم، مؤكدا من ذا الذي يضمن ان هؤلاء المتسللين ليسوا أرهابيين من تركيا لتدمير سوريا!؟
طيب الجامعة العربية.. "أشو لا حس ولا نفس؟".
هذا الاجراء التركي، حلقة في سلسلة رعاية تركيا للارهاب، في المنطقة، بل ونشرها "داعش" في العالم قاطبة، الامر الذي يضعها تحت المحاسبة، بإعتبارها جزءا من خراب العالم وليس المنطقة فقط.
من أعطى تركيا، حق الوصاية على سوريا.. بشعبها وحكومتها وارضها الملتبسة التي تعاني واقعا مريرا، يفترض بالمحيط الدولي من حولها، ان يمد يد العون، لإنتشالها من القتال الدائر على ارضها.. يأكل الأخضر واليابس.
عقب الانقلاب العسكري الفاشل، الذي أحبط في تركيا، منذ اسابيع، علق اردوغان بأن قوى دولية في المنطقة، وراء الانقلاب، متذمرا وشاكيا ومحتجا ومداعيا بضرورة احترام الخصوصية الداخلية بين الحكومة وشعبها، في اي بلد!
إذن ما تطالب به لنفسك، توقع نقيضه بالاخرين!؟ أيصح هذا؟ وانت مرفوض من جيش تركيا وشعبها المتوجس خيفة من إنتمائك للاخوان، راعيا مصالحهم المتجسدة في إغتصاب "داعش" لاراضٍ عراقية وسورية وليبية، واردوغان يوظف الاقتصاد والدبلوماسية التركية لخدمة تنظيم "الاخوان المسلمون" العالمي، وهو يتمظهر بمرة بالقاعدة وحاليا بـ "داعش".
فحين يقول اردوغان.. مستفزا: "دول في المنطقة، تآمرت على تركيا، بتاليب الانقلاب ومحاولة مساعدة الانقلابيين" ناسيا انه لا يكتفي بمحاولة مساعدة "داعش" في العراق وسوريا وليبيا، إنما هو داعم صريح، وضع مقدرات جيشه بخدمة "داعش" حد إحتلال اراضٍ عراقية محاددة لما تغتصبه داعش؛ بغية ان تتخذ ملاذا آمنا له عند هزيمته التي باتت وشيكة.. إن شاء الله على يد الحشد الشعبي والجيش والشرطة والعشائر والمتطوعين.
هل باتت تركيا وصية على سوريا وعموم المنطقة؟ بتواطئ من الامم المتحدة، التي لا تشهر كارت "الشرعية الدولية" الاصفر و"رعاية الارهاب" الاحمر، وهما كرتان جاهزان لديها إزاء أية دولة أخرى، تفعل نصف فعلة تركيا تلك.. لكن في الموقف من تصرف تركيا هذا فـ "عين الرضا عن كل عيب كليلة" لا ترى تجاوز اردوغان ولا رعايته للاراهاب ولا ادخاله القتلة الى سوريا والعراق وليبيا ولا... ولا...
ما يجعلنا نتساءل عن وجود تركيا الزائل.. فمن لا ماضي له لا مستقبل له.. إنها كيان هجين، نشأ في غفلة من الزمن، قادما من مجاهل آسيا الوسطى.. بلا حضارة ولا تقاليد، وحل في هذه الارض اليونانية عنوة.. إنهم أحفاد همجية جنكيزخان وهولاكو.. دمروا الحضارة اليونانية وجعلوا قبرص تتشظى، ونشروا الخراب في كل الدول التي إستعبدوها بتخلفهم، من اليونان الى جزيرة العرب وفلسطين ومصر مرورا بلبنان والادن وسوريا والعراق، على مدى 400 سنة، ما زلنا نعاني جراءها من التخلف العثماني!
لذا تركيا دولة زائلة، لم يتبلور وجودها حتى الان، بل كل ما فيها ينبئ بالزوال، كأنها لم تكن على وجه الارض؛ لأنهم سينتهون بالعودة الى أواسط آسيا، التي قدموا منها، همجا من جديد، وهذا هو السر "السوسيولوجي – الاجتماعي" الذي يجعل اردوغان مهووسا بتدمير الدول من حوله؛ إنه يسعى لإلغاء تاريخ الآخرين؛ كي يشفي شعوره بالقطيعة مع الجذور التي تجعله محترما بنظر نفسه.. إنه لا يحترم ذاته المنقطعة.. من دون أصل.. لذا يبعث بالارهابيين لدول الجوار.. وأكبر ضحاياه سوريا والعراق.
مقالات اخرى للكاتب