تنبهت متأخرا الى حقيقة دامغة لا تقبل القسمة على اثنين "المطبلون للباطل أخطر من الباطل ..ذاته !!"
يحترق قلبك ألما على 30 طفلا من الأطفال الخدج ممن ماتوا حرقا بفعل فاعل داخل ردهة النسائية في مستشفى اليرموك وما أدراك ما مستشفى اليرموك تشبه نظيراتها النعمان والكندي والكرامة ومدينة الطب والكرخ والكاظمية والصدر وبقية المستشفيات - طبق الأصل - والتي تحتاج بدورها الى علاج ، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود ، وتدعو بكل قوة الى محاسبة المقصرين والكشف عن ملابسات الحريق وأسبابه التي علقت على شماعة - تماس كهربائي كالمعتاد اسوة بحرائق الطوابق المخصصة للعقود والوثائق في مؤسسات الدولة وحرائق الأسواق الكبيرة وحرائق السايلوات وآبار النفط وانابيبه - فيخرج عليك احدهم متطوعا وبكل بلاهة قائلا : ( يا أخي هو مو صوج ادارة المستشفى ، صوج ابو وامه للطفل الرضيع المتفحم ، يعني مالكوا غير مستشفى اليرموك وهي مقبرة الأحياء في الصيف والخريف وطوفان المرضى في الربيع وفي الشتاء ينجبون بها ..واللي ما يعرف تدابيره - شنو مصيره ؟!!" شنو يابه جناب العلامة الفهامة ، انته وتراكسودك شبه البيجاما ؟ .
يعتصر صدرك كمدا على شباب عراقيين غرقوا مع عوائلهم وسط البحر خلال رحلة اللجوء القاسية هربا ويأسا من تحسن الأوضاع في العراق وبحثا عن فرصة ثانية للعيش الكريم - على وفق نظرتهم المتواضعة وقد يكونوا محقين في ذلك وقد لا يكونوا - فيخرج عليك أحدهم وبكل بلادة " يستاهل هذي حوبة امه اللي تركها في العراق تدعي عليه اولا ولأنه لم يركب في قارب مأمون بدلا من المطاطي الذي يفتقر الى شروط السلامة ثانيا ..أأأأ مم مداك تظل بخيل ؟؟ دصرف شوية ..لعب جيبك ...المن ضامنهن ، بخت النامين للضحى !!!" اذكروا محاسن موتاكم يابلداء .
تريد ان تتصدق على بائس فقير وعددهم 10 ملايين في العراق يعيشون تحت خط الفقر قال فيه الشاعر قديما :
يمشي الفقيرُ و كلُّ شيءٍ ضدّهُ ...و الناس تغلق دونه أبوابَها
وتراه مبغوضًا و ليس بمذنبٍ ... و يرى العداوةَ لا يرى أسبابها
فيباشرك المدافع عن الباطل على طول الخط طواعية من غير أجرة ولا أجر ولا تكليف ولا تشريف ولا كتاب شكر او تقدير او مكافئة او علاوة او ترفيع او حوافز من قبله وبكل صفاقة " اخوية اني اريد مصلحتك ..تره ماكو واحد يموت اليوم من الجوع وماكو واحد مقطوع من شجرة واكيد ، اكيييييد اذا دورت زين راح تكتشف هذا الفقير الذي تريد التصدق عليه غير محتاج للمال وعنده راتب تقاعدي وان احد ابنائه في الخارج وبناته متزوجات وامورهن احوال ، هاي اذا ما طلعت عنده عماره وبيت وسيارة وطلع يوميه مسافر الى دبي وبيروت بالطيارة ...احفظ ما في الجيب يأتيك ما في الغيب ...ممكن فد 25 الف دينار سلفة ، اسبوع الجاي ارجعهن !!!" .
يجمع الخيرون الفرش والأغطية والمواد التموينية الجافة والأدوية والوقود السائل بغية ارسالها الى اقرب مخيم للنازحين في الفيافي والقفار وعددهم فاق الـ 3 ملايين حتى الان فيخرج عليهم - المدافع عن الباطل مجانا ومن غير تكليف طواعية - " اكلكم تره البارحة جمعولهم خوش فلوس ولمولهم خوش غراض وما أظنهم محتاجين بعد ، لوتشوفولكم عوائل تعبانه داخل المدن افضل من النازحين حاليا ..اي اني دانصحكم ..ليش بعيدن دكولون ماكلنه !!" ولو ذهبوا الى العوائل التي اشار اليها لظهر لهم مجددا : " اكلكم لو تروحون للعمرة مو افضل " ، ولو ارادوا العمرة " هسه مال عمره ، العالم ميته جوع حرام عليكم " ، ولو عادوا الى الجياع ، " اظن الصيام عن الطعام والشراب انفع طبيا وآجر دينيا " ...وقس على ذلك ماشئت من عقبات كؤود ومطبات اصطناعية وحواجز كونكريتية وكلاب بوليسية واسلاك شائكة ، يضعها مناصرو الظلم والظالمين والفساد والإفساد طواعية ومن غير تكليف ، امام الخيرين حتى يثنونهم عن قول الحق وفعله ونصرته صباح مساء ..صيف شتاء ، لوجود خلل نفسي واجتماعي وثقافي واخلاقي ومادي ومعنوي وديني عام وخاص فيهم وفي عموم المجتمع العراقي بحاجة الى " علي وردي " جديد للغوص في اعماقه وتفسير كنهه وسبر اغواره لأن الوضع العراقي اصبح سيئا للغاية بوجودهم ، علما ان الفاسدين والمفسدين والمرتشين والمزورين والمهربين والسارقين والمختلسين والمرابين والمقامرين وقطاع الطرق - متونسين عليهم حيل وكلش - على محاماة ودفاع عنهم وعن جرائمهم النكراء- بلوشي - ومن دون مقابل لامادي ولا معنوي ..اكو احلى منه!!"
# المدافعون _عن _الباطل_ آفة _الآفات
#المخذلون _ البلداء _أس _البلاء
#المتطوعون _لنصرة _ الظلم _اشد _ظلما
#الموئيسون _اخطر _من _الظالمين
اودعناكم اغاتي
مقالات اخرى للكاتب