يبدأ عام دراسى جديد ، فأتذكر أيام البداية لأعوام دراسية جديدة و عديدة مرت عليّ عندما كنت طالباً فى الصفوف الدراسية المختلفة ، تلك التى بدأت بالمدرسة الابتدائية فى قريتنا وصولا الى كلية الهندسة ، كان اليوم الأول دائما هو أكثر الأيام حماسة وتخطيطاً للمذاكرة و إستعراضاً للملابس الجديدة .. خاصة فى مدارس لا تلتزم بالزى المدرسى مطلقاً ، لكن سرعان ما تذهب تلك الخطط ادراج الرياح آخذةً معها الحماسة ، ولا تترك سوى الملابس الجديدة التى سرعان ما تتحول بدورها ــ وبفعل عوامل الدراسة ـ الى قديمة وباهتة ومعتادة !
قد يكون من غير الانصاف أن نكرر أحاديثاً لم تنقطع ــ وأظن أنها لن تنقطع ــ عن مشاكل العملية التعليمية التى تؤرقنا منذ ان علمنا بشئ اسمه التعليم ، فمنذ عهد الرواد الاوائل الذين اتوا بعلوم اوربا وطرق التدريس الحديثة و النظم الحديثة للمدارس والجامعات ، ونحن نبحث عن حلول وأساليب للمعالجة ، وكأن المشكلات أبداً لا ترحل ، وأننا إعتدنا عليها بالشكل الذى جعلنا نعتبرها جزء أصيل من التعليم! ، بهد أن كنا نحن رواد العلوم فى عصورنا الذهبية من ماضينا العتيق.
فى عام 1869م ، لم يكن العالم يعرف نظام المدارس الحالى ، فلم تكن هناك جداول للحصص أو تقسيم معين للوقت الدراسى ، ولم تكن المناهج تكتظ بهذا الحشو الذى نراه اليوم و الطلاب مجبرون على دراسته بالكامل ، و يعتبر وليام فوستر نائب رئيس مجلس العموم البريطاني هو اول من ادخل النمط القائم ألان ، و سعى فى إجبار المواطنين بالقانون على ارسال اولادهم الى المدارس ومن يمتنع يتعرض للعقوبة.
صحيح ان فوستر كان له الفضل فى إلغاء التمييز الطائفى فى مدارس بلاده و إصلاحات اخرى كثيرة فى النظام التعليمى هناك ، لكن مع مرور الزمن إكتشف الغرب ان الطريقة المثلى للتعليم هى التى كانت موجودة فى السابق ، تعلم ما شئت كيفما شئت وفى المجال الذى يلبى طموحاتك وقدراتك ، و فى تصورى أن هذا النمط التعليمي هو وحده القادر على إنتشالنا من مما نحن عليه ألان ، وقد يحفز من يتركون مقاعد الدراسة أن يستمروا أطول طالما وجدوا أنهم قادرين على دراسة ما يودون فعلا دراسته.
مقالات اخرى للكاتب