هل يمكن أن يكون الاقتتال أو الاغتيالات مثلاً جزءاً من المصلحة الوطنية؟ هل الفوضى وعدم وجود دولة جزء مكمل لهذه المصلحة، وهل الوضع المتدهور اقتصاديا مصلحة وطنية ؟, وهل زيادة البطالة والفقر والجوع مصلحة وطنية ؟, وهل تفجير أنابيب الغاز وقطع التيار الكهربائي مصلحة وطنية ؟,وهل الانفصال مصلحة وطنية ؟, وهل تنطوي العملية التفاوضية على سبيل المثال أيضاً على مصلحة وطنية؟ ناهيك عن كونها عليا، وهل بقاء الحال كما هو عليه مصلحة وطنية ؟ ,وهل تنطوي حتى على أية مصلحة وطنية بالسياق التي هي عليه وبالواقع الذي يتم فرضه على الأرض وعلى أنغامها وبالصورة المشوهة التي تعكسها عن واقع الساحة السياسية؟
يجب أن تعلو المصلحة الوطنية فوق كل الطموحات الشخصية والجمعية والفئوية، والحزبية ويجب أن نجعلها مصلحة عليا فوق كل المصالح والاعتبارات الأخرى، ويجب أن ينطلق هذا الموقف باتجاه الفعل الصحيح وفق حسابات دقيقة بعيدًا عن مستنقع المنافع والأحقاد والرواسب الدنيئة والحسابات الذاتية والطموحات والمصالح الذاتية ، لأنها مواقف مرفوضة بكل المعاير الدينية والأخلاقية والوطنية.
إن محاولة إغفال المصلحة الوطنية العليا يفقد الشخصية صفة الوطنية ويغمسها في المصالح الأنانية الضيقة، إن على الجميع ترتيب الأولويات بما يضمن المصلحة الوطنية العليا ومستقبل الأجيال القادمة، وحفظاً لمصلحة الأمة وتقديساً للوحدة وللتراب ورفض كل المحاولات السلطوية للبعض لتقليص الفرص أمام فرض الوطنية والانتماء وفق ممارسات وأفعال وخطب بعيدة عن الذكاء والحكمة وبعد النظر. والرؤيا المستقبلية لهذا الوطن التي فيه مستقبلنا ومستقبل أبنائنا.
إنني أشعر بتأنيب الضمير حين أسمع من أن البعض قد اخترق جدار المصلحة الوطنية العليا ، وأخذ يمارس الوصاية والتسلط، وينتهك حرمة اللحمة و الواحدة العظيمة، ويفضل مصلحته أو مصلحة حزبه أو يشيع الأخبار الكاذبة ويسرد القصص الوهمية والحكايا ويتحدث بلا وعي ولا إدراك ولا مخيلة، وبتجرد المسئولية والحنكة والعقل.
لقد مللنا من التصريحات النارية والخطب الرنانة والتشدق الضيق الأعمى والشك اللامحدود التي لم تؤدي كلها إلا إلى الاحتقان والتوتر والتفرقة والعنصرية بعيداً عن الحس الوطني والتطلع الحقيقي للنماء والتطور والمواكبة في كل المجالات .
إن على الجميع أن يترجموا عملياً إيمانهم العميق بالعمل لصالح الوطن وليس لصالح الكتل والجهات والتجمعات و الأحزاب وإنما مصلحة مشتركة هي العراق الذي يجمعنا أرضا وسما وشعباً واحد.
إن محاولة سرقة الوطنية أو تغيير مفاهيمها وانتمائها من لدن البعض وبطرق ملتوية ومختلفة تشوبها العتمة ويلونها الرماد يوفر الإحساس بالمرارة، وينذر بأخطار رهيبة لم تكن في الحسبان ولا ضمن الأجندة.وستكون عواقبها وخيمة على هذا الوطن انه لا يحتمل المزيد فقد أنهك لفترات طويلة أما آن الأوان أن يعيش ويستقر وينعم بكل ما تنعم به باقي الدول من امن وأمان واستقرار ورخاء ونماء.
إنها مفارقة كبرى يندى لها الجبين وتميل عندها كفة العدل والإنصاف، ناهيك عما تتركه من أثر سلبي في وجدان الناس. خاصة وان العراق يمر بمرحلة دقيقة وحساسة يتطلب وقفة قيادية ووطنية متمثة بالسيد عمار الحكيم تقطع دابر المصالح الشخصية المتبلورة في الشيخ احمد السليطي , حتى يكون هناك حدا لهذة الانانية التسلطية وليعلم الجميع.
مقالات اخرى للكاتب