جرت قبل ايام احتفالية في نقابة المحامين العراقيين التي احتفلت فيها اسرة المحامين العراقيين بذكرى تائسيسها الثالثة والثمانين إذ تاسست في تاريخ 1933/8/24 وكان نقيبها الاول المحامي ناجي السويدي لتبدأ رحلة ومسيرة المحامين الظافرة .وبحضور لافت للاحتفالية التي اقامتها النقابة وبرعاية نقيب المحامين محمد الفيصل و اعضاء مجلس النقابة وبحضور رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود وبعض نواب مجلس النواب يتقدمهم النائب عمار الشبلي والنائب طلال الزوبعي مستذكرين ولادة وليد اعطى عبر تاريخه الذي امتد اكثر من ثلاثة وثمانين عاما الكثير من الانجازات التي طرزت ثوبها البهي ليكون بهذا الثوب الق وبهاء وتاريخ ما كان يكون لولا ما اتسم به من نقاء وتجرد ودفاع عن الحقيقة والعدالة والقانون ورفع مظلومة مظلوم او ارجاع حق ضائع فكانت مداد اقلام المحامين ارجوزة تبقى صداها على مر الزمان لذلك فان الاسرة القانونية تزهو بالقها وفرسانها في سوح القضاء عبر ثلاثة وثمانين عاما شهدت هذه الساحة المعطاء الاف بل ملايين وقفات للمحامين النجباء في مرافعات شهدت فروسيتهم للدفاع عن الحق والعداله التي دافع عنهما الرعيل الاول والذين ارسوا أسس الحق عبر التضحية والسهر للدفاع عن مظلومية انسان او ارجاع حق انتزع بظلم او مكر او دهاء فانبرت نفوسهم الابية لترسيخ القانون ونشره في المجتمع. انه يوم تاريخي في سفر تاريخ العراق لتنطلق شمعة مضيئة في عام 1933 ولتترسخ قيم الحق التى اعتلت ناصية المجد و نتذكر كثيرا منهم الذين اقسموا على انفسهم ان يقفوا مع المظلومين والفقراء والذين انقطعت عنهم السبل ليجدوا رجالا نجباء اوفياء لقسمهم الذين اقسموا فيه ان يحافظوا على شرف المهنة وان يكونوا أمناء مخلصين وان يكونوا مع العدل والحق والفقراء والمظلومين. ان هذه الذكرى تستلزم من كل الجهات الرسمية سواء في السلطات التنفيذية والتشريعة والقضائية ان يقفوا مع المحامين في حياتهم القضائية والاجتماعية والاقتصادية. وان لا يكونوا حجر عثرة امام تحقيق رسالتهم في انصاف المظلوم والوقوف ضد الظالم وعلى جميع المحامين ان يضعوا امام اعينهم كلمة امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (كن للظالم خصما وللمظلوم عونا) وان مسيرة المحامين ظافرة وملهمة في تاريخها . وان هذا اليوم البهيج يعطي دلالات عميقة لسفر خالد في تاريخ عريق كان فيها المحامي مضحيا كريما عزيزا بل احيانا من يصرف الكثير من وقته . ان نقابة المحامين في هذا اليوم تؤكد انها فوق المحاصصة والتوافق الذي يضر بمصالح الشعب وانها ترفض الطائفية بكل عناوينها التي تسترت باغطية واهية كانت القوى الاستكبارية والاقليمية تغذي هذا السرطان الذي يجب استاصاله من الجسد الذي لازلنا نحبه ونعمل بكل جهد ليرجع معافى بجهود كل الخيرين واقصد عراقنا العزيز. ان مهمة المحامين ليست سهلة في خضم هذه التداعيات المؤلمة التي واجهت العراق منذ عرف اعدائه انه يشكل رقما صعبا في الساحة السياسية والاقليمية لانه يحمل تاريخ حضارة ارست القوانين عبر تاريخ عريق وما مسلة حمورابي والالواح الاثنى عشر الا دليل على ذلك . وان المحامين العراقيين هم الظهير القوي المجاهد لفضح كل بؤر الفساد في كل ميادين الدولة اذ ان مهمة المحامين ليست مجالها القانون وان احتل الجزء الاكبر من نشاطها الا انها تعد نفسها المدافع الاول عن مظلومية الشعب العراقي. وان هذا السفر الخالد في تاريخ المحامين يشكل عطاءً ثرا غنيا ومن حقنا أن نتباهي به لانه سطر باحرف من نور يضيء درب مسيرتنا القانونية في سوح القضاء وحتى السياسة فعبر مجالها تجد مئات المحامين اعتلوا ميادينها ، ولكننا بهذه المناسبة نؤشر على ملاحظة مهمة ، اكاد افهم ان مهنة المحاماة مهنة حرة سامية مستقلة تتولى الدفاع عن الحقوق والذودعن الحريات وتشارك السلطة القضائية في تحقيق العدالة، وتمارس دورها في حماية حقوق الإنسان وتأمين سيادة القانون كما افهم ان نقابة المحامين منظمة مهنية تضم جميع المحامين في العراق لحماية شرف وكرامة المهنة وهيمنة روح التضامن وطابع التطوير والعمل الجماعي وتكوين الثقة والإحترام فيما بين المحامين، وتشرف على عمل المحامين بما يساعدها على أداء واجباته المهنية بحرية ونزاهة وفقاً لمصالح موكله في حدود معايير وآداب المهنة دون ضغط أو تخويف أو إعاقة أو مضايقة أو تدخَّل غير لائق أو عدم أحترام، كما يتوجب على المحامي الالتزام بآداب المهنة وتقاليدها الراسخة والمبادئ الخاصة التي تضمنتها الدساتير والمواثيق والقرارات الدولية واجب مقدس على كل المحامين ،وان تكون علاقة المحامي مع موكّليه مبنية على الصدق والثقة والالتزام والاحترام المتبادل والصراحة وأن يلتزم المحامي مع موكليه ببذل عناية وليس بتحقيق غاية،ولكنـنا ماذا نقول لبعض ممارسي مهنة المحاماة والطارئين عليها في زمن الاحتلال الذين وجدوا في هذه المهنة (ارتزاقا) فلا يحددون اتعابهم بل يشترون ما متنازع عليه بأبخس ثمن دون مراعاة للضمير واخلاقيات المهنة، ونكروا ماورد في ابجديات لوائح (كنوز المحاماة) الشهيرة التي وضعها برلمان بأريس سنة 1344حول اخلاقيات المهنة وادابها- اننا ندعو نقابة المحامين وفروعها في المحافظات ان تراقب بكثب وحيادية عمل المحامين ، وتجري لهم تقييما دوريا وسنويا بدلا من تجديد الاشتراك والهوية ، وان تحفظ قدسية هذه المهنة الشريفة وان تراقب الطارئين على هذه المهنة حتى لو كانوا من حملة شهادة القانون الاهلية والمسائية ، وكفانا (ارتزاقا) للمهنة ، وكفانا تلاعبا بمواد القانون بما يحقق المصالح الشخصيةوابتزازالأخرين لذا فالرسول صلى الله عليه وسلم قال إنما أنا بشر أقضى بما تقدمونه إلى، وقد يكون بعضكم ألحن من البعض الآخر، فمن قُضي له بغير حقه، فكأنما قُضي له بقطعة من نار. ولنقف طويلا امام قول رسولنا الكريم (إنما أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إذا سَرَقَ فيم الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وإذا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عليه الْحَدَّ وأيم اللَّهِ لو أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا) وخفافيش الليل ومصاصي الدماء يتنقلون بحرية لهذا الهدف اوذاك، انهاوالله علامات الساعة ، وخيرنا من يتعض بقراءة القرأن واحاديث رسولنا الكريم ، وقارون وفرعون تحت التراب أفلا نتعظ؟!، وخيرنا من نفع الناس وصان حرماتهم ،انها دروس وحكم القرأن وسنن رسولنا الاعظم ، فاتعضوا يا أولى الآلباب،وسلوانا ان تشفى كل جراحات العراق بالمحبة والتعاون وهدوء البال-
مقالات اخرى للكاتب