الفساد بكل انواعه هو الحاضنة للارهاب ودمار العراق , المفخخات تعبر جميع الحواجز ومراكز التفتيش بكل سهولة بالرغم من الالغام التي تحملها معها منطلقة الى اهدافها ان كانت مدارس اطفال , اسواق مزدحمة , مستشفيات وكل مراكز التجمعات البشرية , العصابات تهاجم السجون حتى بالمدافع وتقتل الحراس الابرياء وتطلق سراح المجرمين الملطخة اياديهم بدماء الشعب العراقي البريئة ليس في بغداد فقط بل كل المحافظات العراقية بلا استثناء ( عدا كردستان العراق ) وفي مثل هذه الحالة لماذا لا تفكر الحكومة المركزية من الاستفادة من خبرات الاقليم الذي ينعم بالامان بنسبة 99% .تبادل الخبرات يجري بين الدول المختلفة فلماذا لا يجري في نفس البلد ؟ اليس الاقليم جزءا من العراق ؟ لقد فتحت الهاوية ذراعيها مهللة باحتضان العراق الذي يلفظ انفاسه الاخيرة , يقتل ابناءه يوميا , تنهب ثرواته علنا يوميا ,يهجر ابناءه يوميا , تكمم افواه ابنائه , يقتل الصحفي في وضح النهار , يهان الصحفي في وضح النهار , تغلق فضائياته المهتمة بامور الشعب الحياتية اليومية لا لذنب جنته سوى الاصطفاف الى جانب مصلحة الشعب الوطنية , لقد امتلأت البلاد برامبو وامثاله قصتهم هي نفسها وفي جميع الاحوال , عصابة تقوم بعملية نهب تسير الامور مؤقتا الى ان تدب الخلافات بين افراد العصابة فيزاح الستار عن جزء من العملية فاذا كانت المعركة بين حيتان كبيرة فيتم اغلاق الملف وتسوية الموضوع بالقيام بعملية توزيع الربح الحرام بنسب اخرى تتناسب مع موازين القوى الجديدة وقوة الجبهات التي جاءت نتيجة الصراع الاولي وعلى حساب من ؟ طبعا على حساب الشعب العراقي الذي يئن تحت وطأة الجهل والفقر والمرض والذي يسكن بيوتا من الصرائف والصفيح , يمتصه بائع الدواء باعطائه دواء فاقد صلاحية الاستعمال , وما اكثر البسطات التي تبيع الادوية في الشوارع ؟ عمليات التهجير الطائفي مستمرة ونتيجة لذلك ارتفاع اسعار العقار في المناطق المزدحمة بالمهجرين , اما الفيضانات وما سببته الامطار من ضحايا في الارواح والاموال فحدث عنها بلا حرج , عن اي موضوع نتكلم ؟ الخدمات ؟ الكهرباء والمياه الصالحة للشرب ؟ عن ارتفاع نسبة امراض المجاري البولية التي يسببها الماء الملوث ,ارتفاع نسبة الاصابات بالامراض السرطانية وخاصة في البصرة وميسان والفلوجة,هل نتكلم عن الانتاج الزراعي ؟ نظرة واحدة الى الاسواق لا نرى من الانتاج الزراعي العراقي الا ما ندر , الفواكه والخضروات مستوردة من ايران وتركيا على الاغلب , اما النفط فتقوم العصابات بفتح ثقوب في البايب لاين وتصطف الشاحنات لتحمل النفط لتهريبه الى دول الجوار , وبهذه المناسبة نرجع الى اهمية تدريب قوى الامن لحماية ثروات البلاد وبالدرجة الرئيسية حماية ارواح المواطنين .ان ما ذكرته لا يمثل سوى النزر اليسير مما يعانيه الشعب العراقي من مئاسي تنذر بالخراب التام لا يمكن معالجتها سوى ان يحزم الشعب أمره ويحذو حذو الشعوب التي ناضلت فنالت كالشعب المصري الذي لم يكتف بثورة يناير بل عدل مسيرتها ونزل بكل قوته الى الشارع ولا ننسى بان هناك الكثير من القوى التي تنتظر الاشارة لتشارك في هذه الاعراس الوطنية والشعب العراقي يملك تاريخا حافلا بالنضالات والنجاحات ولا يقل عن الشعب المصري جرأة وتضحية للدفاع عن الكرامة الوطنية والحياة الحرة الكريمة التي طال انتظارنا لها .سوف يرجع العراق بلد الانبياء والعلماء الى ماكان عليه لا توقفه العمليات الارهابية ولا القوى الرجعية سوف يعود الاطباء الذين يحتلون مكان الصدارة في بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية سوف يعود المهندسون الذين يقودون العلوم الهندسية في العالم الى العراق ليبنوا الوطن مع باقي الكفاءات التي لا تعد ولا تحصى سوف يمتليئ الرافدين بالمياه لسقي الاراضي العطشى وتنمو اشجار الفواكه والخضروات سوف يبقى العلم وتبنى المدارس النموذجية ويتم الغاء المدارس الطينية والصرائف والى غد سعيد ومستقبل افضل سر في طريقك ايها الشعب المقدام .
مقالات اخرى للكاتب