لقد تباينت ردود الفعل تجاه الادارة الذاتية التي اعلنت عنها القيادة الكردية في شمال شرقي سوريا / غرب كوردستان، والتي اعلن عنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي : أكبر الأحزاب الكردية المسيطرة على الوضع الداخلي بالمناطق الكردية، حيث جاء تأسيس هذه الادارة الذاتية من أجل الإشراف على شؤون المواطنين وإدارة حياتهم وحمايتهم من المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيمات "القاعدة" المتمثلة في دولة العراق والشام الاسلامية وجبهة النصرة وغيرهما.
وكما هو معلن عنه، ان حزب الاتحاد الديمقراطي بقيادة المناضل صالح مسلم كان قد شكّل قوات عسكرية تحت اسم لجان الحماية الشعبية أخذت على عاتقها محاربة القوى الإسلامية المتطرفة (داعش وأخواتها) ، وفي نفس الوقت العمل على تنظيم الوضع الأمني الداخلي في المناطق الكردية.
رغم هذه الخطوات التنظيمية التي تهدف الى بث الحياة في المنطقة والمحافظة على البنية التحتية والحد من حالات القتل والتدمير والتشريد التي تتعرض لها بقية المناطق السورية ألا ان ردود الفعل من أطراف عدة لم تكن مبررة أو مفهومة وخاصة تلك التي صدرت ومازالت تصدر من أطراف كردية..!
فقد يبدو الحال مفهوما بالنسبة الى فصائل ما يسمى الائتلاف السوري (الكارتوني) المعارض الذي اتسم موقفه بالطعن المسبق بهذه الخطوة، خاصة حينما وصف الائتلاف المعارض (الادارة الذاتية) بانها «تنظيم معادي للثورة السورية» .. اضافة الى اوصاف اخرى للتقليل من شأن هذا الحزب المناضل الذي اسس هذه الادارة... ولا غرابة من ذلك، فالأمر لم يعد خافيا على جميع المراقبين في العالم من أن الائتلاف السوري (الكارتوني) المعارض قد بات مكروها في الارض وفي السماء، فما الائتلاف سوى افراد يمثلون انفسهم ومصالحهم ، اتكاليون يريدون من اوربا واسطنبول والسعودية وقطر ايصالهم الى دفة الحكم بالتدخل العسكري الأجنبي الذي أصبح مرفوضا من كل دول العالم. هذا الائتلاف الذي لم يستطع كسب اعتراف به حتى من قبل المعارضة الداخلية في سوريا.
وبالنتيجة، فان موقف الائتلاف السوري من حزب الاتحاد الديمقراطي ليس مستغربا ولكن المستغرب هو الانقسام الكردي- الكردي تجاه الادارة الذاتية المستحدثة فقد لاقت وللأسف استهجانا وتهجما على حزب الاتحاد الديمقراطي من قبل قادة كردستان العراق، الى الدرجة التي اتهمها البعض علنا وخاصة رئيس الاقليم بأن ما يفعله الحزب في غرب كردستان/ شمال شرقي سوريا " ليست ثورة".. وبأن حراكهم يجري بالتنسيق مع القيادة السورية ولا يعدو عن كونه "سعي للتفرد بالسلطة" في المناطق الكردية داخل سوريا.
في الحقيقة ان هذا الكلام الصادر من اقليم كردستان العراق يحمل في طيّاته نبرة مجاملة واضحة للجانب التركي وعلى حساب الاخوة المناضلين في غرب كردستان، بل لايختلف اثنان بأن مثل هذا الوصف يصب بالنتيجة في مصلحة اعداء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي : أي ضد مصلحة الـ كوردايه تى الحقيقية ، لا لشئ سوى ان هذا الحزب كان وما زال رافضا للهيمنة التركية على قراراته السياسية ولأنه انبرى ببسالة ومنذ البداية الى اليوم للتنظيمات الارهابية وقد تجسد ذلك في ضبطهم الحدود والسيطرة على المعابر، وبالتالي فقد منعوا تدفق الارهابيين من الشيشان وافغانستان وليبيا عن طريق تركيا الى سوريا.. وقد قدم هذا الحزب تضحيات كبيرة في مواجهته التنظيمات الارهابية.. ولأن الحزب يسعى وكما صرّح احد قادته مؤخرا الى اعتماد السُبل الديمقراطية لتشكيل أول حكومة محلية تدير شؤون مناطقهم من خلال انتخابات حرة تضم كافة التنظيمات الكردية (النظيفة) وبالاعتماد على الامكانات الذاتية بعيدا عن هيمنة اي طرف خارجي حتى وان كان الطرف (كوردستانيا)، في تأكيد منهم على استقلالية قرارهم السياسي وارادتهم الحرة في رسم مستقبلهم بما يجنبهم الاصطفافات الاقليمية والتصادم المستقبلي مع الدولة السورية.
فلا شك أن البقاء للأصلح، وان الهزيمة والزوال هي نصيب الارهاب والانظمة التي ترفد الارهاب بأسباب الحياة ، فالمسؤولية التاريخية تقع بكاملها على عاتق الدول الممولة والداعمة لهم ماليا ولوجستيا والمزودة لهم بالاسلحة المدمرة. فمهما تعالت لهجة العداء وتُهم التخوين ضد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فإننا واثقون من أنه على الطريق الصحيح طالما ان الحزب وقيادته لم ينخرطوا في الاجندات الاقليمية المشبوهة التي لم ينتج عنها سوى الدمار والخراب والقتل المبرمج ضد المدنيين.
ختاماً.... ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ففي هذه الايام التي تعيش بها الامة الاسلامية مأساة الطف التي استشهد بها سيد الشهداء الامام الحسين (ع) .. كان اسم سيد الشهداء يرعب الارهابيين ويقض مضاجعهم.. فقد نقلت (السي أن أن) الاخبارية خبرا، اشارت فيه الى ان الارهابيين وصلوا مرحلة من التخبط بدءوا معها في ذبح بعضهم البعض.. حيث تم ذبح احد افراد حركة “أحرار الشام” ويُدعى “محمد مروش” حينما أصيب أثناء القتال وكان يردد تحت تأثير المخدر (البنج) ما كان يسمعه من المقاتلين الذين كان يحاربهم، شعارات (يا حسين ، يا حسين) وهو في حالة اللاشعور ، فظن عناصر تنظيم “الدولة” أنه شيعي عراقي، فقطعوا رأسه وجالوا به في أنحاء حلب ليتبين فيما بعد انه ارهابي مثلهم..
فلم عن (سي ان ان) يوضح دور تركيا في دعم الارهاب.. وكيف يحتشد جهاديو العالم في تركيا قبل التوجه الى سوريا
http://arabic.cnn.com/video/#/video/middle_east/2013/11/04/syria.borders.jihadist.cnn
ظنا منهم بأنه شيعي عراقي : "الدولة الإسلامية" بسوريا "تذبح" أحد مقاتليها بالخطأ
http://arabic.cnn.com/2013/syria.2011/11/15/al_qaeda_linked_rebels_mistakenly_behad_fellow_fighter_rebel_group_says/index.html