ا شيء يقحمني في دوامة الرعب اليوم مثل اخبار اشهار مسيحيين او ملحدين اسلامهم على الملأ في اوروبا أو الغرب عموما . ومن أسف اقول ان السذج البسطاء يتناقلون هذه الاخبار و وصلات الفديو بابتهاج وكانهم يشهدون حفلات عرس امهاتهم . شخصيا اعتبر دخول اي من هؤلاء في الدين فاجعة بحق الاسلام وتهديدا حقيقيا للصوت المعتدل الذي يكاد يختفي - ان لم يكن اختفى فعلا - خلف قعقعة الذبح و جعجعة الخطف و لعلعة التشريد التي اصبحت بفضل هؤلاء ماركة اسلامية مسجلة . قبل عقد ونصف وصلتني رسالة الكترونية ، كانت عرضا من السفارة السعودية في واشنطن تزف لي بشرى حصولي على هدية لا تقدر بثمن هي نسخة مطبوعة حديثا من القران الكريم بخط الفنان السوري الكبير عثمان طه (امد الله في عمره الشريف) . كدت اطير فرحا لاني كنت حديث العهد بولاية نيوجرزي ومكتبتي جرداء حتى من دليل الهواتف . لبّيتُ الطلب على الفور ، ارسلت عنواني البريدي وما هو الا أسبوع او نحو من ذلك ، حتى جاءني طرد عليه علم "لا اله الا الله محمد رسول الله " توقعت لضخامته ان فيه قرانا كتبه صحابة الرسول على جلد شاة قبل ١٤ قرنا . القران المهجور شغل حيزا ضئيلا من الطرد البريدي الانيق ، فيما توزع الفراغ على كتب بطباعة فاخرة واوراق باذخة تسوق لأفكار الارذلَين الضالَين المضلَين ابن تيمية و حفيده ابن عبد الوهاب . تصفحت على مضض تلك المجموعة المفخخة فوجدت ان اهونها شرا على عقل الانسان ، كراس بئيس يكفر حتى زوجك التي تشاطرك الحياة في بيتك . كان حقا طردا ملغما كالسيارات التي تعصف بالعراقيين صباح مساء منذ عشر سنوات . لم اتردد في دسه الى سلة المهملات الخاصة بالاوراق ليؤخذ صبيحة الاربعاء الى الجحيم مع المزابل الاخرى . جوبهت بمعارضة شديدة من وزيرة الداخلية في بادىء الامر !!! كون الكتب تحتوي على اسماء مقدسة واحاديث شريفة ، لكن تلك المعارضة خفتت مع اول صيحة فتحولت الى موالاة . هذا حدث معي شخصيا ، ترى كم تنفق مملكة الاسرة الحاكمة يوميا من اموال الجياع على تعبئة عقول البشر لتمدد رقعة ثقافة الموت والتكفير والقتل والذبح التي بشر بها ابن تيمية وخلفاؤه البارّون ؟ استطيع ان اتفهم ترويج بعض المنتفعين لاخبار دخول مشركين اوروبيين الاسلام ، وتبادلهم التهاني بهذا المنجز التاريخي ، ما لا استطيع فهمه حقا ان تنطلي هذه الخدعة الرقطاء على ذوي ضحايا الارهاب السعودي وخاصة العراقيين المذبوحين من الوريد الى الوريد في كل يوم . احد هؤلاء السذج - وما اكثرهم بين ظهرانينا - ارسل لي مقطع فديو مملا تظهر فيه عصابة من رعب اللحى العاجة بالقمل وهي تستقبل داخلين في دين الله افواجا !! وطلب مني ان استغفره واسبح بحمده ثم اضغط على آفة اللايك وطاعون الشير لايصال المقطع الى جميع الاصدقاء الالكترونيين . اقسم واجزم ان بقاء هؤلاء ، على كفرهم والحادهم ، اخف وطأة على الاسلام والمسلمين من انضمامهم لعصابات التكفير والذبح . فهم في الاساس ليسوا ضارينا بشيء ، لهم دينهم ولنا دين . في المانيا أزمة حقيقية تنذر بكارثة تتصاعد وتيرتها يوميا مع تضخم اعداد هؤلاء الذين استغلوا ثغرات قانونية وتسامح الحكومات وتسامح الشعوب ، لتتضخم احجامهم كالسرطان . وفي عاصمة الضباب لندن اتاحت حرية التفكير و الراي لهذه العصابات التمدد على حساب كل مؤمن مسالم فتضاعفت اعدادها كالجراد المنتشر . ولا تختلف فرنسا وخاصة عاصمتها باريس عن البلدين السابقين ، و الحصيلة اليوم ان صوت الاعتدال اختفى تماما و انحدرت سمعة الاسلام الى الحضيض بفضل كراسات التضليل ووعاظ السلاطين وترويج البسطاء . اقل ما يمكن فعله على صفحات التواصل الاجتماعي وهو أضعف الايمان ، عدم تسويق هذه المقاطع الملعونة سواء بحسن نية او سوئها . انه سرطان فتاك ينتشر في رئاتنا فلماذا نساهم في توسيع رقعته ليلتهم القلب والاذن والحنجرة فنتحول بعد ذلك الى جثة هامدة يسخر منها المنتفعون باموال النفط . من ظن ان الله سيحاسب العبد يوم القيامة عما يعلم فقط ، فانه واهم تماما . فالعبد مسؤول ايضا عن كل فرصة فرط فيها في التعلم ، لان الزمن هدية نفيسة من هدايا الله للبشر ان لم تكن اعظم هداياه على الاطلاق ، ومن احتقر قيمة هذه الهدية لا يقل ذنبا عمن فرط بالفرائض . و لا عذر لجاهل بعد اليوم ، فقد اسفر الصبح لذي عينين
مقالات اخرى للكاتب