يتمتع العراق بثروات نفطية وموارد طبيعية كثيرة ومتنوعة تسد أغلب حاجات المجتمع العراقي وتضمن له العيش الرغيد وهذا بالمقابل يحتاج إلى توفر فرص عمل لكل أفراد الشعب على مختلف مستوياتهم واختصاصاتهم لكي نضمن لهم المساواة والعدالة على ربوع أرض الوطن و الارتقاء بالمسؤولية ومؤخرا وبعد الحصار الاقتصادي عام 1991 انتشرت ظاهرة التسول بشكل كبير ويثير المخاوف ظهور أعداد كبيرة من طبقات المجتمع التي تعاني الفقر والجوع. وعندما تسلط النظام البائد على رقاب العراقيين عند خوضه حروباً عدة مع دول الجوار التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء الوطن وخلف وراءه أعداداً كبيرة من أسر الشهداء والأرامل والأيتام وكبار السن الذين أصبحوا لا مأوى لهم ولا كفيل يساعدهم على مقارعة الحياة والعيش بسلام وآمان ، أصبحت تلك العوائل فقيرة ومحتاجة إلى رعاية واهتمام مما أضطر بعض تلك الأسر إلى الاستجداء في الطرق والأسواق والأماكن العامة. وأخذت ظاهرة التسول تنتشر بشكل كبير بعد عام 2003 في الأسواق والأماكن العامة والتقاطعات وحتى طرق الأبواب في الإحياء السكنية والكنائس والمساجد وبأسلوب وطرق متنوعة ومختلفة يستغلها صاحب الحاجة من اجل إقناع المواطن لكي يرأف به فيعطيه المال مع إستخدام عبارات مثل (من مال الله) و(حسنة قليلة تدفع بلاوي كثيرة) و(بثواب الإمام…… صدقة) وغيرها. تلك الظاهرة الخطرة التي أصبحت علامة فارقة تضع في الشارع العراقي أكثر من علامة استفهام يجب أن نقف عندها ونعالجها قبل فوات الأوان وقبل أن تشمل فئات اكبر في المجتمع وتجعلهم يتسولون وعرضة لكثير من حالات الاستغلال النفسي والجسدي من جانب أصحاب النفوس الضعيفة باستخدامهم في إعمال تضر بالمواطن والدولة .فلهذا يجب العمل بكل جد ومثابرة ودقة وتحمل المسؤولية من أجل الحل الأمثل والصحيح في القضاء بشكل تام ونهائي على ظاهرة التسول والنتيجة التي تعول عليها من خلال القضاء على البطالة وذلك بتوفير فرص عمل لكل طبقات المجتمع من خلال العمل الدؤوب والمتواصل على أعادة تأهيل الصناعات والمنشآت الحيوية وكذلك العمل على الاهتمام ورعاية اسر الشهداء والأيتام والأرامل من خلال توفير فرص عمل لهم في دوائر ومؤسسات الدولة أو العمل على منحهم مخصصات ورواتب يستطيعون من خلالها كفالة ورعاية أبنائهم والاستمرار بالحياة، والعمل على رعاية كبار السن من خلال تسهيل أمورهم في شبكة الرعاية الاجتماعية وإعطائهم حقوقهم. وبهذا نكون قد قضينا على ظاهرة التسول ومشاكلها ونضمن العيش بسلام وأمان لجميع طبقات المجتمع العراقي بعيداً عن شبح الخوف والجوع والفقر والنقص والحرمان.
مقالات اخرى للكاتب