مر تنظيم داعش بمراحل دموية اثناء تأسيسه و كانت السعودية طرف رئيسي لبلورة ايديولوجيته السياسية والتنظيمية باعتباره نموذجاً مشابهاً للفكر الديني للمذهب الوهابي الذي تتبناه السعودية فكراً وعقيدةً وممارسة ، وروجت لهذا التنظيم بانخراط اعداد كبيرة من الشباب المسلم وتشكيل تنظيمات متعددة لمقاتلة الجيش السوري ، وعملت الدوائر المخابراتية الامريكية والسعودية بتقديم الدعم المالي والعسكري ، فضلاً عن صقل شخصية الشباب المنتمي وغسل عقولهم بالعودة الى السلفية المتجذرة وتم اقناع تنظيم القاعدة بقبول هذه التشكيل الجديد لان اهدافه هي نفسها التي اعلنها تنظيم القاعدة لاسقاط النظام السوري . واضحى التشدد ركناً اساسياً في حياتهم وتوافدت عناصره من دول عديدة وكانوا يتمتعون بحصانات من الدول المتواجدين فيها بالتنسيق مع المخابرات الامريكية . وبالتالي باتت داعش تتكاثر وتتناسل بشكل مجاميع وتسيطر على اراضي سورية وتعلن ان الساحتين العراقية والسورية واحدة لتنفيذ العمليات . واصبحت الشعارات الاسلامية هي القاسم المشترك لاستقطاب الشباب المسلم واتخذ من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة نهجاً له في تحقيق اهدافه مما شكل تراجعاً في اشاعة قيم الفضيلة والزهد والتسامح . فيما وسع من خطط القتل والتشدد وعدم الاعتراف بالاخر الا من يسير على نهجه. وحدث تطوراً نوعياً في ادارة عملياته في العراق بالرغم من رفض تنظيم القاعدة لهذا التشكيل الوليد بالرغم من اتخاذهم (العمل الجهادي) اسلوباً لامتدادهم وتوسعهم . ولكن الانشقاق المعلن لرئيسه (ابو بكر البغدادي ) عن تنظيم القاعدة واستئثاره بالقيادة والاموال جعل التنظيم في حفيظة من امره . امام هذه التطورات رفض قائد التنظيم ( الظواهري ) هذا الانشقاق والتمرد وفك ارتباط العراق عن الشام وبقاء ما يسمى بدولة ( العراق الاسلامية ) لان العراق بالنسبة للتنظيم قاعدة محورية في المنطقة . اليوم بعد ان زج داعش نفسه في داخل مدن الانباروحكم على عناصره بالموت لا سيما بعد توافد اعداد كبيرة من بلدان عربية لنجدته وفك حصار القوات العراقية عليه في الفلوجة والرمادي مما ينذر بانهاء داعش وهروب بعض عناصره الى سورية مرة اخرى لاعادة تنظيمه فاما بحله او اندماجه مع تنظيمات اسلامية اخرى . لذا اعتقد ان التشظي الحاصل جراء فقدان العديد من رموزه وتبوأ قادة كانوا يصنفون من الرعيل الثاني ولديهم طموحات صادرها ابوبكر البغدادي قائد دولة داعش باعتباره المسبب الرئيسي في هلاك عناصره في مستنقع الفلوجة . السؤال المطروح هل ان الانقسام الحاصل ومقتل العديد من عناصره سيضعف التنظيم ام سيوسع عملياته ويعمل بالنظام اللامركزي ويعيد ارتباطه بتنظيم القاعدة ويغير الموقف لصالحه .
مقالات اخرى للكاتب