كل يوم يسقط المزيد من الشهداء بين القوات المسلحة العراقية، الجيش والشرطة، على أيدي قوى الإرهاب الدموي، وكل يوم يسقط المزيد من الناس الأبرياء على أيدي قوى الإرهاب والمليشيات الطائفية المسلحة، وكل يوم يتم اغتيال الكثير من الناس من مختلف الديانات والمذاهب. بالأمس قُتلت مجموعة من الجنود والشرطة، واليوم قتل 16 من أفراد القوات المسلحة أيضاً، وبالأمس أصدر "اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر" بياناً أعلن فيه عن استشهاد الشاب الصائغ سمير سامي ياسين الخميسي الذي اغتالته قوى الإرهاب الدموي في عقر داره في حي الزيونة ببغداد. وكما يرى الجميع فأن البلاد مفتوحة على مصراعيها أمام قوى الإرهاب تفعل فيه ما تشاء وكما تشاء ومتى تشاء، ووهكذا تشير الإحصاءات الرسمية إلى إن عدد الشهداء تجاوز ما بلغه في أعوام 2006-2008. ليس هناك من إنسان عراقي، امرأة كانت أم رجلاً، بمنأى عن قوى الإرهاب والمليشيات الطائفية المسلحة، سواء أكانت شيعية أم سنية، في ما عدا الفئة الحاكمة المحصنة في حي الخضراء.
لا شك في أن الشعب سيعاقب هذه القوى الإرهابية والتكفيرية الشرسة، وكذلك المليشيات الطائفية العدوانية المسلحة، سواء أكانت من عصائب الحق، أم من أتباع هيئة علماء المسلمين السنة أم من غيرهما ممن يتمتعون بحصانات وحمايات وقدرات إضافية تساعدهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.
ولكني على قناعة وثقة تامتين، إذ أرى المستقبل بوضوح كبير، بأن هذا الشعب المستباح حالياً والموجوع بسياسات طائفية خرقاء ومقيتة تتسبب بمزيد من الموت لأبناء وبنات الشعب وبمزيد من الخراب والدمار بالبلاد، سيحاسب حكام العراق حساباً عسيراً وسنجدهم يقفون في قفص الاتهام على السياسات المناهضة لمصالح الشعب التي مارسوها وعلى الشهداء الذين سقطوا بسبب تلك السياسات وعلى الخراب الاقتصادي والحرمان وعلى غياب التنمية وعلى الموارد المالية الهائلة المتأتية من اقتصاد النفط الخام والتي تذهب هباءً وبعيداً عن مصالح الشعب. لا يحتاج الإنسان أن يكون راسخاً في العلم ليتيقن من هذا الإجراء القادم سيحصل لا محالة، فالشعب يمهل ولا يهمل, وسيحصد الحكام عاقبة افعالهم.
الحاكم المستبد بأمره يخرج على الشعب كل أسبوع مرة واحدة، دع عنك تصريحاته ولقاءاته الأخرى المرهقة لأبناء وبنات الشعب، ليعلن للشعب بما قام به ونفذه خلال أسبوع! ومن يتابع هذه اللقاءات الأسبوعي يستغرب من هذه الشخصية المأساوية والهزلية التي توعد ولا تنفذ والخواء الحقيقي في هذه اللقاءات الأسبوعية والفاقة الفكرية التي تتميز بها. فهو يهدد ويتوعد، وإذا القتلى هم من أبناء الشعب في بغداد وفي مناطق أخرى من العراق وعلى أيدي قوى الإرهاب التي يتهددها دوماً أو من المجرمين من أتباع عصائب الحق الذين يرتبطون بألف صلة وصلة بقوى حاكمة متنفذة بالبلاد، وهي ذراع لدولة جارة هي إيران كان ينبغي أن تقطع منذ فترة طويلة. إن العراق بحاجة إلى كتاب ساخرين ليكتبوا بسخريتهم اللاذعة عن الحاكم بأمره، عن الزمن الرديء الذي أوصل هؤلاء الناس إلى دست الحكم، إلى وصولهم في غفلة من الزمن وبسبب الغيبوبة التي ما يزال الشعب يعاني منها حالياً.
ليس أمامنا إلا أن نقدم التعازي لذوي الشهداء والذكر الطيب لهم، كما لعائلة الشهيد سمير الخميسي.
إن إرادة التغيير تتطلب المشاركة في الانتخابات العامة القادمة ومنح الناس الطيبين الغيورين على مصالح الشعب والوطن أصواتهم لقائمة التحالف المدني الديمقراطي وبرنامجها الذي يفتح الطرق على وضع آخر غير الوضع المأساوي الذي يعيش الشعب تحت وطأته منذ أكثر من عقد من السنين، دع عنك العقود التي سبقت إسقاط الدكتاتورية البعثية الصدامية الغاشمة.
مقالات اخرى للكاتب