الاستاذ الفاضل رئيس جمهورية العراق المحترم , انت الان تمثل البلاد رسميا ودستوريا وقانونيا ولا تمثل حزب او قومية او جهة سياسية, وانتمائك القومي والديني والحزبي لايعني شئ طالما قبلت بمحض ارادتك ان تتصدى لموقع المسؤولية وتمثل العراقيين بجميع طوائفهم, في ظل الظروف المعقدة والمتشابكة التي يمر بها العراق, اي انك العراق بوجهه وصفته الرسمية والدستورية , امام الله اولا وامام الشعب والعالم ثانيا..وللمنصب مهام وواجبات كما لايخفى على جنابكم الكريم, كما وله امتيازات وحقوق لااعتقد بانك تخليت عنها   فنحن ياسيدي نعاقر الحزن منذ نعومة اظفارنا وادمنا البكاء منذ سقطت رؤوسنا على تراب هذا الوطن الحزين واغانينا حزينة واشعارنا حزينة, وليالينا حزينة, فذكرى الاحبة لاتاتي الا في ليالي السمر ,نحن نخاف حتى الضحك ياسيدي , لاننا لم نعتد عليه ومازالت المصائب تترى علينا كالمطر في ليل عاصف فمن حرب السبعينات مروراً بحرب ايران ثم الكويت والحصار والموت البطيئ لا طفالنا ثم الاحتلال وانتهاءاً بالارهاب البعثي الضارب منذ سقوط ربهم الاعلى لايروم المغادرة او الكف عن القتل والذبح والتنكيل بلا رحمة, فتصور مقدار الغصة التي تخنقنا والالم الذي يحيط بنا والنقمة التي تكتض بها صدورنا من هذا الارث الثقيل والتاريخ الطويل المتخم بالموت والالم   انا باسمي كمواطن عراقي خرج من بيئة مترعة بالقهر والحزن والنحيب وباسم كل المحرومين والمظلومين وذوي الضحايا نناشدك ان تنصفنا وان تخاف الله فينا وان تحكم بالعدل, فارواح الضحايا مازالت تحوم فوق رؤوسنا مطالبة بالثأر من قاتليها , صدقني ياسيدي لو صدقت رواية المسعودي حول الطائرالذي يخرج من رأس القتيل ينعق حتى يؤخذ بثأره, لمتلأت سماء العراق باصوات تصم الاذان وتحجب نور الشمس عنا   انا لا استعطفك ياسيدي حتى تنفذ عدالة السماء بحق المجرمين والقتلة, بل اسالك العدل وتطبيق شريعة الله قبل فوات الاوان واناشدك القصاص العادل من قتلة ابنائنا, فالدماء تغلي في العروق واهالي الضحايا مازالوا ينتظرون كلمة الحق والعدل لا اكثر ولا اقل, ومازالوا يعولون على كلمة القضاء الفاصلة في الامر   فان كان هناك قانون يحكم الجميع ويطبق على الصغير والكبير والغني والفقير والمسوؤل والمواطن البسيط, سيكون بهذا عزاء كبيراً للمظلومين وضماداً لجراحهم وهذا مانحلم به في عراق لاتفريق ولا تفاضل بين ابناءه من اي طائفة او قومية, اما ان بقيتم تماطلون بالمصادقة على المراسيم الجمهورية الخاصة بالمجرمين والمحكومين بالاعدام من قبل القضاء العراقي , بحجة واخرى كما فعل صاحبك من قبل, فثورة المقهورين على الابواب وانت تعرف اكثرمني معنى هذا, فان تماهلتم بافراط واسأتم لمشاعرهم بسوء التصرف فربما ستكون ردة الفعل اكثر تفريطاً واشد جزعاً وحينها سوف لاتنفع كل الحلول وسيركل العقل والمنطق في اقرب مزبلة في العراق " وذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين " والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته