الهجرة الى بلدان العالم من المواضيع التي شغلت ولازالت وسائل الاعلام وصفحات برامج التواصل الاجتماعي وكثير من الشباب، ويرى متابعون ان هذه الهجرة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، ويقدر عدد اللاجئين ببعضة الاف واعدادهم في تزايد مستمر، والسؤال الذي نحاول الاجابة عليه ما الذي يدفع كل هؤلاء الناس للمجازفة بحياتهم وحياة ذويهم للهجرة (سواء كانت شرعية ام لا) خارج بلدانهم، في الحقيقة هنالك عدة عوامل رئيسية عسى ان اوفق في طرحها وتبيانها وفيما يلي اهمها :
١_ العامل الاقتصادي : منذ القدم كان لهذا العامل التاثير البالغ في حركة السكان وتكوين الحضارات، وعند استعراضنا للتاريخ نجد ان حركة الانسان كانت بسببه، ناخذ مثلا تكوين اقدم الحضارات في وادي الرافدين والنيل كان لوجود موارد طبيعية غنية على ضفاف الانهر مما جعل الانسان يقوم بهجرة جماعية لها وامتهن الزراعة وعندها قامت اولى الحضارات.
لازلال هذا العامل المهم يلعب دورا محوريا بالحياة عموما وبالهجرة خصوصا وذلك باتاحته لفرص عمل واستثمار طاقات الشباب، والتي للاسف قد تكون طي النسيان في بلدانهم، وقد يكون هذا العامل مهم لقبول العمالة الوافدة لما فيه من رخص اليد العاملة ومهارتها، خصوصا لما تملكه بعض تلك العقول من ابداع وفي مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والسياسية وحتى الرياضية وهي في بلدانها قد لم يتم الاتفات لها.
٢_العامل السياسي : من العوامل المهمة وهذا العامل رئيسي في الهجرة ، ليس في الوقت الحاضر فقط بل حتى في العقود والقرون الماضية ،فكثير من المناضلين من اجل عقائدهم قد يجبروا على ترك اوطانهم بسبب الخوف على حياتهم وعوائلهم ،لعدم توفر بيئة تنسجم مع ما يصبون اليه من حريات عقائدية اوفكرية اوسياسية ،ولاحاجة لنا في الاستطراد فالشواهد كثيرة ومافترة حكم النظام البائد وماصاحبه من تهجير الا احد تلك الشواهد في التاريخ المعاصر.
٣_العامل الاجتماعي : عامل مهم اخر للهجرة فعند اختلاف القيم والعادات وعدم ملائمة البيئة المحيطة للانسان على الرغم من انها البيت الاول الذي تربى ونشا فيه ، مع هذا قد يجد ان هذه البيئة غير ملائمة لتوجهاته وما تصبوا اليه نفسه ، وايضا قد تشكل خطرا على حياته في حال خالف المعتقد السائد سواء كان من ناحية الاعراف والتقاليد او الدين والمعتقد ومثال ذلك هجرة الايزيدين والمسيح من العراق.
بعدما ذكرناه من العوامل والتي نعتقد انها اساسية في الهجرة، نود ان لا نغفل عن تاثير الدعاية في تصوير بلاد الغرب وكانها جنة الاحلام وملاذ الحالمين،وهذا ما كرسته الدعاية بكل اشكالها وخصوصا سيل الافلام اللامحدود التي صورت المثالية في بلدان المهجر.
كذلك لا نغفل عن العقل الجمعي الذي يسود تفكير بعض الشباب في هذه الايام، متمثلا بالدعوة الى الهجرة للاسباب الواردة انفا.
لذا نعتقد لايجاد الحلول الناجحة والناجعة، لابد من دراسة تلك العوامل التي مر ذكرها، لتوفير بيئة اجتماعية متسامحة منفتحة على الاخر، تحترم الاراء بمختلف توجهاتها، كذلك توفير فرص عمل لمختلف شرائح المجتمع، واعطاء دور اكبر للشباب الواعي في جميع المجالات والمستويات سواء اكانت السياسية منها او حتى الاجتماعية، وحقيقة نحن بحاجة الى دماء جديدة مبادرة تعيد الحياة وتؤثر في الواقع، فالشباب عنصر التغيير والتطوير.
مقالات اخرى للكاتب