الانتخابات جزء من العملية الديمقراطية ، لكنها ليست الديمقراطية برمتها ، لان الديمقراطية هي سلوك وتربية وثقافة وإيمان مطلق بثوابت أساسية من أهمها التجرد من الأنانية وحب الخير واحترام الآخر وحب الوطن واحترام حرية الرأي والتعبير والمعتقد وهي الحرية المنشودة للإنسان وبناء دولة المؤسسات ذات الأسس القوية التي يعتمد عليها في تسيير دفة الحكم وهنا أريد أن استشهد بقول الرئيس اوباما في وصف انتخابات محمد مرسي الرئيس المصري المخلوع ( الرئيس محمد مرسي أُنتُخِبَ ديمقراطيا , لكنه لم يحكم بطريقة ديمقراطية ) هذا ما قاله الرئيس أوباما في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة , يوم الثلاثاء 24\9\2013. وفيه إشارة إلى المعنى الحقيقي للديمقراطية.التي هي ليست انتخابات وحسب , وإنما آليات حكم ونظام حياة. فلا تعني صيغة أو ممارسة الانتخاب بأن الحكم سيكون ديمقراطيَ الطباع والسلوك.لأن المحك الحقيقي والاختبار الأساسي هو في إقامة نظام الحكم الديمقراطي.وهذا معناه أن الذين يتم انتخابهم يتحملون مسؤولية كبيرة , فليس الانتخاب امتيازا لشخص ما , وإنما هو اختيارنوعي تترتب عليه واجبات ومسئوليات جسيمة , وأي مقصرفيها يجب أن يُحاسب وينال جزاءه.فالشخص المُنتَخَب , تكون مسؤوليته أكبر وعقابه أشد إذا لم يقُمْ بواجباته , لأنه أخلّ بإرادة جماهيره , وخان ثقة شعبه , وتنصل عن التزام التعبير عن منطلقات وأهداف الذين انتخبوه.فالذي يحسب أن عليه , التصرف كما يحلو لرغباته وحاجاته , لا يمكن أن يوصف بالديمقراطي.ووفقا لهذا علينا أن نراجع أنفسنا ونتعلم الأصول الديمقراطية في السلوك والتفاعل والحكم.وما يجري في مجتمعاتنا التي تحسب الديمقراطية إنتخابا وحسب , وحققت حكم الفئة والحزب والفرد , وتناست أن الحكم يجب أن يكون مرتكزا على ثوابت ومعايير , وآليات تفاني ونكران ذات وتأكيد على قيمة الوطن والإنسان أولا.إن ما يجري عندنا يعادي الديمقراطية , ويعيد تصنيع مفاهيم وآليات الحكم الفردي والاستبدادي المقنع بها.فتراهم يحاججونك على أنهم قد جاؤوا إلى الحكم عبر صناديق الانتخاب , وليس عن طريق الانقلاب , لكنهم يتجاهلون , بأنهم قد إنقلبوا على الديمقراطية , وهذا الانقلاب أشد تدميرا للوطن والإنسان من أي انقلاب آخر.وعندما حصل هذا السلوك في مصر , نهض الشعب لمواجهته وسعى لاسترداد الديمقراطية اللائقة به أما في المجتمعات الأخرى , فأن هناك عوامل عديدة من أهمها اعتقاد بعض الذين وصلوا الى قبة البرلمان أنهم أحرار بتصرفاتهم وإنهم مادامت لديهم الحصانة الدبلوماسية أو البرلمانية فهم ينفذون رغباتهم وان كانت ضد إرادة الوطن وهذا ما لمسناه من سلوك شائن يندى له جبين الإنسانية من تصرف بعض نوابنا من أشنعها خيانة الوطن والاصطفاف مع اعدائه كما فعل العيساوي والعلواني والجنابي وآخرين ، وهنا يصح قول اوباما في وصف محمد مرسي ..
مقالات اخرى للكاتب