شهدت الرسائل الجامعية في عهد المقبور صدام حسين تدنيا وتهافتا ملحوظا من خلال تقديم مائتي رسالة ماجستير ودكتوراه عن فكر القائد الضرورة ؟ واليوم ومنذ 2003 والى ألآن تشهد الرسائل الجدامعية نفس ما تعرضت له حقبة الثمانينات والتسعينات من تهافت وأبتذال لاسيما في مستوى الرسائل ذات الطابع السياسي التي أصبح يشرف عليها من هب ودب شأنها شأن الدراسات القرأنية التي تحولت حكرا على من حصل على الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية نتيجة قلة أو عدم وجود المختصين بالدراسات القرأنية لآن النظام المقبور عمل تصحرا في هذا المجال نتيجة الحرب الشعواء التي شنت على الدين وحملته ؟ وبألامس شاهدنا الفضائية العراقية تعرض مشاهد من مناقشة رسالة ماجسنير عن الفكر السياسي للسيد محمد بحر العلوم , وسمعنا أحد أعضاء اللجنة المناقشة وهو أختصاص لغة عربية يقول : كنا نحتاج الى دراسة نقدية لفكر محمد بحر العلوم , مما يعني أن دراسة الطالب عصام مجيد كانت دراسة غير نقدية , وربما أستعراضية وأشادة بفكر لم يكن صاحبه معروفا به في المجال الفكري السياسي كصاحب أطروحة متميزة في الثقافة السياسية . والسيد محمد بحر العلوم شارك في مؤتمر صلاح الدين عام 1993 بأوامر أمريكة , ويومها تأسس ما يسمى بحزب المؤتمر الوطني برئاسة المرحوم أحمد الجلبي , وتناوب على الظهور في ذلك المؤتمر كل من مسعود البرزاني ومحمد بحر العلوم وأحمد الجلبي , ومثلما لم يكن أحمد الجلبي سياسيا ولكن ألآقدار جعلت ألآمريكيين يزجونه في العمل السياسي بعد أن أغلق بنك مبكو في البقاع اللبناني وبنك البتراء في ألآردن وأوقفت أرصدة عائلة أل الجلبي في سويسرا وأشترط ألآمريكيون لرفع التجميد عن أرصدة أل الجلبي أن يعمل معهم الدكتور المرحوم أحمد الجلبي وهو أختصاص بالرياضيات فوافق وهكذا تأسس حزب المؤتمر الوطني أمريكيا وبدأت أمريكا تدفع 360 ألف دولار شهريا لحزب أحمد الجلبي , ومثلما حدث لآحمد الجلبي حدث لمحمد بحر العلوم الذي دفعه ألآضطهاد الشيعي من قبل صدام حسين الى مغادرة العراق وألآقامة في لندن , ورغم وجود أحزاب أسلامية مثل حزب الدعوة قبل أن يدب الفساد فيه ومثل المجلس ألآعلى الذي تأسس أيرانيا , ألآ أن محمد بحر العلوم مال للجانب الغربي ولا سيما ألآمريكي ودخل مجلس الحكم بناء على تلك العلاقة وكان بول بريمر الحاكم المدني للآحتلال ألآمريكي في العراق يتقرب ويقرب المعممين الشيعة ليس حبا بهم ولكن مقتضى السياسة ألآمريكية على قاعدة فرق تسد هي السائدة أبان أحتلال العراق , ومحمد بحر العلوم أستغل وجوده في مجلس الحكم فأصر على تعيين ولده أبراهيم بحر العلوم وزيرا , وهذا التصرف يعكس السعي الشخصي للآمتيازات دون ألآهتمام الوطني بالشعب ثم أصدر صحيفة يومية لم يعرف عنها الوزن السياسي أو الثقل الثقافي وحتى وفاته رحمه الله لم يعرف عنه مواقفا متميزة بالفكر السياسي والخصب الثقافي ومؤلفاته كانت مجرد كتابة خطابية خالية من المضمون الفكري ولا أدري ماذا كتب صاحب رسالة الماجستير عن رأي بول بريمر بأعضاء مجلس الحكم ومنهم محمد بحر العلوم الذين وصفهم بريمر وصفا يندى له الجبين وقال أن أسرع قرار أتخذوه هو التوقيع على رواتبهم ؟ على هذا نأمل أن تتحرر الرسائل الجامعية من المجاملات حتى نحصل على جهود بحثية تخدم الثقافة والتطور العلمي للدراسات ألآنسانية وأن يكون أختيار الرسائل مبنى على ذلك المضمون وأن يكون أختيار اللجنة المشرفة يحقق مصاديق جدارة البحث ألآكاديمي بتقديم ألآحسن .
مقالات اخرى للكاتب