عجبت كثيراً عندما سمعت احد اعضاء لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وهو يقول إن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة في العراق ، بعد إعلان ثمان تفجيرات متزامنة في بغداد وحدها . . يعقبها بعد يوم سبع تفجيرات في بغداد وثلاثة عشر تفجير بالعراق .
فهناك تردي أمني ملحوظ بالبلد لايمكن المزايدة من أحد عليه ، ولهذا التردي اسباب ومفاصل كثيرة ، سنُحاول إيجازها بهذه الرسالة للوقوف عليها ومعالجتها من قبل أصحاب الشأن والقرار في الدولة العراقية .
وأظنّ انه كان بالامكان الحد من هذا التدهور الخطير لو تَسَلّم الملف الأمني رجل يجمع بين :
- الخبرة في الشؤون الإدارية .
- الخبرة في الادارة العسكرية وشؤونها.
- الوطنية الخالصة للعراق .
ونُجْمل اسباب الخلل الامني بالعراق حسب رؤيتنا ب :
1 - الفساد المالي والاداري :
الذي قسم كبير منه يذهب لتمويل الارهاب عن طريق جهات متنفذة في الدولة .
2- ضعف الاداء الأمني والإداري :
إن ضعف الاداء لكبار القيادات الامنية والإدارية بالوزارات والأجهزة الأمنية ، وفقدان عامل الانسجام بين الوزارة والقيادات العسكرية ، وعدم وجود وزير مُلم في عمله وذو خبرة عسكرية ميدانية وإدارية في ادارة القيادات المنتشرة في عموم العراق ، سبب رئيسي للإخفاق الأمني .
3- فساد بعض القيادات الكبيرة :
ان الفساد المالي والإداري والأخلاقي لبعض القيادات الامنية والعسكرية الكبيرة بالعراق عامل أساسي في بقاء الوضع الأمني متردّي بالعراق .
4- الفشل في وضع الخطط :
إن الفشل في وضع الخطط التي تعالج اماكن تواجد الخطر ، وتمركز الاهداف الارهابية ، وتُقاطع خطط الإرهابيين المتجددة ، يُعطي مساحة حركة واسعة للإرهاب والإرهابيين في الإتصال والحركة بين القرى والمحافظات بالعراق .
5- فشل العمل الإستخباري :
إن فشل عنصر الاستخبارات العسكرية في ايصال المعلومات الكبيرة والمهمة وفي الوقت المناسب لمركز القيادة ، والاستجابة البطيئة لمراكز القيادة الأمنية ، من اجل عمل ضربات استباقية ضد الإرهاب والإرهابيين ، جعل إستباقية الحركة والتنفيذ بيد الإرهابيين وليس بيد الدولة .
6- فشل القضاء في سرعة حسم الملفات :
إن تسييس القضاء من جهة ، وفشله من جهة أخرى في الاسراع لحسم اغلب الملفّات والجرائم ، وعدم الاسراع بتنفيذ العقوبات وخاصة الاعدامات ، والتي ساهمت في انتشار الإرهاب والجريمة بشكل واسع ، جعل إمكانية إستمرار القيادات الإرهابية وهي داخل السجون بالإتصال بقواعدها لإصدار التعليمات لها بالأعمال الإرهابية سهل الحدوث .
لذلك أنصح من بيده الأمر الوقوف على هذه الاسباب جميعاً ودراستها مع المعنيين في القيادات الأمنية وأصحاب الشأن والإختصاص ، لمعالجتها بالوسائل الإدارية والأمنية الصحيحة ، للحد من الإنحدار الأمني الذي يدفع ثمنه العراقيون يومياً من دمائهم وأرواحهم وممتلكاتهم ، لأن معرفة الداء وسببه ، هو بداية حقيقية صحيحة للعلاج الصحيح .
والله من وراء القصد .
مقالات اخرى للكاتب