النتائج التي أفرزتها نتائج أنتخابات مجالس المحافظات التي جرت في شهر نيسان الماضي أفرزت أنخفاض واضح في المزاج الشعبي الذي كان مؤيدا لدولة القانون والدليل على ذلك خسارته للكثير من مقاعده التي حصدها في الانتخابات السابقة بل وان الحركات والاحزاب السياسية المتحلفة معه هي من أخذت المقاعد مثل بدر والفضيلة والمستقلون ووفق أخر استطلاع رأي اجرته منظمة متخصصة ظهرت نتائجه قبل يومين والاستطلاع جرى قبل أسبوع اكدت نتائجه ان الانتخابات البرلمانية اذا أجريت هذه الايام فنتائجها ستكون خسارة أئتلاف دولة القانون لنصف مقاعده على الاقل وعندنا مثل في العراق يقول الناس ليست غشيمة لذا نلاحظ هذه الايام واثناء المفاوضات التي جرت على مقاعد المحافظات والحكومات المحلية ظهور بوادر انشقاق من دولة القانون وانتقال بعض الفائزين من أئتلاف القانون الى المجلس الاعلى او أنشاء تكتلات مستقلة واختراع أسماء لها لغرض مشاركتها في الكعكة بعد أن أحس الفائزين عن دولة القانون أنهم سيهمشون وسيصبحون خارج تقسيمة السلطة المحلية في المحافظات وخير دليل على ذلك محافظ البصرة السابق خلف عبد الصمد وهو من المحسوبين بقوة على المالكي وعبد الصمد انشق واخذ معه خمسة اخرين لغرض البقاء في السلطة المحلية وعدم خروجه منها بخفى حنين وهناك العشرات أمثاله في المحافظات ولكنهم يخافون ألاعلان عن ذلك لان السيد المالكي هو الان رئيس السلطة التنفيذية الاول وبيده كل شيء من السلطة ولكن ان فلت زمام الامور فالجميع سينشق وسيخرج من تحت عباءة دولة القانون بل وان هناك من سيستبق الامور ولن يترشح مع أئتلاف دولة القانون في الانتخابات البرلمانية المقبلة وهذا الامر أتضح جليا من خلال المغازلات والتملق للمجلس الاعلى والاقتراب منه مبكرا بهدف التحالف معه تسهيلا للحصول على مقاعد برلمانية ضمن قائمته ولقد أثبتت الايام المنصرمة ان المالكي لن يستطيع ان يفعل شيئا وخصوصا بعد ان تجرأ الاخوة الشيعة وقاموا بتهميشه وازاحته من المحافظات التي كان يتحكم بمفاتيحها وهو لن يفعل شيئا ليس لانه لايستطيع ولكن لانه لايريد ان يقطع تلك الشعرة التي تربطه بالمجلس والصدريين وبقية الكتل الشيعية الصغيرة وهي بالعشرات وهولاء كلهم من الذكاء بحيث انهم يعرفون ان سفينة المالكي على وشك الوصول الى مينائها وان رحلتها هذه هي الرحلة الاخيرة لانها ستترك الخدمة ولكن هل الموضوع بهذه البساطة وهل المالكي بكل مايمتلكه من أمكانيات سيبقى دون رد فعل وهو من يملك الملفات والصلاحيات ولكن الحلفاء كانوا من الجرأة انهم أعلنوها جهارا نهارا انهم لن يركبوا هذه السفينة لانها على وشك الغرق وانها وان وصلت لمينائها فهي من غير المضمون انها تستطيع الابحار في رحلة أخرى وسيظهر في الايام والشهور المقبلة الركاب الاخرين الخجولين والذين سيقفزون من السفينة لتيقنهم من انها لن تصل بهم الى مبتغاهم الذي يريدونه او انها لن توفر لهم بعد الان الامان الذي كانت توفره لهم سابقا وهولاء كثر بل كثر جدا جدا .
مقالات اخرى للكاتب