وسط المتغيرات المناخية الكبيرة ووسط شياع ظواهر التلوث في اغلب فضاءات هذا العالم تبدي الكثير من الجهات المعنية بالبيئة حرصا كبيرا من اجل الحفاظ على ما تبقى من المساحات الخضراء والمناطق الرطبة وتحارب التصحر من اجل سلامة الانسان وبقية الكائنات الحية الاخرى على هذا الكوكب. منظمات الامم المتحدة والمنظمات المساندة لها في الكثير من المنظومات الدولية لا تدّخر جهدا الا وبذلته من اجل الاهتمام بالبيئة، وفي هذا السياق افردت الامم المتحدة سلسلة من الايام العالمية الخاصة في مفكرتها. حيث يحتفى سنويا بالاراضي الرطبة في الثاني من شباط كل عام احياءا للاتفاقية الدولية المعنية بحماية "الأراضي الرطبة" المعروفة بـ"إتفاقية رامسر"، وبهدف رفع الوعي العام حول أهمية الطيور المهاجرة التي تمثل حلقة اساسية في التنوع البايلوجي وتنشيط سياحة الطيور باعتبارها نشاطا صديقا للبيئة، يحتفى سنويا ايضا منذ عام 2006 بيومي الرابع عشر والخامس عشر من ايار كل عام باعتبارهما يوما عالميا للطيور المهاجرة. وفي ذات السياق ايضا يأتي الاحتفال السنوي من قبل الامم المتحدة والمظمات الدولية الصديقة للبيئة بيوم السابع عشر من حزيران باعتباره يوما عالميا لمكافحة الجفاف والتصحر، إذ تحوّل ذلك اليوم ابتداءا من العام 1995 مناسبة مهمة من اجل معالجة مشكلات التصحر في كثير من المناطق التي تعاني من هذه الظاهرة السلبية.
ومما لا يختلف عليه اثنان ان البيئة في بلد مثل العراق تعاني الامرّين، فالحروب ومخلفاتها وما تركت من تداعيات سلبية كبيرة جدا على العراق من جهة والمضايقات المائية التي تطال دجلة والفرات من جهة اخرى جعلت من البيئة العراقية في موقف لا تحسد عليه، يرافق ذلك فوضى مؤسساتية من قبل الدولة العراقية في كيفية التعامل المثمر مع ما يتوفر من حصص مائية او حتى ما جلبته السيول الاخيرة من كميات وفيرة تحولت الى وبال ايضا بفعل غياب التخطيط.
ان اليوم العالمي لمكافحة التصحر مناسبة اخرى من اجل التذكير بضرورة المحافظة على ما تبقى من مساحات خضراء واراضي رطبة والتفكير الجاد بزياد رقعتها ففي ذلك فؤائد جمة على الجميع. فأين اصدقاء البيئة من كل ذلك؟!