عقب يومين من سقوط الطاغية المقبور صدام حسين، في 9 نيسان 2003، آثرت العمل الجدي في سبيل استحصال الحق القانوني للشعب العراقي، بمعاقبة الطاغية واركان جبروته الآفلين معه، عائدا من نعيم الرفاه، في سلطنة عمان التي آوتني طريد صدام، الى عراق لم تبن ملامحه حينها.
لكن من دون تنافج ولا ادعاء بطولة ازاء رجل لم يعد ذا حول ولا قوة؛ مع انه لم يبال بضعف الآخرين ابان طغيانه، الا انني التزمت القانون، يأخذ مجراه.. ينتصف للمظلومين من الظالم.
والكلمة التي لم اقلها خلال حكمه، ليس من الرجولة قولها، وهو خالي الوفاض من دعامات السلطة!
شعرت بذلك الآن، وكأن التاريخ القريب، يعيد نفسه، دائرا حول محور واحد، هو شيطان الديكتاتورية الذي يتلبس الجبناء؛ الذين لا يعفون اذا تولوا!
ادركت مواتا يتقمص جسد رئيس الوزراء نوري المالكي، حاليا، ولم يعد سوى مومياء حية، تتحرك من دون نبض ولا نسغ دم في العروق او فكر في العقل، انه.. هباء، تهاوى جراء نزوعه الى تقمص شخصية صدام، وشتان ما بين النية والفعل؛ فذاك طاغية بالفعل، وهذا طاغية بالنية، ممكن ان يجر على البلد، ما هو اتعس مما جره صدام على العراق، من دون ان يتمتع بقوة حضور شخصية صدام على سوئها.
انه جثة طاغية، والضرب بالميت حرام، بل ليس من الرجولة، الان، التجريح بشخص مثل المالكي، عَبَرَ سكرات الموت من دون المرور بها؛ اذ تخشبت جثته، وها هي البكتيريا تحلل العراق كله، وتفسخه جيفة ان لم يسارع العراقيون الى مواراة المالكي ثرى السياسة؛ فاكرام الميت دفنه.
ومن ابرز الاستدلالات على تخبط مومياء المالكي هو تنقله من موقف متضاد مع الكرد، نعتهم خلاله بما لا يليق بالمستوى الحضاري المتحقق في كردستان العراق، نظير التخلف الذي جره على وسط وجنوبي العراق.
فضلا عن مده صلات مع السنة، لا تشبه تهميشه لهم، حد التداول داخل مكاتبه المغلقة بشتم السنة.. استباحة وبذاءات يحيلها الى سياقات عمل ومنظومة اجراءات دستورية، قائمة على اقصاء الآخر واحلال الذات بانانية النفس الامارة بالسوء، بديلا في الاستحواذ على حقوقه.. تهميشا لا وطني يطفئ اجمل الوان الطيف العراقي الذي يداعون به.
كثيرا ما تطاول على السنة والكرد، فباي الاء يصافحهم، واتخذ اجراءات لا دستورية.. ارهاب واعتداءات شقاوات مستهترين، تمثلت بعمليات قوات (دجلة) ضد الكرد والسنة، بقيادة رجل الانفال البعثي.. الفريق عبد الامير الزيدي المطلوب للمحكمة الجنائية العليا ضمن ازلام النظام السابق بجريمة ضد الانسانية.
قلي من قرينك، اقول لك من انت! أفبعد الحق الا الضلال؟ ما دام اتخذ من الزيدي خدنا له.
وصف المالكي الكرد بسراق النفط وعملاء قطر وتركيا، وان مسعود مجرد منفذ لارادتيهما.
اذا ارادتا قطر وتركيا، هما اللتان بلغتا بكردستان العراق، هذا المستوى العمراني والاجتماعي المتحضر، فمرحا لكل من تضعانه في مخططاتهما.
وبعد كل التهم التي اسقطها من طبيعته الشخصية، مطليا صفاته هو على شخص مسعود وحكومة اقليم كردستان، ذهب مستجيرا بهم، كي يوازنوا العراق المركزي الذي انفلت من يديه، ولسان حاله يقول: ابك كما النساء ملكا مضاعا لم تصنه كما الرجال.
قمع تظاهرات الغربية، وانحرف بها عن مسارها المطالب بالخدمات وعدم اقصاء الاخر، الى دعاوى طائفية اطلقها مندسون من طرفه بين المتظاهرين؛ كي يفقد التعبير الوطني معناه التفافا في الطرح، كما تقول الآية القرآنية الكريمة: "يحرفون الكلم عن مواضعه".
وبعد كل هذا اتجه المالكي الى اهالي الغربية، يستند اليهم، في تهاويه، كي لا يتبعثر متهافتا.
لكنه متهاوٍ لا محالة؛ جراء تقمصه الاجزاء التي انهار لها صدام، ساقطا بقوة في الهاوية، وجر العراق اليها معه، ولسوف يكمل المالكي ما لم تطله يد الخراب الصدامي الغابر.