رايات سوداء كتب عليها ( لا إله الاّ الله ) لا تختلف عن رايات القاعدة , رفعت مع صور مرسي في ساحة إعتصام رابعة العدوية , وتيارات جهادية تكفيرية تبحث عن اي فراغ لتظهر بصورة علنية , ورغم الدعم السري من الأنظمة لم تظهر علنيتها كي لا تفقد تلك الأنظمة علاقاتها وحمايتها من الغرب , أصوات بدأت تتعالى من أنصار مرسي بوصف معارضيه أعداء الأسلام لا يتورع في قتلهم أصحاب اللحى ومنهم من الأخوان , الجيش المصري يراهن ان المظاهرات لن تدوم بفعل حرارة الشمس ورمضان وأيام وينتهي الغليان , فيما يراهن الأخرون ان الجيش دخل في نفق مظلم لغرض تفكيكه كونه القوة العربية الأولى المهددة لأسرائيل بعد حل الجيش العراقي , وفي الأسكندرية تجمعات مشابهة بأسم انصار الشريعة ضد الدولة , مدعين ان حركة تمرد من أنصار مبارك والعلمانيين والمسيح لذا يتوجب جمع السلاح عليهم ومحاربتهم . مرسي خلال سنة أفرج عن العشرات من المتهمين بجرائم ضد المدنين ورجال الدولة ومنهم من كان متهم بالأرهاب ومحكوم بالأعدام , في صفقة سياسية لمواجهة معارضية وهذا ما أعطاهم الفسحة للانتشار في سيناء وتنفيذ عملياتهم , وبعد تظاهرات 30 حزيران ( يونيو ) وخروج الملايين ضد سياسة الأخوان الأقصائية شعرت قوات الأمن بالتنامي لفكر التطرف مع وجود البيئة المناسبة من الخطاب الحكومي الغير متوازن تجاه التحولات الأقليمية , الأطاحة بمرسي ستجد الأرضية للتنظيمات الجديدة ودخول الاخوان بالتحول المرحلي والأنخراط في الفكر الجهادي بعد خسارة الحكم , عزز مرشد الاخوان محمد بديع كلام مرسي ( بدفع حياته للشرعية ) ووصف المرشد حركة ( تمرد ) بالعصابات والمرتدين والكفرة والبلطجية (وأما كرسي الحكم او الموت الزؤام ) خيارن لا ثالث لهما , القرضاوي الزعيم الروحي للأخوان ورئيس (الأتحاد العالمي لعلماء المسلمين) أصدر فتوى تأييد مرسي والدعوة للحفاظ على الشرعية والديمقراطية وقال ان بعض من علماء الأزهر وعلماء من العالم معه , ويعتقد ان فعل السيسي أساء للبيعة ونقضها , وأخطأ شرعياً ودستورياً , ونقض عهد الله , وأنتقد احمد الطيب والبابا تواضروس لقبولهم بخلع مرسي .
القرضاوي خلط بين الدين والسياسة وأنكر مفاهيم الأسلام بالقتال على السلطة المتعطش لها على تحريف النصوص ومباديء الأسلام التي تقر بالشورى (وامرهم شورى بينهم ) ويعتبر المسلمون أنها سبقت الديمقراطية والأقرار بأهل الحل والعقد , والتنصيب والعزل يتم على أساس الأغلبية التي خرجت ف ساحة ميدان التحرير وغيرها من المدن , القرضاوي إنهمك خلال السنوات السابقة للبحث عن مخارج لتشريع الجهاد والقتل والأنتحار في عديد من الدول العربية والصمت تجاه القضية الفلسطينية وتحت الأرادة القطرية , وقف ضد ارادة الشعوب واعتبر عزل مرسي خروج عن الشرعية فيما أجاز للتمرد على الحكام في دول أخرى وحسب طبيعة الحكم , السعودية كانت أول المهنئين لثورة مصر الثانية لكون الأخوان منافس على الزعامة و داعمة للتطرف الذي يهدد العائلة المالكة , بينما معظم الأنظمة العربية تحاول تكرار سيناريو ما حدث في العراق والأدعاء ان النظام الجديد جاء به الأستعمار ويجب جهاده , وهذا مخالف لطموح الشعوب , الذي ادى الى ظهور حركات تمرد مشابهة في تونس ترفض حكم الأسلاميين المتشددين وفي ليبيا ترفض مليشياتهم المسلحة , الحكام العرب والقوى الأسلامية المنحرفة عن الأسلام والمخترقة من الأرهاب سوف تدق الطبول وترسل الدعم المالي السري وتجنيد الشباب كي تبعد المعركة عن ساحتها ولا تغضب الغرب لكونها لا تعمل بعلنية, قناة الجزيرة المباشر تتناقل البث المباشر وهتافات العرب لدعم الشرعية والشتم لاعدائها والدعوات لسحق المرتدين , تلك القواعد الفكرية التي تفرض أرادتها فوق أرادة الشعوب وتسلب ثوراتها تهيء الأرضية لتنامي الحركات الجهادية الانتحارية وتخرج عن مباديء تأسيس الحركات الاسلامية وحسن البنا , وتكشف إنها مستعدة للتخلي عن كل القيم مقابل الحصول على السلطة .