يهاجمون المسالمين ويفرون امام الارهابيين
يموه سيره بـ 16 موكبا لأن الشعب يكرهه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المانيا الامن يضمن صفاء الهدوء وحماية المالكي يقتلون ابناء المدينة التي يزورها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاضي منير حداد
رجال مدججون بالسلام، انتشروا في (فرايبوغ) من دون تعكير طمأنينتنا، ورئيس المانيا، يتحرك بحرية حاله كحال الناس، احرار اينما ذهبوا، كأن الرئيس ليس موجودا، الا لتلقي تحيات استثنائية، يتلقاها بود، لا يناظره بغض من لا يحييه.
سلام حتى مطلع الفجر، في حياتهم دائمة الاصباح، وحرب ملء حياتنا، الى ان يرخي المساء سدول ظلامه.. سدفاً داجية.
لم تخلُ مدينة (فرايبورغ) الالمانية، من استنفار امني، غير متكلف؛ لحلول الرئيس فيها، لكنه حلول حلو.. شفيف، اسعد الناس بتواجده بينهم، محفوفا بتحرزات امنية، غير منظورة؛ اي انها لا تستفز سابلة الطريق، ولا سواح المدينة، ولا ابناءها المتوزعين احراراً حيثما تنقلوا من دون ان يعيقهم رجل امن، يحظر عليهم المرور بالقرب من الناصرية، اذا زار نوري المالكي العمارة!
كنت اتمشى برفقة ولدي وزوجتي، في (فرايبورغ) حين زار الرئيس الالماني، وقد احيطت بطوق امني محكم، في السيطرة على اي فعل، من شأنه الاضرار بصفاء هدوء المدينة، وناسها، بما فيهم الرئيس.
ما يحصل لدينا، عندما تنهجم مدينة بزيارة رئيس الوزراء نوري المالكي لها، هو تطبيق مبدأ (الهجوم خير وسيلة للدفاع) المتبع من قبل منتخبات كرة القدم القوية، وليس اقوى من (اسوات) على مدرب فريق كربلاء محمد عباس.
فحمايات المالكي وسواه من المسؤولين، والسيطرات التي لا موجب لها.. عمليا، سوى تنغيص حياة الناس، وافتعال الزحام، يختلقون الاسباب لمضايقة ركاب السيارة التي تحمل بنات حلوات، وتنافجون شجاعة على المسالمين العزل الابرياء، في حين يولون الادبار فراراً.. هاربين امام ارهابيين اثنين لا يحملان سوى مسدسات بدائية، من نوع (ابو البكرة) ذي خمس اطلاقات صدئة؛ نظير الاسلحة الفتاكة والحديثة، التي لا يسع افراد السيطرة، حملها وهم يتوارون عن انظار الارهابيين!
فالجبان اذا تولى على ضعيف لا يعف، في حين ترتعد فرائصه، فرقا، امام الاقوياء!
أبمثل هؤلاء يبني المالكي دولة، مرت عشر سنوات على تحررها من الطاغية المقبور صدام حسين، ولم يوضع منهج اولويات لادارتها، انما تدار بالتفاطين المنبثقة من مصالح السياسيين وليس حاجة البلد.
امن الرئيس الالماني طوق المدينة، منتشرا في شوارعها، مثل نسائم عليلة، لا يشعر بها المواطن، في حين يجثو حماية المالكي كالكابوس على صدر المنطقة التي يمر بها، مضيقا الفضاءات بما رحبت من حول اهلها، واذا ما اقترب شخص سهوا، لايكتفون بزجره او رده او ضربه، كما هي خيارات حماية صدام، في حينه، انما يبادرون الى قتله من دون تفاهم.
الثقة المتبادلة بين الرئيس والمواطنين، لمسناها، انا وعائلتي، حين لم يتوجسوا بوجوهنا الشرقية، ونحن يصادف مسارنا خلفه، على بعد خطوات، تكفي اي ارهابي، تلقى نصف تدريب، للاجهاز عليه لا سمح الله.
بل توقف موكبه، كي تمر سيارة اسعاف، من دون وجل، ولا افتراض سوء النية واحتمال تبييت امر خطير في عب الاسعاف ضد الرئيس.
فهم عالم يقوم على ان المتهم بريء حتى يدان، وحكوماتنا.. السابقة واللاحقة، تفترض المواطن مجرما، حتى يثبت براءته!
لحظة توقف موكب الرئيس الالماني يفسح الطريق للاسعاف، تذكرت المالكي، وهو يتحرك، في ستة عشر موكب، من باب التمويه، داخل المنطقة الخضراء، التي تعد آمنة، فبكم موكب يتنقل خارجها!؟
وهل سيحتاج هذا التمويه، لو دعم علاقة وطيدة الثقة، ، ومد جسور محبة وعلاقات وئام ورضى بينه وشعبه.
لم يتعكر جو نزهتنا، في (فرايبورغ) بمجيء الرئيس الالماني، ولا بمغادرته، الا لأننا غبطنا الالمان وندبنا حظنا العاثر، الذي نقلنا بعد اللتي واللتيا، من يد مجرم مهووس بالحروب وعسكرة المجتمع، الى يد حرامية مهووسين بالفساد المالي والسحت الحرام.