أعتصام وتظاهرات في البصرة والناصرية تطالب بوجود الكهرباء والماء الصالح للشرب والخدمات والعمل والمعيشة والكرامة، في قيظ لاهب يناهز الخمسين بما يجعل اليوم الجنوبي أشبه بجحيم، وشعور المواطن أنه يعيش وسط حرائق. أحتجاجات ليست موسمية، أنما تراكمية ستحرق ما حولها. أقتتال طائفي بين الميليشيات الشيعية والمسلحين السنة في بعقوبة وقضاء المقدادية يدفع فاتورة شهرية تربو على مائة ضحية بين قتيل وجريح جراء العنف والتفجير والأغتيال والتطهير الطائفي! المقدادية تفطر بالدم وتتسحر كل ليلة بالهم والرصاص وأحزان البيوت المهجرة؟ وما بين السعدية وجولاء معركة عنصرية مخبأة تحت عباءة القلق بين العرب والكرد، كما تنبئنا المعلومات المنقولة من هناك! الأنبار وبقية المدن المحتجة تعيد الحسابات وهيكلة الوجع والشعور بالغربة في وطن لا يعتذر لأبنائه عن انقطاع رغيف الكرامة والخبز ايضا! أزمة في كل مكان، وموسم حرائق الوزارات بدأ لأطفاء الملفات المستعصية على الدفن! كل شيء صاخب في البلاد، العنف والأرهاب والشظايا والكاتم والميليشيات وسوات والقهر والحر واليأس والبؤس، جميعها توزع الموت على هذا الشعب المنكوب بحكومة الفشل والفساد والموت. كل شيء يلتهب ويضج بالغضب ونار الصبر، بأستثاء المنطقة الخضراء ولصوص الحكومة فهم ينعمون بالأمن والكهرباء والحدائق الغنّاء وينعمون بالولائم ويلبسون البدلات الأيطالية الأنيقة وقاية من أجهزة التبريد في بيوتهم او سياراتهم المرفهة المدرعة..!؟ بلاد يسقط فيها العدل وتنتج أبلغ صور الظلم في اليوم العراقي المدمى، وما عاد الوطن سوى ساحة للتصفية والقضاء على ما تبقى من الأحلام والأحساس والعقل. موت الضمير، سمة لحكومة طاغية لا تكترث، وهي تتفرج بصمت أبله على موت الناس، حكومة تنشغل بصناعة الأكاذيب وتخدير الشعب او الصمت وشراء الذمم! نيران رمضان أصبحت تقّرب لحظة الأنفجار الشعبي في المدن والأحياء الذبيحة، حين يتأجج الغضب و يتصاعد الثأر المجنون الذي عرف به العراقيون في منعطفات الردع. لن ينفع الدعاء، ولا مظاهر التدين الكاذب، لا يقيكم الصوم والصلاة يا رواد الخضراء ولصوص المال العام وزعماء القتل والرذيلة! البلاد تحترق في كل مكان وانتم عنها لاهون!
مقالات اخرى للكاتب