بعد ان اثبتت الوزارات المتاعقبة منذ 2003 والى يوم الناس هذا خيبتها وفشلها واخفاقها في اداء المهام الموكلة اليها بحكم تخصصها ولكل وزارة اسباب وتبريرات جاهزة لتفسير الفشل والاخفاق علق معظم الوزراء فشلهم عليها، صار اللجوء الى حكومة تكنو قراط مستقلة امرا حتميا وحاجة ماسة . فبكل المقاييس كان اداء الوزارات المتعاقبة مخيبا لامال وتطلعات وحاجات العراق والعراقيين الذين هم بامس الحاجة الى عمل مثابر يصل الليل بالنهار لتعويض ماهدمته العهود السود ومالحق من خراب ودمار على ايدي عصابات الاجرام الارهابي طيلة احد عشر عاما متواصلة ، وفي جميع مفاصل وحقول الحياة العراقية .. السياسية والاقتصادية والعمرانية والخدمية والصحية والتربوية والثقافية والاجتماعية،وعلى مايبدو ان حكومة السيد حيدر العبادي قد استقت الدروس وصارت امام الامر الواقع خاصة بعد الدعم اللامتناهي من المرجعية العليا وتفويض الجماهير الثائرة ولذا توجهت بشكل جاد وسريع الى تدارك الامر: بتقليص عدد الوزارات..الغاء بعضها ،ودمج البعض الاخر ببعض، والاستعانة بوزراء اختصاص تكنوقراط علهم يتمكنون من تدارك الحالة و معالجة الخطر الداهم الذي تفاقم بسبب الفساد الاداري والمالي طيلة السنوات الاحد عشر المنصرمة ،وهذا مايرجوه كل العراقيين المحرومين الذين ملوا الصبر والوعود ،وهرعوا الى الساحات العامة والشوارع في بغداد والمحافظات ليعلنوا استياءهم ويعبروا عن غضبهم تجاه ما يجري من فساد وخراب ودمار .لاشك ان بداية بمثل هذا الحرص والحيوية تشكل ركيزة لبناء عمل مثمر وتبشر بقيام مشروع وطني بناء هادف ومقدمة تشكل حافزا لكل الوزارات الجديدة لابراز دورها واثبات جدارتها واكتساب ثقة الجماهير بها .
مقالات اخرى للكاتب