على غير عادتي وعندما صحوت اليوم باكراً هممت لاعداد وجبة الافطار لي وهنا قررت ان اشرب الشاي مراً كي اتعود على مرارة الحياة . وعندما ارتشفت اول رشفة من قدح الشاي احسست بمرارته لكني بقيت على اصراري بأن اشربه مراً لما نعانيه في هذه الدنيا من شظف العيش وقسوة الظروف وقهر الزمان وتغير الانسان .. تساءلت في قرارة نفسي ما الذي تغير في مجتمعنا ليصبح بعض البشر او معظمهم مع الاسف بهذه الاخلاق والتصرفات وحب الذات وعدم الاهتمام بالاخرين ونكران المعروف والاحسان . هل تغير زماننا عن زمن اسلافنا ام نحن من تغير ، وهنا وجدت الاجابة في قول احد الصالحين عندما قال:
” نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا “
اذن لابد لنا من تشخيص الخلل وتحليل الواقع الذي نعيشه لان معرفة المشكلة و وضع الحلول الكفيلة بحلها هي من تقودنا الى النجاح .
لا ان نندب حظنا وان نتفاخر بماضينا ونركن انفسنا ونوهمها باننا الافضل وان الظروف المحيطة بنا سيئة ولولاها لاصبحنا بمصاف الدول المتقدمة والخلل هنا من وجهة نظري البسيطة والمتواضعة هي الحروب والويلات والحصار ومخلفات الاحتلال ونتائجه هي من تؤدي الى الانحلال الاخلاقي وهي التي تقود الى التفكك الاجتماعي والفساد بالاضافة الى انعدام الثقافة والوعي لدى الكثيرين ومن اسبابها الابتعاد عن العلم والتعلم والثقافة والوعي وتدهور المستوى العلمي . وهذا يوصلنا الى النتيجة التي تقول يجب علينا في هذا الظرف الراهن بناء الانسان قبل كل شي لنتمكن بعد ذلك من بناء الاوطان والنهوض بالواقع العلمي والثقافي والحضاري لمجتمعنا لكي نتمكن من الوصول الى حوار الحضارات ومواكبة التقدم التطور الحاصل في بقيت دول العالم والتي مع الاسف سبقتنا باشواط كبيرة . ولابد لي ان اعرج على فقرة مهمة جداً وهي اننا نمتلك مقومات النجاح العلمي والثقافي والحضاري لما يتوفر لدينا من طاقات وقدرات علمية وثقافية بأمكانها ان اعطيت الفرصة وفق الادارة والتخطيط الصحيح ان تنهض بالبلد وان نغير واقعنا نحو الاحسن في كل المجالات والاصعدة .
والمهمة هنا تقع على عاتق الجميع من البيت والاسرة الى المدرسة والجامعة والى المؤسسات الحكومية والشارع ايضاً التي لابد ان تأخذ دورها بتطوير افرادها وعناصرها للوصول الى طبقة راقية ومثقفة تستطيع مجارات التقدم العلمي والثقافي والحضاري بما يخدم مجتمعنا بالشكل الصحيح .
مقالات اخرى للكاتب
