المحلل النفسي يختلف عن الطبيب النفسي أو المستشار أو المعالج النفسي .. فهو شخصية أخرى تكاد تكون خارقة تتجاوز مرتبة القداسة ويمكننا إطلاق صفة نبي العصر الحقيقي عليه .
توجد شروط قاسية في عملية تأهيل المحلل النفسي .. فهو قبل الدراسة يجب ان يخضع الى تحليل عميق لشخصيته يستغرق أكثر من سنتين من أجل إستخراج عقده النفسية وتعريفه بمكونات لاشعوره .. بحيث يصبح كائنا نقيا من العقد النفسية ومشاعر النفور والكراهية والأحقاد بحيث عندما يمارس التحليل لايسقط خفايا لاشعوره على المريض مثلما قد يحدث من الطبيب النفسي أو المعالج النفسي العادي حتى لو كان يحمل شهادة الدكتوراه .
شخصية المحلل النفسي فكره ومشاعره وسلوكه هو قمة ما وصل اليه الإنسان في التوازن النفسي والإعتدال والإستقامة والبحث عن الخير .. خير البشرية .. إذ تجد لديه السلوك الحقيقي الأصيل الهادف دوما الى القيم الإيجابية .
والمحلل شخص عطوف ورحيم ومتفهم .. فهو لايطلق أحكاما على المريض ولايشعر بالإشمئزاز أو الكراهية .. دوما يبحث عن السبب لمعالجته .
من المؤسف ان موضوع التحليل النفسي وشخصية المحلل .. من المواضيع النخبوية غير المعروفة على نطاق واسع .. فالتحليل النفسي هو طريق معرفة الذات وإعادة إدماجها بعد إنشطارها مابين الشعور واللاشعور .
تنوية
هذه المقالة البسيطة عبارة عن إعداد من كتب عالم النفس الفرنسي بيير داكو .
مقالات اخرى للكاتب