تبني الأمم واشعوب والأفراد والجماعات حضاراتها وتصحح أوضاعها وتحل أزماتها,وفق ما تستفيده من تجارب الآخرين من الشعوب والأمم. ويستفيد الناس في حياتهم العامة من تجارب بعضهم البعض .ومن هذه التجارب تتعلم الأمم ويتعلم الأفراد .ولكل أمرٍ نتيجة .والمفروض بنا كشعب تقاذفته الأزمات وتقلبَ في محن ومصائب ونكبات ,أن يتعلم الدرس ويتقن اللعبة .ولا يتخبط في مواقف وإجراءات وحلول ضبابية وهمية.وعندما نتلمس وندقق ونتمحص تجارب من سبقنا فلا عيب من الأحتذاء بها دون خوفٍ أو وجلٍ و خجل أو أناة أو تردد.وهذا يشمل الأمور صغيرها وكبيرها, ونوعها ومضمونها وطبيعتها. وكلُّ أمرٍ وحسب أهميته يكون الموقفُ المطلوبُ والحلُّ الأسلم. ومن يتصدى للحلول وحل العقد والأزمات والأبتعاد السريع عن المخاطر, كلَّ ما كان مقداماً جريئاً غيرُ هيابٍ أو متردد . يُضْفى عليه المزيد من الأحترام والتقدير والتبجيل وهو من يخلده التأريخ كمنقذ .وينسب للوطنية والوفاء لشعبه.ومن الخطوة الشجاعة الأولى التي وثبها كوثبة الأسد ينطلق بجرأة للثانية وهكذا سيلتف الشعب حولة .وسينزوي كل من كان يقفز قفزة الأرنب الخائف الوجل خائر العزيمة المتردد الجبان .أوالمفسد والفاشل .أوالمدعٍ بزعامة دون حق.
إن تجربتنا الفاشلة مع التحالف الدولي الذي يدعي محاربة داعش واضحة بينة. فقد فشلت القاذفات الستراتيجية الأمريكية لأسبابٍ معلومة غير مبهمة,في تحقيق المطلوب والواجب فقد فشلت هذه القاذفات ولم ترَّ أرتال داعش تتقدم لأحتلال الموصل والأنبار, بينما أصابت بدقة ودمرت ملجأالعامرية وأدخلت صواريخها من فوهة التنفس لهذا الملجأ .وقتلت العوائل وهي تحتمي به.
فهل إستفدنا من هذه التجربة وقرأنا الرسائل التي أرسلتها لنا أميركا وحلفاؤها. وعلمنا إنهم لا يريدون إنهاء داعش بل الأبقاء عليها كورقة وأداة لإستنزاف قوانا البشرية والأقتصادية وتعطيل مسيرتنا التنموية. لنبقَ تحت الوصاية الذليلة. لقد ثبت لنا عدم جدية حربهم على داعش, من نتائج ضرباتهم غير الجدية المتواضعة التي لم تثمرولم تُضعِفَ داعش بل زادتها قوة وشكيمة .
نحن الآن في مفترق طرق . والكرة بملعب حكومتنا بعد العرض الروسي بمشاركة الطائرات الروسية بالمعركة ضدَّ داعش , ومع إننا لا يمكن أن نغض الطرف عن مصالح روسيا في المنطقة . فلا يعقل أن تقاتل روسيا لسواد عيوننا أوكوننا أصحاب حق .ومهما كانت الأمور والحسابات .فعلينا أن نستجيب لهذا العرض الروسي أو لعرض أي دولة تقاتل معنا للخلاص من داعش ,ووقف نزيف الدم والمال والتهجير .وهنا نكون قد وثبنا وثبة الأسد بكل إقتدار وشجاعة دون حياء أو خجل كوننا حلفاء لأمريكا التي لم تفِ بالوعود والمواثيق.فهل نقفز قفزة الأرنب أم نثب وثبة الأسد؟سؤال نوجهه للسيد العبادي مع الأحترام.
أمامنا أربع معارك مفصلية هامة نحتاج فيها لوثبة الأسد والعلاج السريع الشجاع. تتمثل في حرب داعش والأرهاب أولاً ومحاربة الفساد الأداري والمالي ثانياً ثم إصلاح القضاء والأدعاء العام ثالثاً وأخيراً المعركة الرابعة الهامة وهي المصالحة الوطنية الفعلية وإعادة هيكلة الدولة وإصلاح الدستور وقانون الأنتخابات.وهذه تحتاج لقائد شجاع يمتلك الجرأة والمقدرة, فيثب وثبة الأسد بكل شجاعة وإقدام ,غير هياب ولا خائف ولا مجامل لكتل سياسية فاسدة فاشلة متهمة بالفساد والخضوع لأجندات خارجية ونزعات طائفية أو قومية منحرفة. فمن الأصلح قفرة الأرنب أم وثبة الأسد؟سؤالٌ نوجهه للسيد العبادي مع الأحترام.فهل من إجابة؟أم صمت وتجاهل لرأي الشعب ومطلبه؟
taf1941@gmail.com
مقالات اخرى للكاتب