انقلب السحر على الساحر ، فها هي بريطانيا ومن بعدها أمريكا ، تعانيان من نزعات الإنفصال ، بعد أن عملت بريطانيا على تقسيم المنطقة ، إلى دول قطرية " بضم القاف " ، ضمن ما يعرف بمعاهدة سايكس بيكو عام 1916 ، وإشتركت في هذه الجريمة مع فرنسا بطبيعة الحال ، وأمريكا التي أقر مجلس الكونغرس فيها مشروع الشرق الأوسط الكبير في جلسة سرية عام 1983 ، ويقضي بتقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ ، إلى كانتونات إثنية وعرقية لشطب كل ما هو عربي فيها ، من أجل ضمان سيادة مستدمرة إسرائيل على المساحة الممتدة من شرقي المتوسط إلى الشاطيء الغربي لبحر قزوين في آسيا الوسطى.
وبالنسبة لبريطانيا التي كانت إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ، فقد إنحسرت إلى دولة فيدرالية ، بدأت مؤخرا تفقد أعضاء الإتحاد وفي مقدمتهم اسكتلندا التي كادت أن تنفصل عنها مؤخرا ، وستستمر في المحاولة ، وها هي إيرلندا تسعى هي الأخرى لنيل إستقلالها ، ناهيك عن قيام بريطانيا نفسها بالإنفصال عن الأتحاد الأوروبي ، مكتوية بنار الإنفصالين الداخلي والخارجي .
وها هي وريثة الإستعمار البريطاني في العالم ، الولايات المتحدة الأمريكية ، التي قامت على انقاض الهنود الحمر أصحب الأرض الأصليين ، وبأيدي مجرمي الإمبراطورية البريطانية التي كانت تنفيهم للمستعمرات الأ مريكية النائية ، تتعرض هي الأخرى للإنفصال ، وهذا قدر لا مفر منه ، وقديما قيل
"جضارات سادت ثم بادت " وهناك أسباب للإبادة بطبيعة الحال .
بدأت نزعات الإنفصال ، تظهر على السطح بتحالف يهود مع اليمين الأمريكي في جريمة انهيار البرجين في 11 سبتمبر 2001، وكان يهود يهدفون إلى إضعاف أمريكا حتى لا تقوى على الضغط عليهم ، من أجل التوصل إلى إتفاق سلام مع الفلسطينيين ، في حين أن اليمين الأمريكي كان له هدف آخر ، وإن لم يكن بعيدا عن إضعاف أمريكا ، فالإنفصال ضعف ، وقال اليمين الأمريكي آنذاك أنه يرغب بفصل الولايات الشمالية الغنية والمتحضرة ، عن نظيراتها الجنوبية الفقيرة والمتخلفة.
نزعات الإنفصال الأمريكية هذه ، بدأت مؤخرا تأخذ حركة مرئية على أرض الواقع ، ويعلن أصحابها عن أنفسهم ، والأنكى من ذلك أن هناك من يطلب مساعدة روسيا له ، لمساعدته على الإنفصال عن الولايات المتحدة ، وأبرز هؤلاء السيد لويس مارينبيللي ، الذي كان يفترض به المشاركة في المؤتمر الدولي للمناضلين من أجل الإستقلال في 25 من شهر سبتمبر الماضي في موسكو ، ومعه ممثلون عن ولاية بورتوريكو وإيرلندا.
الحجة التي يستند إليها السيد مارينبيللي هي أن واشنطن تستغل ولايته لدفع 16 مليار دولار سنويا على شكل ضرائب ، وهذا يؤكد وجهة نظرنا بخصوص جريمة إنهيار البرجين ، التي لم تكن بتفجير من القاعدة بل بفعل فاعل وعن عمد ومقصود ، لأن عمرهما الإفتراضي قد إنتهى ، وقد إلتقت الرغبة اليهودية مع رغبة اليمين الأمريكي في إضعاف امريكا ، وإظهارها بمظهر العاجز عن الضغط على إسرائيل بخصوص القضية الفلسطينية .
سيشهد العام المقبل قيام حركة " نعم كاليفورنيا " الإنفصالية بشكل رسمي ، وتثبيتها على أرض الواقع ، للعمل جهارا نهارا على الإنفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية ، بالتنسيق مع روسيا الإتحادية بطبيعة الحال ، وستبدأ هذه الحركة الإنفصالية بجمع تواقيع الإنفصال ، والبقية تأتي ، ومن المتوقع أن تحذو ولاية بورتوريكو حذو كاليفورنيا ، لينفرط العقد الأمريكي على أيدي يهود كما هو معلوم .
يهود يمهدون للضربة القاضية التي ستزعزع الإستقرار الأمريكي ، من خلال ما يجري حاليا ، حيث إثارة العنصرية والكراهية بين البيض والسود ، وها هي مدينة شارلوت الأمريكية في ولاية كارولينا الشمالية ، تشهد فصلا من فصول الإثارة الدموية ، التي شهدتها مدن أمريكية أخرى مؤخرا.
مقالات اخرى للكاتب