سَلامٌ على الزاهدِ المَرثدِ *** سَلامٌ على الضّرْغمِ المُنجدِ
سَلامٌ على وَاهبِ المُكرمَاتِ *** في الأكرمين فلم يُعْهدِ
حَواك كرمْزٍ بلا مُشْبهٍ *** مَقامٌ تلألأَ بالعسْجَدِ
مَقامٌ على جانبيهِ تَطوْفُ *** حُشودُ التقاةِ ومنْ عُبّدِ
ثراكَ عَليه الكِرامُ تخّرُ *** خُشوعاً إلى فيْضِكَ المُزبدِ
تُنادي إلهي شفيعي عليٌ ** كأنَّ القيامَةَ في المرْقدِ
تلوذُ الدهورُ وتبقى دليْلاً *** يشّدُ العُقوْلَ الى المُوجدِ
فكُلّ العقولِ حَيَارى وأنت *** لغْزٌ إلى الآنَ لم يُرْصدِ
رَأيتَ الجباهَ لأوثانهِم *** سِجوْداً تخرُّ فلم تسْجُدِ
بمكّة كسّرتَ أصنامهم *** وكبّرْت بالفتحِ والمسجدِ
أتيتَ الزكاةَ ركْوعاً فكنْت *** وليّاً بذكرِالجليلِ الهَدي
فَما كان كفؤاً لبضعِ الرَسولِ *** إلأ عليّاً فلمْ يُرْددِ
وُهبْتَ البتولَ ففزْت بها *** وفازتْ بذي الشِرفِ المُحْتدِ
ثلاثُ ليالٍ جِياعاً وكنْتم *** كِراماً تَجوْدُ بلا مَقْصدِ
لسِانُك نَهْجُ البلاغةِ كانَ *** كمالاً يُصاغُ من الأبجدِ
فما قاربوه برغْمِ الحِذوْقِ *** بسطْرِ مَثيلٍ ولا أجْودِ
تكرّمْتَ لم تدْنُ فاحِشةً *** ولم تدْنُ قطّ إلى مَعْبدِ
مُعيلٌ جوادٌ حَزومٌ حَليمٌ *** رَؤوفٌ جَسورٌ غنيُّ اليدِ
كَفيلُ اليَتامى وَتاجُ الأباةِ *** وسيفٌ على الظالمِ الأوْغدِ
فأيّ السَجايا ملكْتَ فكلُّ *** سفْرٍ دَناها فلمْ يعْددِ
كتبْتُ عليّاً فَفاضَ الخَيالُ *** وَفاضَ بذاكَ الفؤادُ الصَدي
ببيْتِ الحَرامِ وأمْنِ الرّحيمِ *** وِلدْتَ ، تَباركَ منْ مولدِ
أميْراً إلى المؤْمنينَ نُعّتَ *** فكنْت بِذاكَ به الأوْحدِ
عَلوتَ الكَمالَ وخلْفكَ يعْلو *** وحيّاً تطولُ على الخُلّدِ
بَرغمِ المكائدِ تبقى عليّاً *** نَشيدُ الحياةِ دويٌ ندي
فيا أصْلحَ النّاسِ بعْد الأمينِ *** وليّاً الى العَالمِ الأحْمدِ
ويا نفْسَ أحْمدَ في المصْحفِ *** وسيْفُ الألي بلا مَغْمدِ
ويابنَ التقيَّ أبي طالبٍ *** كَفيلُ النبيّ مِنَ المولدِ
وحَامي الرّسَالةَ والمبْعثِ *** وَدرْعُ الأمَانِ إلى أحْمدِ
ويا ربَّ بيتٍ كسَاهُ الرسوْلُ *** كِساءَ الطّهارةِ والسُؤْددِ
ويا عِظةَ الزاهِديْن الكِرامِ *** والسَائريْنَ الى الأرْشدِ
ويا أوّلَ الخَلقِ حيْن اسْلمَ *** وَفاضَ يَقيْناً ولم يُلحدِ
عليُّ الفتى والحُسامُ الفِقارُ *** وبابُ السماءِ بلا مِقْلدِ
تَحْوزُ العَوالمُ منكَ وتبْقى *** كنْزاً لها دائمَ الموْردِ
عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ فيه *** سِراجٌ بأنْوارهِ نَهْتدي
مُهابٌ لعلمٍ وبأسٍ ودينٍ *** وحلمٍ يفوقُ عَطا المُجودِ
تُساوي بغيرِ عليٍّ عليّاً *** فأين الترابُ من الفرقدِ
فما ركبَ الخيْلَ يوم الوغى *** ولا دارَ ظهراً لمستأسدِ
ولا طاردَ الهَاربيْن العتاةِ *** ولا أغمدَ السّيفَ بالمُقْعدِ
لنهْجه خيْرُ العقولِ فمنْ *** مُزيْدٍ بذاكَ ومنْ مُنشدِ
وليله حيٌّ بدمعٍ يفيْضُ *** بمحْرَابه الأبْلجِ الأسْودِ
أدارَ الخلافةَ مثُل السفَيْنِ *** وعَدْلهُ شدّ على المِقْودِ
فما زادَ مالاً لذي قُربةٍ *** أو أنْقصَ المالَ عنْ مُجحدِ
مَحبّةُ حيْدرَ في الدينِ رُكنٌ *** تُجابُ بها دعْوةُ السُجّدِ
وبُغْضُ عليٍّ دليلُ النفاقِ *** تلاه الرّسولُ وبالمُسْندِ
تَرومُ العِبادُ لكي تُدفنَ *** بأرضِ عليٍّ ضَمانُ الغدِ
قِبابُ عليٍّ ضِياءُ بها *** أضَاءتْ على الأنْجُمِ الأبْعَدِ
لسيْفِ عليٍّ تفرُّ الجذولُ *** سَليلاً منَ الغمْدِ أو مُغْمدي
ليومِ الطفوْفِ فحوْلاً حَشدّت *** وَعزْمُك فيْهم يدُ المُلبدِ
فما الطفّ إلاّ امتداد لبدرٍ*** وصَفينَ للحشْرِ لم تنْفدِ
فَديتَ الرّسولَ بروحِكَ الفَ *** الفٍ والفٍ ولم تُجْهدِ
بسيفِ عليًّ وأم البتول *** الدينُ قامَ ولم يوْأدِ
بيومِ الحِصارِ وجبْسِ النّفوسِ *** خَرجْت إلى الشِركِ والقُعْددِ
ضَربتَ بثقلِ العِبادةِ كلَّ *** الشِّرْكِ كالقسْورِ الأصْيدِ
ويومُ حنينٍ صَمدْت بنيْفٍ ** تَذودُ عنَ المرْسلِ المُرْشدِ
ففرّوا مِراراً بذي خيْبرٍ *** فأعطى اللواءَ إلى الأرْمدِ
فَجالَ عليْهم وفكَّ الحِصارَ *** وَباباً أزاحَ بألفي يدِ
فكم حاسدين عيوناً عليك *** بها الحقدُ كالنارِ في الموقدِ
وهل يحْسدُ الخسُّ إلا العوالي *** وقد فُقْت كلّ ذي أمْجدِ
بيومِ الغديرِ خَلفْت الرّسولَ *** إِمَاماً ومَوْلى به نقتدي
جَعلتَ الخِلافةَ عدْلاً وهدْياً *** وحزْماً إلى الآنَ لمْ تُشهدِ
فهبّتَ عليْكَ دُعاةُ الظلالِ *** وأهلُ النِفاقِ ومنْ حُسّدِ
صَببْت الحِمامَ على النّاكثينَ *** جحيماً الى البعْثِ لم تَخمُدِ
وقاتلتَ كالأسدِ المارقين *** والقاسِطينَ بما تَفْتدي
يداك السيوفُ بها تُجهزُ *** على الظّالمينَ بلا مُنجدِ
ببيْتِ الرّحيم قُتلتَ وفُزتَ *** وَرأسُك شُجّ على المسْجدِ
نَعتكَ التقاةُ وأهلُ السماءِ *** وكلُّ أبيٍّ وذي مَحْمدِ
اقرأ ايضاً